مأرب برس في شوارع المانيا تستطلع أراء الشارع الألماني: اليمن عالم مجهول .. وسيدات ألغين زيارتهن لصنعاء .. وألمانيات يرفض الحديث والتصوير وينتقدن واقع المرأة في اليمن
الموضوع: أخبار اليمن
 

لقد مثلت العملية الأجرامية التي تعرض لها عدد من الألمان العاملين في اليمن إلى ردة فعل سيئة في الشارع الألماني .

موقع مأرب برس حاول عبر مراسله في ألمانيا رسم مشهد تقريبي لكيفية يلك للحدث .. في هذا السطور تكنشف حقيقة اليمن قبل وبعد الحادث , لتظل أحد الدول المجهولة للكثير من العالم , كما ينظر إليها آخرون بأنها ميدانا للدم والقتل والاختطاف , سمعة ليست مشرفة لنا كيمين لكن هذه هي حقيقة الحال ...

لنبقى مع تفاصيل الاستطلاع الذي أجرى على مدار يومين أثنين .

اليمن عالم مجهول

-  ذهبت الى مركز المدينة حيث تجرى عادة الاستطلاعات , و قصدت في البداية شريحة الشباب و الشابات, إلا أنني واجهتني مشكلة , و هي أن العديد من الشريحة المستهدفة لم يكن يعلم أمرين أولها " أين اليمن وثانيهما " عدم العلم بعملية الاختطاف بالرغم من أن سن هذه الشريحة يصل الى الثلاثين عاما, وبعد أن ملكني اليأس , قررت الحديث مع ميشائيل,رغم شعوري أنه ليس ملم بشيئ وهو البالغ من العمر 31 و يعمل مهندسا فسألته أنت بالتأكيد سمعت عن أنباء الاختطافات و قتل الرهائن في اليمن؟

  فقال: بالتأكيد, ولكنه يعتقد أن الاختطاف حدثت منذ زمن بعيد , فقلت له لا انه قد حصل خلال هذه الأيام فقال اذا فقد فاتني, فقلت له لا بأس, و لكنني سألته ماذا تعرف عن اليمن ؟ فأجاب انه بلد إسلامي, يقع في شمال أفريقيا بعد تصحيح معلوماته , أكد أنه يعلم أن اليمن بلد محافظ, ولكنه و بالرغم لم يسمع عن حوادث خطف الا أنه لا يتوقع زيارة اليمن.

في مقابل ميشائيل بحثت عن شابة أسألها نفس سؤال ميشائيل, وجدت بعد طول بحث سارة و هي طالبة في الجامعة تبلغ من العمر 21 عاما طلبت عدم تصويرها , و بعد سؤالها قالت : أن حادثة الخطف الأخيرة و على عكس الحوادث السابقة, و التي تمتاز بمسائل مطلبيه كزفلتة الشوارع و بناء رياض الأطفال , فقد قتل فيها بعض الضحايا, و عن سؤالها حول ما اذا كانت قد سمعت عن اليمن من قبل أجابت سارة :لا و لكنني بحثت مع أختي دور المرأة في اليمن فعلمنا أن هناك أُسر كبيرة. و عن ما اذا كانت مستعدة لزيارة اليمن أجابت : نعم و لكن برفقة رجل .

 و عن الخوف من اليمن؟ تجيب سارة : اليمن بلد كغيره من البلدان المجهولة, لربما أنني سأخاف, و لكن الخوف ليس من الاختطاف فحدوث مكروه وارد في أي بلد كالصين و أمريكا, اليمن ذو ثقافة تختلف عن المانيا , و أخاف أن أتجاوز عاداتهم, بالتأكيد سأقراء كتاب سيعرفني عن اليمن و عن أعرافه و تقاليده,و من ثَم سأسافر .

