حماس : مشروع المقاومة في فلسطين يتقدم ولا يتقهقر..والتهدئة مع الاحتلال الصهيوني مشروطة، والحوار مع " فتح " بلا شروط

الأحد 23 ديسمبر-كانون الأول 2007 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - فلسطين - خاص - رنده عود الطيب
عدد القراءات 3690

قالت حركة المقاومة الاسلامية " حماس": "إنه لا معنى للحديث عن أي هدنة أو تهدئةمع الاحتلال الصهيوني في ظل تواصل هذا العدوان الإجرامي ضد أبناء شعبنا ، فالمقاومة هي حق مشروع لأبناء شعبنا الفلسطيني، فحيثما كان الاحتلال وكان الاجتياح والاغتيال كانت المقاومة".

 ويؤكد الناطق باسم حماس" الدكتور إسماعيل رضوان أن مشروع المقاومة في فلسطين ليس في حالة ضعف بل العدو الصهيوني هو الذي يعيش في حالة تقهقر إلى الوراء، وما عمليات المقاومة لصد الاجتياحات الصهيونية في غزة والتي اعترف العدو بقوتها وشراستها إلا دليل واضح على أن المقاومة تتقدم ولا تتقهقر".

وفي رده حول فكرة إعطاء المقاومة الفلسطينية فرصة لاستراحة المحارب لتتمكن من الاستمرار، أوضح المتحدث باسم حماس أنه "ليس الوقت مناسبا للحديث عن هذا الأمر في ظل تواصل هذا العدوان، بل نحن نتحدث عن حقنا المشروع في لجم هذا العدوان المتصاعد ضد أبناء شعبنا الفلسطيني".

التهدئة مع الاحتلال الصهيوني مشروطة

في غضون ذلك ، كشفت حركة حماس عن فحوى رؤيتها " للتهدئة" مع دولة الكيان الصهيوني , وقالت على لسان "د. احمد يوسف" المستشار السياسي لـ قائد حماس "اسماعيل هنية :" التهدئة تعني وقف إطلاق النار وأن لا يُطلق أي طرف فلسطينيالصواريخ من غزة على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ، مقابل أن لا تحلق الطائرات الاسرائيلية في أجواء القطاع ويجب وقف الاغتيالات والاعتقالات وأن يُرفع الحصار عن غزة وتُفتح المعابر وينتهي الوضع اللاانساني في غزة المحاصرة وإخراج إسرائيل من دائرة التحكم في مصير الشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين جراء الحصار الظالم.

وكشف مستشار هنية عن أفكار طرحت من قبل إطراف دولية ( أوروبية ) لم يسمها من اجل التوصل إلى تهدئة تسمح بتوسيع فرص الحوار حول قضايا تتعلق بإنهاء الصراع ولكن هذا الجهد يحتاج لفترة تهدئة يتم فيها رفع الحصار وفتح المعابر ؛ وأضاف ": نحن في حركة حماس لا نمانع في تهدئة تنهي الحصار ولكن لن تكون تهدئة دون مقابل ولن تكون بزمن مفتوح ".. ونفى المستشار يوسف وجود اتصالات مباشرة بين حركة حماس ودولة الكيان فيما يتعلق بموضوع التهدئة , وقال:" إن الحديث عن تهدئة وليس هدنة وهذا الكلام ليس جديدا ، وما يجري الآن هو إعادة طرح لصياغات تم تداولها ولكن الاتصالات تتم بين أطراف اوروبية وإسرائيلية ومن خلال لقائنا مع الأوروبيين يطرحون علينا هذه الأفكار من اجل رفع الحصار وإنهائه.

وحول موقف الفصائل من التهدئة ومدى التزامها بها قال مستشار هنية : " إن أي قرار تتخذه" حكومة تسيير الأعمال في غزة" سيلزم جميع الفصائل بالالتزام به طالما أن هذا القرار يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ؛ ويقول المستشار يوسف :" إن حركة حماس لا تغرد خارج الإجماع الفصائلي الفلسطيني ، ويعتقد أن أي قرار يتعلق بمصلحة الشعب الفلسطيني لن ترفضه الفصائل في غزة "..

وسبق أن قال عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود وزير الخارجية الإسرائيلي السابق (سلفان شالوم ) : إن أية اتصالات بين " إسرائيل" وحماس ستكون بمثابة سكين في ظهر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس .

وقال شالوم :( لقد استلزم الأمر عدة سنوات حتى تمكنت إسرائيل من إقناع العالم إدراج حماس في قائمة المنظمات الإرهابية وان الاتصال بها أمر ممنوع وان أي اتصال إسرائيلي مع حماس سيعتبر طعنة نجلاء في ظهر الرئيس (عباس) ورئيس وزرائه( سلام فياض) وسيضعفهما أكثر وأكثر .. كما اعتبر شالوم أن أية هدنة ستسمح لحركة حماس بالفرصة لترميم قدرتها العسكرية.

من جهة أخرى أيّد وزير النقل والمواصلات الصهيوني " شاوول موفاز " ووزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر ، وكلاهما وزيرا حرب سابقين ،أيدا التوصل إلى هدنة مع حماس في حال قدمت الحركة اقتراحاً جدياً .. وصرح موفاز وهو عضو في حزب كاديما بزعامة رئيس الوزراء إيهود اولمرت (إذا وردنا عرض هدنة جدياً من حماس، أعتقد أن علينا دراسته بجدية، لافتا إلى إمكانية إجراء اتصالات مع حماس بواسطة مصر؛ أما الوزير " بن اليعازر " من حزب العمل فقال للإذاعة الاسرئيلية العامة : إذا تقدمت حماس بعرض جدي حول هدنة طويلة، أعتقد شخصياً أن على إسرائيل عدم رفضه، وأضاف القول:"ليس من الضروري أن تعترف حماس مسبقاً بإسرائيل .. المهم أن توقف إطلاق الصواريخ وأي هجمات أخرى من قطاع غزة على إسرائيل، وأن تلتزم بمنع تهريب الأسلحة عبر الحدود مع مصر.. وسبق أن قالت مصادر في حركة حماس رفضت الكشف عن هويتها أن الحركة معنية بحوار "غير مباشر " مع "إسرائيل " يوصلها إلى ""هدنة طويلة الأمد" ،وأن حماس "مستعدة لتهدئة شاملة تكون متبادلة ومتزامنة " ، وتؤكد على أن كرة التهدئة والاستقرار لا تزال في الملعب الصهيوني إذا أوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ..

والحوار مع " فتح " بلا شروط

وفي موضوع آخر ، وبالتزامن مع الجهود التي يبذلها فخامةالرئيس اليمني "علي عبد الله صالح " للمصالحة بين حركتي " فتح وحماس " ، بعد تلقيه اتصالين هاتفيين من رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس ، ومن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل ، حيث دعا فخامة الرئيس اليمني نظيره الفلسطيني إلى استئناف الحوار مع حركة "حماس"، لا سيما وأن الأخيرة أعلنت صراحة استعدادها للجلوس على مائدة الحوار دون أي شروط مسبقة .. بالتزامن مع هذه الجهود (الصالحية ) كشف " الدكتور احمد يوسف " المستشار السياسي لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية أن دولا عربية خاصة مصر والمملكة العربية السعودية تجريان اتصالات مكثفة مع الأطراف الفلسطينية من اجل إنهاء حالة الانقسام لما لها من اثر كبير على منظومة الأمن القومي العربي وعلى القضية الفلسطينية بشكل خاص.. 

 وكذا كشف مستشار هنية ،أن حركة حماس قدمت ورقة تتضمن رؤيتها للمصالحة إلى المصريين والسعوديين للإطلاع عليها , وقال ": إن الورقة وضعت بأيدي الأطراف المصرية المعنية بإيجاد حلول حيث تتضمن الورقة , اقتراحات حول كل القضايا من إعادة المقار الأمنية وإعادة بناء الأجهزة على أسس وطنية , وشراكة سياسية , وقضاء , ومعابر وغيرها كل هذه المسائل نحن مستعدون لمناقشتها على طاولة الحوار من دون فرض أي شروط من قبل أي طرف على الآخر" ..ولم يستبعد المستشار يوسف أن تكون ورقة حماس عرضت على الرئيس "محمود عباس" للإطلاع عليها .

وأضاف مستشار هنية القول:" إن الحوار يجب أن يرعاه طرف ثالث لإلزام الجميع به, مطالبا في ذات الوقت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية "التي تقودها حركة فتح" بضرورة التخلي عن فرض الشروط لاستئناف أي حوار لما لذلك من اثر على عقد أي حوار لأن الشروط موجودة عند جميع الأطراف، ولكن حركة حماس ارتضت أن يكون كل شيء عبر طاولة الحوار وان يجري تسليم المقرات وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية يكون ذلك بإشراف الأطراف التي سترعى أي مصالحة.