آخر الاخبار

هل ستوافق حماس على حل جناحها العسكري والتحول الى حزب سياسي. الخارجية التركية تفتح باب التساؤلات ‏بلاغ تحذيري عاجل للمسافرين والمزارعين في عموم محافظات الجمهورية اليمنية لقاء مغلق في مكتب الرئاسة بين أردوغان وإسماعيل هنية في إسطنبول .. 3 مشاكل لا يعرفها رجال العرب ولا نسائهم عن شعر رؤوسهم مع تقدم العمر.. كيف يمكن التعامل معها؟ البرلمان العربي: ''ندعم حل سياسي شامل ونهائي يحافظ على وحدة اليمن'' العملة تهوي مجددا في مناطق الشرعية.. إليكم آخر تحديث بأسعار صرف الدولار والسعودي جمهورية ''صديقة'' تقرر الإعتراف بفلسطين دولة مستقلة والخارجية ترحب مطالب أمريكية وبشكل عاجل بفرض عقوبات على قوات الدعم السريع  وقائدها حميدتي شاهد.. دعوة الزفاف الحوثية التي أثارت جدلا ومن هو صاحب الزمان؟ وبماذا علق بعض الناشطين؟ الحرس الثوري نظم جسر تواصل مع الحوثيين وشبكات تهريب.. الحكومة اليمنية تصارح المجتمع الدولي بنتائج كارثية لتجاهله تدخلات إيران في اليمن

كشف مدى العنصرية التي يعمل بها العرب واليمنيين خاصة بعد أحداث الحادي عشر ومرارة تجربته في الحياة

الخميس 14 يونيو-حزيران 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس ـ الملف
عدد القراءات 9960

يروي ثلاثة من المترجمين العرب الذين عملوا في الجيش الامركي تجاربهم في هذا التقرير:

جمال بداني: مشاعر وطنية أينما حللت

جمال بداني يمني الأصل. عاش طفولته في القاهرة، وهاجر إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره عشرة أعوام. لم يكن يتحدث ا لإنجليزية آنذاك، أما الآن فهي لغته الأم. وقد أصبح جمال رقيبا في البحرية الأمريكية وحاز على عدة جوائز لدوره في الخدمة العامة وتحسين صورة العرب في الجيش الأمريكي.

جمال كان دائما مهتما بالحياة العسكرية، ويذكر حرب عام 73 بين إسرائيل ومصر على أنها المثل الذي غرس فيه روح الوطنية وحب الجيش:

عندما كنت في مصر كنت أشعر بالوطنية تجاه مصر وهذه المشاعر انتقلت معي عندما هاجرت إلى الولايات المتحدة، إذ أدركت أن هذه هي بلادي الآن.

ولم يكن والدي سعيدا بقراري الانضمام إلى الجيش، ليس لأنه يعارض خدمة الولايات المتحدة، ولكن لأنه كان يتمنى أن اصبح إما طبيبا أو مهندسا.

منذ انضمامي للبحرية عام 1981 خدمت مع القوات الأمريكية في بيروت، وكنت سفير نوايا حسنة في أستراليا، كما أني خدمت في اليمن كجزء مما تسميه الولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب.

وكالعديد من العرب والمسلمين، فقد تعرضت لمعاملة عنصرية بعد هجمات 11 سبتمبر. ودفعني ذلك إلى تأسيس منظمة خاصة تدعى رابطة العرب الأمريكيين الوطنيين في الجيش، وتهدف لتمثيل العرب الأمريكيين الذين يخدمون بالجيش، وتحسين صورتهم.

اتذكر اليوم الذي اتصل فيه عمي وهو يبكي طالبا مني أن أرسل له صورتي بالزي العسكري لكي يثبت وطنيته لزملائه الأمريكيين. فلقد أداروا ظهورهم له عندما وقعت الهجمات وأصبحوا ينظرون إليه وكأنه إرهابي.

الجالية العربية تميّز أيضا ضد الجنود العرب. كثيرا ما يعتبروننا غير جديرين بالاحترام لأننا في الجيش الأمريكي. ولكن ما لا تدركه الجالية هو أننا جزء لا يتجزأ منها وأننا نعمل لخدمتها.

أشعر بالقلق والغضب لبعض ممارسات الجيش. فقضية التعذيب في سجن أبو غريب والتجاوزات الأخرى في العراق تضايقني كثيرا. ولكني أؤمن أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة هو في نهاية المطاف لتحقيق الخير للبشرية.

خلال خدمتي في اليمن كان هدفي الأكبر مساعدة الأطفال. ففي صنعاء هناك ما لا يقل ثلاثين ألف طفل يعيشون في الشارع ويتسولون، وأردت أن اساعدهم لأنني كنت مثلهم طفلا فقيرا في مصر، وأفهم معاناتهم، وأدرك أن الولايات المتحدة هي التي منحتني الفرصة للتعلم وأن أكون حرا وأن أحقق أحلامي.

فدوى حمدان: زواج إجباري وتجنيد اضطراري

 عندما قررت فدوى حمدان العمل كمترجمة للجيش الأمريكي لم يكن ذلك حبا بالجيش أو إيمانا بما يقوم به الأمريكيون في العراق أو أفغانستان، بل لأن الجيش كان السبيل الوحيد للحصول على رزق و تأمين حياة كريمة، بعد أن اضطرت للتخلي عن أبنائها ووصلت بها الأمور للنوم في شوارع نيويورك ...

فدوى أردنية من أصل فلسطيني. أجبرها والدها على الزواج عندما كان عمرها ثمانية عشر عاما، وانتقلت للعيش مع زوجها في نيويورك:

حياتي الزوجية كانت كلها حزن وهموم. لم أكد أجرؤ على النقاش مع زوجي وإلا غضب، كنت أنفذ كل ما كان يأمرني به.