 

محاولات متكررة

بعد محاولات متكررة لاستطلاع أراء الشباب فقد واجهت شبابا كصديقنا ميشائيل, و لعل أحدهم رأف بي , قال لي: لعلك ان ذهبت الى كبار السن ستجد منهم من سمع باليمن و ماجرى هناك, و عملا بنصيحته توجهت للشريحة الأكبر سنا , حيث قال ديرك و هو طبيب يبلغ من العمر 38 : بالتأكيد ليست أول عملية اختطاف , و إنني متفاجئ دائما بعد كل عملية خطف ,أن هناك من يذهب الى هذه البلد, رغم التحذيرات الصادرة , من وزارة الخارجية , و ما بيقى لنا الا أن نتسائل هل من جدوى للسفر بالرغم وجود هذه التحذيرات, أما بخصوص العملية الأخيرة فانني لا أدري ما هي خلفية الخاطفين , هل هم عبارة عن قبائل,يقتاتون من خلال هكذا عمليات, أم أنها ذو خلفية إسلاميه وإرهابية (حسب تعبيره), و عن ما اذا كان سيزور اليمن يجيب ديرك:بكل تأكيد لا .

أحسنتما صُنعا

 

مررت أتطلع الى وجوه الناس لعلي أظفر بأحد يعرف عن اليمن شيئا ما فسألت أحدهم عن ما اذا سمع باختطاف الألمان في اليمن؟ أعتذر الرجل و قال: أنني في إجازة و لم أسمع الأخبار منذ زمن, لكنه نادي زوجته و سألها عما اذا كانت تعلم بأخبار من اليمن فأجابت أيضا و كما من المتوقع أجابت بالنفي, قلت في نفسي أحسنتما صُنعا.

لم أستسلم و كنت أُحاول أُن أُقدم نفسي كصحفي , فينصرف عني الناس و بعد محاولات متكررة و جدت رالف و هو الخمسيني و الخبير الجيولوجي, و عن سؤال مأرب برس عن ماذا يعرف عن اليمن أجاب رالف: انه بلد جميل و جدير بالاهتمام ,و كذلك من الناحية الجيولوجية , و من صورة الجمالية مدينة صنعاء, و مبانيها القديمة الرائعة , حقيقة أتمنى زيارتها, سألته: رغم التحذيرات؟ يقول رالف: فعلا هذه مشكلة , لعل مسألة سفري لليمن تتعلق بالجانب المالي و كذلك من التحذيرات المتكررة , و اذا استمرت الخطورة من المحتمل ان لا أزور اليمن , و عن ما اذا كان الحادث الأخير كان سببا في تحفظه من زيارة اليمن , يجيب : لا, الخطورة موجودة في كل مكان , في أمريكا و غيرها , أعتقد أن هناك جملة أشياء و تعليمات يجب على الزائر التقيد بها , بغض النظر في أي بلد سيزور ,هناك خطورة في أي بلد , حتى في بريطانيا, في أوروبا, هناك مخاطر من الممكن ان يجهلها الزائر.

ألمانيات يرفض الحديث والتصوير

 شعرت أنه لم يتسنى لي الحديث الى سيدة , فبدأت أتجاهل الرجال و أسعى للحديث مع السيدات,فالنساء كأي بلد منشغلات بالتسوق لم يأبهن بي , و لكنني وجدتهن عكس الرجال فالنساء كُن أكثر تحفظا للحديث معي, وبعد طول بحث تمكنت من الحديث الى سيدة بصورة مقتضبة قالت السيدة :لا أفهم لما قلت النساء و قد ذهبن للمساعدة, بالنسبة لي لن أزور اليمن, و انصرفت , وقد رفضت مسبقا تصويرها , أو التعريف باسمها .

و سيدة أخرى سمحت لي بتصويرها و من خلال لهجتها عرفت أنها من من المنطقة ذاتها التي تقطنها الأسرة المنكوبة, السيدة لم تصفح عن اسمها , و لكنها قالت : ماذا عساي أن أقول, الممرضات قتلن,و بالنسبة للعائلة لم أسمع جديد , و عن ما اذا أثرت الحادثة على صورة اليمن لديها؟ أجابت السيدة : بالتأكيد, انه لشيئ محزن أن , اذا ما ذهب أحدهم للمساعدة فان جزائه المكافئة و ليس القتل وحول نيتها زيارة اليمن ؟ أجابت لا أبدا , و حتى من قبل الحادثة أيضا كانت إجابتها الرفض , وعن ما اذا كانت تعرف عن اليمن أفصحت عن معلومات مفادها ان اليمن يتم فيها اختطاف الزوار و قتلهم ,كما قالت أن تعرف اين تقع اليمن . لكنني فضلت أن لا أتأكد, شكرتها و انصرفت ..

