في المعبد الهندوسي يعيش شامبو وحيدًا منذ إصابته بالسل.. أما خارج أسوار المعبد فقد تسبب مرضه في أزمة قضائية بين المزارعين الذين يطالبون بإعدامه خوفًا من انتشار العدوى، وبين الهندوس الذين يعبدونه ويحرمون قتله والذين أبدوا استعدادهم لعمل درع بشري حوله لضمان بقائه على قيد الحياة.

فقد قضت محكمة في مقاطعة ويلز البريطانية برفض قرار اتحاد المزارعين في قرية كارمارتينشاير بإعدام الثور الأسود ذي الأعوام الـ6 والمعروف باسم "شامبو"، بعد إصابته بمرض السل، قائلة: إن إعدامه يُعَدّ انتهاكًا للمشاعر الدينية للأقلية الهندوسية التي نصت المادة التاسعة في المجمع الأوروبي لحقوق الإنسان على احترامها، بحسب صحيفة دايلي تليجراف.

ترحيب هندوسي

أعضاء أقلية سكاندا فالي الهندوسية الذين هددوا بعمل درع بشري حول شامبو المريض لحمايته من القتل، أعربوا عن سعادتهم بقرار القاضي القائل: "إن قتل شامبو يُعَدّ انتهاكًا لمعتقداتهم"، ويقدس الهندوس البقر ويعبدونه ويحرمون قتله.

وقال عضو المجلس الهندوسي البريطاني راميش خاليداي: "إن المحكمة العليا انتهت إلى قرار صائب عندما قالت إن ذبح شامبو سيُعَدّ انتهاكًا صارخًا لحق الأقلية الهندوسية في العبادة".

وأضاف أنه يجب مراجعة فحوصات المرض وطرق العلاج بديلاً عن ذبح الحيوانات المقدسة.

وبينما أعرب أنصار الديانة الهندوسية عن سعادتهم بقرار القاضي، أدان اتحاد المزارعين في ويلز القرار بشدة.

 ونقلت دايلي تليجراف في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 17-7-2007 عن إيفان توماس ممثل جمعية "ويلش" لمكافحة السل التابعة للاتحاد: "أن هذا القرار المضحك يتعارض مع المبادئ الأساسية لمكافحة مرض السل في العالم".

وأضاف: "يبدو أن القضاء البريطاني يشعر بالرضا الآن؛ لأنه وضع صحة البشر والثروة الحيوانية في خطر كبير!".

وتساءل توماس عن ماذا سيحدث لو أن الحيوان المريض في غضون 6 أشهر بدأ يتقيأ دمًا وأصبح هزيلاً "هل سيتخذ القاضي نفس القرار؟".

وفي السياق ذاته لفتت الصحيفة إلى أن توماس قام بفحص قطعان الماشية الموجودة لدى أقلية سكاندا فالي، وأظهر الفحص دلائل تشير إلى احتمال إصابتهم بالمرض.

وأشار توماس إلى أن المنطقة تعاني منذ سنوات من مرض السل البقري قائلاً: إن هذا الحكم سيغضب كل المزارعين الذين فقدوا الآلاف من حيواناتهم جراء هذا المرض، ويضع مزارع هذا المجتمع المحبط في خطر كبير.

وبدوره، أعرب برينل ويليامس المتحدث باسم المحافظين في مجلس ويلش عن صدمته من قرار المحكمة قائلاً: "لقد رأيت ما فعله السل البقري بعائلات كثيرة في الريف. هذا القرار يخرب جهودنا للسيطرة على انتشار المرض". وأيد الناشطان بالمجلس قراره بالطعن في حكم المحكمة.

ويقدر عدد الهندوس في بريطانيا بنحو 1.2 مليون نسمة، وتوجد نحو 275 جمعية تتحدث باسمهم تتجمع تحت مظلة المجلس الهندوسي البريطاني.