فيلم الملك عبد الله يكشف أسراراً تذاع للمرة الأولى

الإثنين 22 أكتوبر-تشرين الأول 2007 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - إيلاف - سلطان القحطاني
عدد القراءات 13703

يكشف الفيلم الوثائقي الذي يحكي حياة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتبثه قناة العربية الأربعاء المقبل، عدداً من الأسرار التي تذاع للمرة الأولى مثل قصة محاولة اغتياله بتفاصيلها كاملة، وخلافه الحاد مع بوش قبيل أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر، إضافة إلى قصة تعليقه إحدى جلسات مجلس الوزراء بسبب إرهاق الملك فهد.

ولعل النجم الدولي في هذا الفيلم سيكون الأمين العام لمجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان الذي تحدث بإسهاب عن قصة الخلاف الذي كاد أن يكون الأخطر من نوعه بين الرياض وواشنطن بسبب انحياز الإدارة الأميركية إلى إسرائيل، وهو ما أثار غضب الملك السعودي حين كان ولياً للعهد وأرسل رسالة قاسية إلى بوش.

عنها يقول الأمير بندر في الفيلم إن بوش بعد هذه الرسالة وعده بالاعتراف بوجود دولتين جنباً إلى جنب (فلسطين وإسرائيل) وذلك للمرة الأولي في تاريخ البيت الأبيض، لكن الملك عبد الله رفض ذلك قائلاً إنه "يريد شيئاً مكتوباً ومعلناً"، مما جعل إدارة بوش تقرر أن شهر سبتمبر 2001 سيشهد إطلاق مبادرة مثل هذه. وفي ذلك الشهر حدث الطوفان المدوي.

وقال بوش في مقابلة خاصة بالفيلم إن الملك عبد الله "ليس صديق فحسب بل صديق يهمني رأيه، وأنا أحترمه جداً رغم أننا نختلف في بعض الأحيان، إلا أنني احترم سياسته". ويضيف بوش في المقابلة التي كشفتها "إيلاف" قائلاً:" نحن نثق فيه ثقة كاملة. هو صديق لنا لكن ليس على حساب مصالح بلاده".

ويكشف الفيلم الذي تبثه "العربية" على مدار خمس حلقات إن الحكومة السعودية حذرت إدارة بوش قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر من وجود تهديد قد يطال تأثيره الولايات المتحدة، إلا أن المسئولين الأميركيين لم يأخذوا هذه التحذيرات على محمل الجد.

وفي فصل آخر من الفيلم يتم الحديث عن الدور السعودي في حل قضية لوكربي بين بريطانيا وليبيا بعد أن طلبت لندن وسيطاً يمكن أن يوثق به. وتم ذلك التدخل عن طريق الأمير بندر بن سلطان الذي قاد مجهوداًُ مضنياً تم على إثره الوصول إلى صفقة تقضي بدع ليبيا تعويضات لأسر الضحايا مقابل فك الحظر عنها.

ويتكرر الحديث عن ليبياُ حين التطرق إلى قصة محاولة اغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد وذلك عن طريق تفجير موكبه حين مرور قرب الحرم المكي في مدينة مكة المكرمة، وهي المؤامرة التي سجن على إثرها ستة ضباط تابعين للاستخبارات الليبية برفقة متورطين آخرين.

وتم تخصيص حلقتين عن الشؤون الداخلية تطرقا إلى الأزمة المالية التي تعرضت لها السعودية قبل عدة سنوات وطلب الملك خلالها بعملية "شد الأحزمة" وتقليص النفقات، إلا انه رفض رفضاً قاطعاً وقف الصرف المالي على قطاعي الصحة والتعليم. كما أنه رفض فكرة الاستدانة من البنوك المحلية حسب ما سيتحدث عنه وزير المالية إبراهيم العساف.

وسيتم التطرق إلى طلب الملك تخصيص 26 بالمائة من ميزانية الدولة للتعليم والصحة وأنه حاسب بعض الوزراء الذين تأخروا في تنفيذ مشروعاتهم رغم أنهم حصلوا على الأموال اللازمة.