ولكن بعد أن أنجبت منه طفلي الخامس قرر أن يتخذ زوجة ثانية دون رضاي وانتقل إلى السعودية، وأمرني أن اختار: إما أن يبقى أطفالي معي واتخلى عن النفقة، أو أن اتخلى عنهم لينتقلوا للعيش معه.

لو بقي أطفالي معي لما تعلموا لأنني لم أكن أستطيع الإنفاق عليهم ، فاضطررت لإرسالهم إلى والدهم.

كان ذلك قبل حوالي ستة أعوام، وكان أصغر أبنائي عمره عام ونصف، ولم اره منذ ذلك الحين.

بعد الطلاق انتقلت للعيش مع أخي وزوجته في بروكلين و نيويورك، ولكنا تشاجرنا في إحدى الليالي وطردني من منزله. ولعدة أيام اضطرت للنوم في محطات المترو وعلى المقاعد في الحدائق العامة كالمشردين.

حاولت الحصول على العمل من خلال الجاليتين العربية والمسلمة في نيويورك، ولكن لم ألق احتراما أو معاملة منصفة. وفي إحد الأيام قرأت إعلانا مكتوبا باللغة العربية يعرض وظيفة على من يتحدثون العربية، فاتصلت بواضعي الإعلان وأدركت أن الجيش الأمريكي يبحث عن مترجمين.

لم يكن القرار سهلا بالنسبة لي، خاصة لأن المسؤولين طلبوا مني أن اخلع الحجاب بحجة أنه غير مناسب لأداء التمارين الرياضية. ولكني قررت في نهاية المطاف أن اسلك هذا الطريق. أديت صلاة الاستخارة ورأيت شيئا في المنام ينبئني باتخاذ هذا الطريق. والله يعرف أنني مسلمة مؤمنة ولأنني لم أكن لأخلع الحجاب لو لم أكن مضطرة.

وانتقلت للتمرين في قاعدة عسكرية في ولاية تكساس. ولم يكن من الصعب علي أن أتأقلم مع الحياة العسكرية لأن قواعد الانضباط و الصرامة في المعسكر شبيهة بالقواعد التي كانت سائدة في حياتي الزوجية. ومع الوقت بدأت استعيد ثقتي بنفسي وأصبحت محبوبة بين زملائي.

ولكن لم يكتب لي أن استمر في هذا الطريق، لأني فشلت في امتحان اللغة الإنجليزية ثلاث مرات، مما أضطرني إلى مغادرة المعسكر.

اخيرا حالفني الحظ في العثور على عمل، وتحلم بأن تكمل دراستها في مجال الطب الصيني. أبنائي لا يزالون على اتصال بي، وأمل أن اتمكن من الالتقاء بهم في المستقبل القريب.

ما أندم عليه هو شبابي الذي ضاع، يا ليتني أعود لأكون في الثامنة عشر في العمر وأقول لوالدي إنني لا أريد الزواج.

أمضى محمد خالد وهو لأب فلسطيني وأم أمريكية، طفولته في قرية حلحول في الضفة الغربية. عاش جزءا من طفولته تحت الاحتلال، ولكنه عندما قرر الانضمام للجيش الأمريكي لم يكن يتخيل أنه سيتحول في يوم ما إلى محتل.

محمد خالد: بين احتلالين

ويقول عن نفسه أنه كان مشهورا بين الأطفال لمهارته في رمي الحجارة على الجنود الإسرائيليين. لكن في 2004 شاءت له الأقدار أن يرميه أطفال عراقيون بالحجارة:

كنا في دبابة في مدينة الرطبة، وعندما مررنا من أمام مدرسة خرج الأطفال ورمونا بحجارة. وشعرت في تلك اللحظة وكأن أحدا مزق قلبي، أنني كنت في يوم طفلا كهؤلاء.

كان عمري ثلاثين عاما، وكنت أود أن أكمل دراستي الجامعية، وظننت أن الجيش سيمول تعليمي الجامعي وسيمنحني الفرصة للحصول على تخصص مهني. كنت أتخيل أنني سأعمل في قاعدة في اليابان أو ألمانيا."

ولكن بعد عام من التحاقي وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول، وقررت الولايات المتحدة شن حرب على العراق. وأدركت عندئذ أنني ذاهب للعراق لا محالة لأنني أتحدث العربية. كنت أدعو الله وأصلي كل يوم كي لا يرسلوني إلى العراق.

في الأعوام الثلاثة التي أمضيتها في العراق اقتصر عملي على الترجمة بين العراقيين والأمريكيين. ولكني شهدت المعارك في محافظة الأنبار.

لا يمكن أن أصف المرة الأولى التي شاهدت فيها طفلا يموت، ولكن الأمر أصبح اعتياديا فيما بعد. أصبحنا نشاهد المظاهر وكأنها شريط فيديو. وكثيرا ما كنا نضطر إلى إطلاق النار على الكلاب لأنها كانت تنهش الجثث.

في عام 2006 تسرحت من الخدمة وعدت إلى الولايات المتحدة حاملا معي أشباح الحرب. بدأت تنتابني الكوابيس، وصرت أتجنب المشي بالقرب من السيارات في الشوارع لأنني كنت أخشى أن تنفجر. ولكنني لجأت إلى الصلاة والدعاء وبدأت أتحسن، ولا زلت على قيد الحياة.

منذ أن خدمت في العراق لم ا زر أهلي في حلحول لأني اخشى أن تكون نظرتهم إلي قد تغيرت. وأكثر ما يحزنني أن أحد أقربائي نعتني بكلمة (عميل). وغيّرت مكان إقامتي أربع مرات خوفا من أن يعثر علي الجيش فيأمر بإرسالي إلى العراق من جديد.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن