مارس جيش الاحتلال الصهيوني اليوم هواية البشعة في قتل الفلسطينيين في غزة ، حيث اقترف جيش الاحتلال الهمجي مجزرة مروعة بحق الفلسطينيين شرق مدينة غزة ، راح ضحيتها 18 شهيدا بينهم 14 من كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" أحدهم نجل القيادي في حركة حماس " محمود الزهار" وأصيب , و 45 آخرا بجراح بينهم 12 بحالة الخطر الشديد تم إدخالهم أقسام العناية المركزة في قصف مدفعي صهيوني أثناء توغل لآليات الاحتلال باتجاه حيي الشجاعية والزيتون شرقي مدينة غزة ؛ وقد استهدف القصف المدفعي الصهيوني عدة تجمعات لمقاومين ومنازل المواطنين شرقي دوار ملكة شرق مدينة غزة.

وتوغلت عشرات الآليات الصهيونية والقوات الخاصة في أطراف حي الزيتون صباحاً، واستهدفت قذائف دباباتها العديد من مواقع الرباط التابعة لكتائب القسام، ومن ثم أعقبتها بقصف العديد من مجموعات المقاومين، لتنسحب ظهراً، ويعثر بعدها طواقم الإسعاف على جثث الشهداء في الأحراش.. وأعلنت مصادر طبية عن وصول الشهداء إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة كأشلاء ممزقة، ووصول الجرحى بحروق وإصابات مختلفة وخاصة بشظايا القذائف .. وفي ساعات مساء اليوم استشهد فلسطينيان اثنان وأصيب سبعة اخرون بجراح في غارة صهيونية على شمال قطاع غزة ليرتفع عدد الشهداء في القطاع منذ فجر اليوم إلى 20 شهيدا ..

يأتي ذلك في وقت انتقد مركز المعلومات الإسرائيلي المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "بتسيلم" تصريحات رئيس الشباك الإسرائيلي "يوفال ديسكن", أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي والتي تفاخر فيها بأن جيش الاحتلال قتل في العامين الماضيين 2006-2007 حوالي 1000 فلسطيني بتهمة أنهم مسلحين تابعين لمنظمات فلسطينية "إرهابية".

وقال مركز "بيتسليم" في بيان له : "إن أقوال رئيس الشاباك "ديسكن" التي اعتبر فيها كل فلسطيني قتل من قبل الجيش الإسرائيلي هو مخرب, معناها أن الطفلة مريم عوكل بنت 5 سنوات إرهابية"،واستغرب المركز تصريحات "ديسكين" مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل في الفترة المذكورة 816 فلسطيني منهم 152 طفلا و48 هم أقل من 14 سنة.

الزهار: رغم محبتنا لأبنائنا إلا أن فلسطين غالية والقدس الغالية

وأكد القيادي البارز في حركة حماس " د. محمود الزهار " أن المجزرة الصهيونية التي استشهد فيها 18 فلسطينيا بينهم نجله (حسام - 21 عاماً ) أولى نتائج زيارة الرئيس الامريكي ، جورج بوش للمنطقة مؤكدا أن الرد "سوف يكون باللغة التي يفهومها".

وقال الزهار للصحافيين اثناء وصوله إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة لوداع نجله حسام "هذه ضريبة ندفعها من دمائنا ودماء أبنائنا".. وخلال جنازة تشييع الشهداء قال الزهار :" نحن لا نقدم أبنائنا الشهادة من باب الترف بل على رغم محبتنا لأبنائنا إلا أن فلسطين غالية والقدس الغالية ونريد العيش بكرامة وحرية"، مشيراً إلى أن الشهداء سيظلوا يرتقون حتى تزول دولة الاحتلال.

هنية: الشعب الفلسطيني لن يعط الدنية في دينه وقضيته

من ناحيته أكد إسماعيل هنيه ، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ، والمسئول الأول في حركة حماس أن الاغتيالات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لن تخيف قيادته ولن تنال من عزيمتها، مشدداً على أن جرائم الاحتلال ستبقى لعنة تطارد الاحتلال وقادته.

جاء ذلك خلال حديثه للصحفيين أثناء تبرعه بالدم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة لجرحى المجزرة الإسرائيلية ، وقال هنيه في تعقيبه على استشهاد نجل الزهار:" هكذا هم القادة في المقدمة.. وهكذا أبنائهم في المقدمة.. وهذا النجل الثاني للدكتور الزهار بعد استشهاد نجله البكر "خالد"..واستشهد النجل الأكبر للزهار " المهندس خالد " في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم قبل أكثر من خمسة أعوام.

وفي كلمته خلال تشييع أداء صلاة الجنازة على الشهداء ، أكد هنية أن الشعب الفلسطيني لن يعط الدنية في دينه وقضيته رغم ما يحاك ضده ويتكبده، موضحاً أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكاً بثوابته وحقوقه.

وشدد هنية على أن الاحتلال يألم كما يألم الشعب الفلسطيني "ولكن الشعب يرجوا الحرية والكرامة والشهادة بعكس الاحتلال الذي يرجو الحياة".

ولفت هنية إلى أنه شتان بين من يطلب العزة والكرامة وبين من يطلب حياة الذل والانكسار وشتان بين المرابطين على الثغور وبأياديهم القرآن الكريم والسلاح وبين المرابطين في الخانات ينتظرون القبلات ويستهزئون بغزة التي لطالما كانت مقبرة الغزاة "وقال هنية "غزة مكلومة اليوم والفلسطينيون جرحى بارتقاء 18 شهيداً وما زال عدد من الشهداء في أرض المعركة لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليهم بعد"، لافتاً إلى وجود عدد كبير من الجرحى والمصابين الذين لم يتلقوا الرعاية المطلوبة بسبب الحصار والإغلاق.

وأكد هنية أن غزة أبية وشعبها عظيم وأن حركة حماس التي لا تزال في مقدمة ركب المقاومة ولم تلهها السلطة ولا الحكومة ولا التشريعي عن واجبها اتجاه فلسطين والمقدسات الإسلامية، مشدداً على أن غزة ستبقى عزيزة رغم الشهداء والجراح.

غزة لبست ثوب حداد

وأعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة الحداد لثلاثة أيام, تنكس فيها الاعلام في كافة مناطق قطاع غزة حددا على أرواح شهداء المجزرة ، داعيةً الفريق الفلسطيني المفاوض المكلف بالتفاوض مع الإسرائيليين حول الوضع النهائي بوقف جميع اللقاءات مع الاحتلال

عبثية المفاوضات

من ناحيته ، قال احمد قريع ، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في بيان صحافي: "إن هذه المذابح التي تترافق مع استمرار حصار أهلنا في قطاع غزة الباسل، وعمليات الاجتياح اليومي لمدن الضفة الغربية وقطاع غزة، مع استمرار الاستيطان ما يعقد ويضع العراقيل والمصاعب أمام المفاوضات ويجعلها عبثية إذا لم يوضح حد لهذه الانتهاكات؛ وطالب رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية لتحمل مسؤولياتها، والإسراع في عقد اللجنة الثلاثية لمتابعة هذه الانتهاكات وتحديد المسؤولية عنها والجهة المسؤولية عن تعطيل عملية المفاوضات.

وندد رئيس السلطة الفلسطيني ، محمود عباس بالمجزرة التي ارتكبها قوات الجيش الاسرائيلي ، وقال عباس:" ان "ما جرى "اليوم" مجزرة ومذبحة ضد الشعب الفلسطيني", مؤكدا "لا يمكن أن يسكت شعبنا على هذه المجازر".

القسام تقصف سديروت

ومساء اليوم أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية عن إصابة أربعة من سكان مدينة سديروت بجراح بينهم طفل في الثامنة من عمره ، ولم تعلن تلك المصادر عن حالة المصابين ، ولأول مرة منذ أربعة اشهر , أعلنت كتائب القسام ، الجناح المسلح لحركة حماس مسؤوليتها عن إطلاق 13صواريخ من نوع قسام باتجاه بلدة سديروت المحاذية لقطاع غزة .

وقالت الكتائب في بيان لها :" إنها أطلقت عدة صورايخ على سديروت في إطار ردها الأولي على المجزرة الصهيونية البشعة التي ارتكبت اليوم بحق أهالي حي الزيتون شرق مدينة غزة 

أولمرت" :غزة تشهد يوميا حرب حقيقية

من ناحيته قال رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني "إيهود أولمرت" : إن قطاع غزة يشهد يوميا حرب حقيقية بين رجال المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال، معتبرا أن مقتل مستوطن إسرائيلي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة "أمرا خطيرا ومؤسفا".

ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي عن أولمرت تهديده للمقاومين الفلسطينيين بأنهم "سيدفعون ثمنا قاسيا" على ذلك.

القسام تعلن مسؤوليتها عن قتل مستوطن صهيوني

واليوم أعلنت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن قتل مستوطن صهيوني شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة .. وقالت الكتائب في بيان لها :"إن عناصرها تمكنوا من قتل مستوطن إسرائيلي في كيبوتس "عين هشلوشا" شرق بلدة القرارة شرق خان يونس خلال عملية قنص وإطلاق نار من الأسلحة المتوسطة وقذائف الهاون ، من جهتها قالت التقارير الإسرائيلية : إن قناصا فلسطينيا أطلق النار، أمس الثلاثاء، على عامل متطوع من الأكوادور (21 عاما) فأرداه قتيلا في حقول كيبوتس "عين هشلوشا" القريبة من السياج الحدودي في وسط قطاع غزة.