وفي خضم هذه الأجواء المشحونة بعد بدء تطبيق عملية توطين الوظائف يحكي وزير العمل غازي القصيبي عن قصته حين ذهب إلى الملك عبد الله وهو في قمة إحباطه النفسي بسبب الضغوط التي واجهته وما خلفه ذلك من هجوم كبير على الوزير، وهو ما واجهه الملك عبد الله بن عبد العزيز بكل هدوء قائلا له "إنها مهمة كبيرة ويجب أن تقنع الناس بها".

أما الحلقة المختصة بعبد الله الإنسان فتحدث فيها كبار أخوته وعلى رأسهم ولي عهد الأمير سلطان الذي روى للفيلم قصة وفاء الملك عبد الله لأخيه الراحل الملك فهد حين كان في أيام مرضه الأخيرة، وحينها رفض الملك عبد الله الذي كان ولياً للعهد أن يوقع على أي ورقة بإسمه طالما أن أخاه حياً.

وكشف قصة محاولات توقيع الاتفاقية اليمنية حين تفاجأ وقت ذهابه إلى صنعاء أن الجانب اليمني أدخل تعديلات على نصوص الاتفاقية مما جعله يتصل بالرئيس على عبد الله صالح الساعة السادسة صباحاً يبلغه بأن "الكلام تغير" وأنه لا بد وأن يخبر الملك عبد الله بالتغيير، إلا أن الرئيس صالح أخبره بأنه موافق على كل شيء ولن يتم التعديل.

وتحدث وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز عن دعم الملك عبد الله له في ما يختص بالحرب على الإرهاب قائلاً أنه فوضه بصلاحيات كاملة. وأشار إلى حجم شعبية الملك بين مواطني بلاده.

أما الأمير سلمان فكان أحد أهم نجوم هذا الفيلم الوثائقي إذ تحدث بحميمية لا حدود لها عن أخاه الأكبر وخصوصاً عن تلك الرحلة الخارجية التي كانت الأولى في حياة الأمير سلمان مع الملك عبد الله. وكانت تلك الرحلة إلى فرنسا. وروى الأمير سلمان قصة طريفة عن تلك الزيارة كونهما كاناً يلبسان لباسهم السعودي وكانا مثار دهشة الفرنسيين.

الأمير سلمان قال إن حرص الملك عبد الله على مهرجان الجنادرية يشير إلى التغييرات التحديثية التي طرأت على البلاد" لن نفرط في تراثنا" على حد ما رواه.

كما انه تحدث كيف كان يحول له المعاملات التي تأتي على شكل شكاوى ضد أمارة منطقة الرياض قائلاً له " هي من ذمتي إلى ذمتك".

وتطرق الأمير مقرن إلى جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية التي قال إنها أحد أهم أحلام العاهل السعودي.

وفي الجزء الخامس والأخير تحدث أبناء الملك للمرة الأولى عن والدهم. وروى الأمير تركي بن عبد الله قصة مؤثر عن والده الذي أنقذه حين كاد يغرق، وكيف انه كان رافضاً في البداية أن ينضم إلى سلك الطيران الحربي، مما أثار حزنه إلى أن جاءه أخاه الأمير متعب موفداً من الملك عبد الله يبلغه بالموافقة.

كما أن الأمير منصور تحدث كيف أن والده أمر بضربه بسبب شكوى ضده من قبل أحد أصدقاءه الذي اعتدا عليهم. وينشر الأمير خالد، وهو أكبر أبناء الملك، واحداً من الخطابات التي أرسلها له والده وفيها توجيهات أبوية له.

وتحدث الأبناء الأمراء عن والدهم الملك حين كان يحكي لهم قصص معاناته في الصغر وكيف أنه يعتبر "الحرس الوطني" واحداً من أغلى أبناءه إليه.

أما الأمير عبد العزيز بن فهد فقد روى قصة دموع الملك عبد الله بعد أن رفع إحدى جلسات مجلس الوزراء بسبب إرهاق الملك فهد. ولمح الأمير الشاب عمه وعيناه تتلألأن بالدمع بسبب حالة أخيه الصحية.

أما أبرز ضيوف الفيلم بعد الرئيس الأميركي بوش وتوني بلير كان ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد الذي تحدث عن صراحة الملك الشديدة قائلاُ إن كل دول الخليج والعالم العربي ترى بأنه هو القائد. وأشار إلى أنه رجل صريح جداً لدرجة تشعر فيها بأنه غاضب منك.