سيدة تلغي اليمن من خارطتها السياحية

  وجدت سيدة أخرى كانت أقل انفعالا من سابقاتها سمحت بتصويرها, قالت: انه ليحزني أن يتم إدخال أٌناس أتوا لقضاء إجازتهم , في صراعات محلية. و نفت السيدة نيتها زيارة اليمن و لكنها تقول أنها كانت تخطط قبل العملية الأخيرة القيام بزيارة حول العالم بالباخرة, كانت اليمن إحدى محطاتها , لكنها تراجعت عن مخططها وعن السبب, تقول السيدة: إلأنني خائفة , و لا أستطيع أن أشعر أنني في مأمن و عن سؤالي اذا ما كانت تعرف شيئا عن اليمن؟ تجيب بأدب كي لا تجرح مشاعري قائلة : إنني و كغربية لأستغرب من الهوة بين الرجل و المرأة في اليمن , هذا شيئ غريب بالنسبة لي , و مصدر للخوف , فأنني أجهل الكثير بهذه الخصوص, لست بصدد إدانة هذا شيئ , و لكنه غريب بالنسبة لي ,فقد لا أدري ما علي القيام به و ما عليا تجنبه .

في طريقي لصلاة الجمعة 

 توجهت لصلاة الجمعة فاذا بي أرى أخونا سليم , وهو ألماني, هو ناشط في المساجد , و يبلغ من العمر 51 عاما و يعمل في تسويق الآلات الموسيقية, تبادلنا أطراف الحديث , وسألته عما إذا تأثرت تجارته بسبب الأزمة المالية, و لكنه رد باسم الثغر حامدا الله أن تجارة الآلات الموسيقية لم تتأثر, باركت له, و لعلي أخطأت حين سألته عما اذا علم بحادثة اختطاف و قتل الأجانب في اليمن, فسرعان ما اقفهرت تعابير وجهه ولعل الصورة التي التقطتها تشير الى ذلك, و تغير صوته , وقال: أنه لشيئ من الصعب عَلَي فهمه, و شيئ مُريع ,و ان من هذه الأشياء لتُصعب عَلَي الحديث مع أهلي و زملائي, عن الإسلام , و أن مثل هذه الأشياء لا علاقة لها بديني الذي اعتنقته , و إنني لا أُكد لك انه يجب التحقق بالضبط مِن مَن قام بهذه الجريمة , وما هي دوافعه , فمثل هكذا عمل لا علاقة له بالإسلام , من قريب أو بعيد. و عما اذا كان هذا العمل قد أضر بصورة الإسلام؟ , أجاب و قد غمره الحزن: للأسف الشديد نعم . و بصورة اليمن ؟ يجيب بصوت خافت أتمنى ان لا يكون كذلك .

و عما اذا سيزور اليمن؟ يقول و قد تهللت تعابير وجهه: بكل تأكيد. و عما سيكون رد أسرته و أصدقائه يقول سليم : لعلهم بالتأكيد سيحبسون أنفاسهم حتى ارجع. سليم اذا كانت لك من كلمة ما للخاطفين ماذا تقول لهم كألماني مسلم ؟

أخي انني لمتأكد , أنه من غير الممكن أن يكونوا اخوان لي في العقيدة, فالمسلم لا يجوز له و لا يستطيع كما ولا يقوى القيام بعمل كهذا, و أعتقد أن وراء الأكمة ما ورائها

و ان كانت لي في الأخير من رجاء أتمنى من الله أُذكر باليمن ,تلك البلد وقعت فيها الجريمة, أتمنى أن ان لا أُذكر أخي سليم الألماني بهذه بالجريمة اذا ما رأني , بل أتمنى أن أُذكره و غير بوصف نبي الرحمة عليى الصلاة و السلام( أتاكم أهل اليمن, الين قلوبا و أرق أفئدة) . 

مأرب برس - ألمانيا - خاص
السبت 20 يونيو-حزيران 2009

أتى هذا الخبر من مأرب برس | موقع الأخبار الأول :
https://marebpress.net

عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://marebpress.net/news_details.php?sid=17174