قليل من الشباب باليمن يقبلون الزواج من فتاة شرطية " رؤية المجتمع لهن "

الجمعة 28 سبتمبر-أيلول 2007 الساعة 01 مساءً / مأرب برس - نسيبة عبدالله غشيم
عدد القراءات 15068

تفقد الفتيات اليمنيات الملتحقات بالشرطة النسائية الكثير من المزايا الاجتماعية، وقد يفقدن حتى الزواج، فقليل جدا الشباب الذين يقبلون الزواج من فتاة جندية، وينظرون إليها على أنها لا تصلح لأن تصبح ربة بيت وزوجة وأماً.

وهناك من تركها خطيبها لأنها التحقت بهذه المهنة المرتبطة بالرجال ومع أنهن يؤدين خدمات جليلة للمجتمع، إلا أن التعامل معهن قد يكون قاسياً وغير واقعي كما ترى المجندات.

تقول وداد.ع إنها قررت الالتحاق بالعمل كشرطية بعد أن قرأت إعلاناً عن فتح باب القبول للفتيات للالتحاق بالشرطة، وقد واجهتها أسرتها بالمعارضة الشديدة بداية الأمر، فهي برأيهم لن تتمكن من هذا العمل الذي يحتاج للكثير من القوة والجهد، لكنهم تراجعوا عن موقفهم أمام تصميمها وحبها لعملها، وهم الآن يشجعونها.

ولا تشعر وداد بالندم كون خطيبها تركها عندما التحقت بالشرطة، حتى دون أن يبلغها قرار انسحابه، وبعد مرور ثلاث سنوات من التحاقها بالعمل الجديد، فمعسكرها أهم من زواج فاشل، وتعتقد أنه حتماً سيأتي فارس أحلامها الذي يوافق على طبيعة عملها ويقدر لها اختيارها وحبها لهذه المهنة.

وتروي وداد المجندة التي تعمل في إحدى المناطق الأمنية في العاصمة صنعاء عددا من قصص زميلاتها اللاتي فسخت خطوبتهن بسبب تفضيلهن العمل كشرطيات.

أما أروى غالب فلا ترى أية مشكلة في كونها شرطية وزوجة في نفس الوقت، فقد تزوجت بعد التحاقها بالشرطة من شاب يعمل معها في نفس المجال، ولا تجد أية صعوبة في تنظيم وقتها بين عملها وأسرتها الصغيرة، فهي تذهب إلى معسكرها صباحاً، وتؤدي خدمتها ثم تعود إلى المنزل، وتنسى أنها عسكرية.

تقول أروى إن زوجها يقدر عملها، ولا يعارض خروجها من المنزل لتأدية أي عمل طارئ يتطلب وجودها، بل إنه في معظم الأحيان يقوم بمرافقتها حتى تنهي مهمتها.

وتقول فاطمة عماد إنها تحظى بتشجيع ودعم أسرتها لهذا العمل، وإنها ليست مهتمة بالحصول على زوج طالما سيتعارض ذلك مع عملها وكل ما تفكر به حاليا هو الحصول على ترقية أفضل، وأن تصبح في مرتبة أعلى.

وتقول إن الناس مرتاحون لأدائها، وكذلك رؤساؤها، فهي تقوم بالأعمال الموكلة إليها كأي رجل شرطة مثل التحقيق والتحري مع النساء، وهي تكتسب ثقة المرأة المتهمة أولا، ثم تبدأ بالتحقيق معها، وقد نجحت في الحصول على الكثير من المعلومات بواسطة النساء اللاتي تعاون معها.

وفيما يعتقد قليل من الشباب بإمكانية الزواج من الفتيات اللاتي يعملن بالشرطة، يؤمن الكثيرون أن من الصعوبة القبول بهذا، وكانت أعذار الرافضين هي ناتجة عن الصورة النمطية للشرطيات بأن عملهن يلغي معالم الأنوثة والرقة المألوفة عن الفتيات، كما يجعلهن خشنات وذات تعامل صارم.

ويقول الشاب عبد الرب الفقيه إنه لا ينوي الزواج من "محققة"شرطة كونه لا يعتقد بوجود إمكانية لإنجاح هذا الزواج، فالزوجة ستكون مشغولة معظم الوقت بالتحري والتدقيق في الجنايات والجنح، وتتبع خيوط الجريمة، مما سيسبب إهمالاً للأسرة.

يخالفه في الرأي الشاب راجح الخولاني والذي يعتقد أن من حق الشرطيات أيضا الزواج وتكوين أسرة، ويذكر أن هناك حالات زواج ناجحة، فالعمل لا يأخذ كل الوقت، ومعظمهن يشتغلن في أماكن ومهام تناسب طبيعتهن كالمطارات والمرافق الخدمية التي تحتاج وجودهن. 

عن / الوطن