فتح تقول :"إنها لم تمت بموت عرفات " ،و" حماس " تقمع تظاهرتها في غزة بالرصاص القاتل .. وهنيه يؤكد أن لا تفويض لـ عباس بالحل النهائي للقضية،وأن مؤتمر الخريف ولد ميتا

الإثنين 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 4365

أفاد تلفزيون فلسطين الناطق "باسم حركة فتح " أن أكثر من تسعة من مناصري ونشطاء حركة فتح قُتلوا وأصيب أكثر من مائة فيما اعتقل حوالي 125 آخرون خلال إطلاق عناصر الشرطة التابعة لحركة حماس النار على مهرجان حاشد في غزة نظمته حركة فتح ظهر اليوم بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس الفلسطيني الخالد ياسر عرفات .. وعرض تلفزيون فلسطين في بث مباشر جانباً من الاشتباكات التي ظهرت فيها شرطة حماس وهي تتصدى لعشرات الآلاف من المتظاهرين الذين اخذوا برشقونها بالحجارة .. بالمقابل اتهمت وزارة الداخلية المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة على لسان الناطق باسمها المهندس إيهاب الغصين في مؤتمر صحافي عقده اليوم بغزة "تلفزيون فلسطين بإثارة الفوضى والفلتان وتأجيج الأفراد ليقوموا بعمليات فوضى من خلال بثه للأكاذيب والتي كان أكبرها ترويجه لوجود تسعة قتلى في الأحداث الأمر الذي لا صحة له البتة" .. وقال الغصين.. : إن خمسة مواطنين قُتلوا وجرح نحو 45 جراح غالبيتهم طفيفة في أعمال شغب وفوضى اندلعت اليوم الاثنين عقب انتهاء مهرجان حركة فتح المركزي لإحياء الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفات زعيم حركة فتح الأسبق.. وحمّلت وزارة الداخلية حركة فتح مسؤولية خلق القلاقل والشغب والفوضى وتخريب احتفالها، واتهمت وزارة الداخلية المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة القائمين على مهرجان تأبين الرئيس الراحل ياسر عرفات بمخالفة الاتفاق الذي جرى بينهم وبين الشرطة في الحكومة المقالة.

وقالت الداخلية المقالة في بيان لها : "إنها رصدت عدداً من "التجاوزات" من بينها ظهور عدد من المسلحين من حركة فتح أثناء توجههم لمكان المهرجان, وإطلاق النار على أفراد الشرطة " .. وأكد الناطق باسم الداخلية المهندس إيهاب الغصين أنه تم ضبط عدد من المسلحين في مرجعية حركة فتح أطلقوا النار على عناصر الشرطة واعتقلت الشرطة عنصراً من فتح اعترف بإطلاقه النار على عناصر الأمن، مشدداً على أنه لا أحد فوق القانون وتتحمل قيادة فتح في الضفة والقطاع المسؤولية عن هذا التخريب لهذه الذكرى ومحاولة خلق الفوضى والفلتان ودماء الأبرياء.

فتح تقول :"إنها لم تمت بموت عرفات

وفي كلمة حركة فتح التي ألقاها احمد حلس عضو المجلس الثوري لحركة فتح أكدت على وحدة حركة فتح, وقال حلس : "فتح اليوم موحدة وعلى قلب رجل واحد كلها ياسر عرفات عنوان وحدة شعبها؛ وتابع حلس قائلاً:" من قال إن حركة فتح ماتت بموت عرفات فهو واهم ففتح كلها ياسر عرفات واليوم ترفع رسالة وحدتها".. وجددت الحركة تمسكها بالمقاومة.. 

دحلان يحظى بدعوة بوش لمؤتمر أنابوليس

في غضون ذلك أفاد مصدر فلسطيني مطلع أن القيادي الفتحاوي محمد يوسف دحلان سيكون ضمن الوفد الفلسطيني المشارك في مؤتمر أنابوليس للسلام المتوقع عقده نهاية الشهر الجاري في الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي جورج بوش.. وذكر ذات المصدر أن رئيس سلطة أوسلو محمود عباس طلب من دحلان عقب عودته من رحلة علاجه المشاركة في الوفد الفلسطيني .. واعتبر محمد دحلان القيادي الفتحاوي البارز في تصريح لتلفزيون فلسطين اليوم " مهرجان غزة بداية نهاية حماس على المستوى الشعبي والأخلاقي" ، على حد تعبيره .. وتطالب كافة الفصائل الفلسطينية بفتح تحقيق بوفاة عرفات لكشف ملابسات وفاته، خاصة وان الاتهامات بدس السم له عن طريق عملاء للاحتلال توالت في الآونة الأخيرة ، وتقول حركة حماس : إن مقربين من عرفات ، من قادة حركة فتح هم من تكفلوا بالمهمة.

وسبق أن وجه رئيس اللجنة القانونية في المجلس التشريعي الفلسطيني " فرج الغول" النائب عن كتلة حماس البرلمانية اتهاماً خطيراً إلى القائد الفتحاوي " محمد يوسف دحلان " , حيث قال: إن حركة حماس حصلت على وثائق خطيرة تؤكد بالدليل القاطع تورط دحلان وفريقه في اغتيال الزعيم الراحل أبو عمار.

وشدد النائب الغول على أن اتهام دحلان بالتورط في اغتيال عرفات ليس " كلاماً مرسلاً " وأكد بالقول " لدينا وثائق حالية، وسابقة واعترافات لقادة الأمن الوقائي الذين تم توقيفهم في غزة مؤخراً، ومع ذلك نحن مع تشكيل محاكمة عادلة لدحلان ورفاقه، والتحقيق النزيه والمجرد في هذه الأدلة والمستندات، ورفض الغول أي تدخل خارجي في هذه المحاكمات.

وسبق أن كشفت مصادر خاصة بعض الأدلة التي تثبت تورط محمد دحلان ، في جريمة اغتيال الرئيس الراحل عرفات وكشفت الوثيقة تعهد دحلان لوزير الحرب الصهيوني ،آنذاك ، شاؤول موفاز أن يتخلص من عرفات على طريقته - لا على طريقة دولة الكيان الصهيوني .

هنيه: شروط عباس لاعادة الحوار تعجيزية ومؤتمر الخريف ولد ميتا

إلى ذلك ، وصف قائد حركة حماس في غزة ، رئيس وزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنيه ما يفرضه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من شروط لاستئناف الحوار الوطني بأنها تعجيزية، مشدداً على أن حكومته وحركة حماس لا يمكن أن تقبل بعودة الزمن للوراء خاصة الاعتراف بحكومة سلام فياض "اللاشرعية"..جاءت تصريحات هنيه هذه خلال مقابلة مطولة من فضائية الأقصى التابعة لحركة حماس حيث شدد هنيه على أن حل الأزمة الفلسطينية الداخلية وإعادة مقرات الأجهزة الأمنية يجب أن يكون ضمن اتفاق وطني يقوم على حوار وطني شامل، لافتاً في هذا السياق إلى استعداد الحركة تسليم مقر الرئاسة ووضع المقرات الأمنية تحت السلطة والأجهزة الأمنية بعد الاتفاق على تشكيل هذه الأجهزة.

وحول المبادرات الرامية لاستئناف الحوار الوطني بين حركتي فتح وحماس، قال هنية: "نحن تعاملنا بجدية مع كل المبادرات الفلسطينية والعربية وحتى الأوروبية لاستئناف الحوار الوطني التي قدمت لكن الإشكالية كانت تظهر دوما برفض قيادة رام الله لكل هذه المبادرات".. وجدد هنية نفى سعي حركة حماس إلى إنشاء كيان منفصل في قطاع غزة، مشدداً على أن أكدت منذ اليوم الأول موقفها بأن ما جرى كان تدحرج أمني لم يخطط له وأنها تتمس بوحدة الأرض الفلسطينية واحترامها للشرعيات الفلسطينية ككل لا يتجزأ

ورفض هنية استخدام مصطلح الحسم العسكري في قطاع غزة، مؤكداً أن ما جرى تدحرج أمني وصل إلى ما وصلت إليه من أوضاع راهنة.. وعزا هنية عدم انطلاق الحوار إلى ثلاثة أسباب: الأول التهيئة الحاصلة في المنطقة لمفاوضات إسرائيلية- فلسطينية وليس مفاوضات فلسطينية-فلسطينية والإعلان الأمريكي بان أي اقتراب لقيادة رام الله من حركة حماس يعني ابتعاد أمريكا عن قيادة السلطة ما يؤكد وجود فيتو أمريكي على الحوار الفلسطيني.

وقال إن السبب الثاني يقوم على اعتقاد البعض بأن الحصار سينهك حماس وسيجعلها تقبل بكل الشروط بمعني استخدام هذا الحوار كأداة سياسية لفرض شروط، إلى جانب تعليق المنطقة بالكامل على مؤتمر أنابوليس الأمريكي للسلام.

وأعرب هنية عن أسفه من رهان السلطة الفلسطينية الكامل على مؤتمر الخريف الأمريكي وتعليقها كافة أمور الوضع الفلسطيني الداخلية وسبل إعادة الوحدة للصف الوطني.

وفي هذا السياق أكد هنية أن لا تفويض لأي جهة أو شخص للتنازل عن الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وحق مدينة القدس خاصة والأرض الفلسطينية عامة، مشيراً إلى أن التفويض الذي منحته حماس للرئيس عباس ارتبط بالاتفاقيات الوطنية وتحلله منها يعد أن التفويض لم يعد قائماً.

من جهة أخرى، قلل هنية من سقف توقعات مؤتمر الخريف، مؤكداً أنه ولد ميتاً وهو حاجة أمريكية إسرائيلية وليس مصلحة فلسطينية.. وحذر هنية من تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية والمنطقة العربية بأكملها. وقال: "الإسرائيليون اختزلوا ما يمكن أن يتمخض عنه هذا المؤتمر في البند الأول من خطة خارطة الطريق المتعلق بالشق الأمني الذي يقوم على محاربة المقاومة وجمع سلاحها.

وشدد على أن ما يجرى في الضفة الغربية من ملاحقة لعناصر المقاومة وقيادات حركة حماس يشير إلى أن الاستحقاق الفلسطيني مقدماً للدفع في مؤتمر الخريف "وهو أمر خطير".. ووصف هنية الموقف العربي بالمتوازن في النظر إلى الوضع الفلسطيني، فيما الموقف الأوروبي وصل لاستنتاج بأن لا حل فلسطيني دون حماس ولا سلام في المنطقة دون استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه وثباته الوطنية.

هنية : دحلان بات جزء من الماضي

 وحول اتهامات القيادي في فتح محمد دحلان الأخيرة لحماس بالتخطيط للحسم العسكري في فقطاع غزة منذ اتفاق مكة، قال هنية: "إن دحلان كان في قلب الصراع الذي جرى في الساحة الفلسطينية وشكل أحد الأسباب الجوهرية للاضطراب الذي شهده الوضع الداخلي وهو بات جزء من الماضي ولا نريد الرد عليه".

من جهة أخرى، وصف هنية ما قدمه مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور من مشروع قرار يجرم المقاومة ويصف حركة حماس بأنه ميلشيا خارجة عن القانون بأنه الأخطر في كل المرحلة الفلسطينية الحالية.

 وحول الحصار المفروض على قطاع غزة، شدد هنية على أن هذا الحصار لن يتمكن من تحقيق نتائجه في تركيع حماس والشعب الفلسطيني، مشدداً على أن حكومته تجرى كافة الاتصالات خاصة مع الأشقاء العرب بكسر هذا الحصار خاصة على صعيد معبر رفح.

من جهة أخرى استبعد هنية تنفيذ الاحتلال الإسرائيلية لعميلة عسكرية وساعة النطاق في قطاع غزة، معتبراً التهديدات في هذا السياق تأتي للاستهلاك الداخلي ورفع معنويات جيش الاحتلال المهزوم، مشدداً على أن الاحتلال لن يجد إلا شعبنا صامداً مناضلاً.