الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو " حكومة الكيان" للتفاوض على حدود عام 67 ، وينفي نية "حماس" ابادة " إسرائيل "

الأربعاء 30 مايو 2007 الساعة 02 مساءً / مأرب برس / فلسطين / رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3163

رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أمس الثلاثاء "29/5" ، مبادرة الهدنة ذات النقاط العشر التي صاغها الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس وعرضها على الفصائل الفلسطينية لبحثها ودراستها لتحقيق الإجماع عليها .

 وقال اولمرت في كلمة له أمام الكنيست الاسرائيلي أمس : إن حكومته لن تعقد أي تسوية مع فصائل المقاومة الفلسطينية فيما يتعلق باستمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه أهداف إسرائيلية ، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته ضدها.

ووصف اولمرت عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بمفتاح حل قضية الصواريخ التي شدد على عدم وجود حل سحري لها.

ويوم أمس الثلاثاء ، جدد الرئيس الفلسطيني ، " محمود عباس " ، في مؤتمر صحفي مشترك عقده في غزة ، مع رئيس البرلمان الأوروبي " هانز غيتر بوتورينغ" ، تأكيده استعداد القيادة الفلسطينية للشروع في مفاوضات مع إسرائيل، من أجل التوصل إلى تهدئة بين الجانبين، لافتاً إلى أن لقاءً سيجمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ، أيهود أولمرت في السابع من الشهر القادم، مضيفا أن القيادة الفلسطينية تنظر إلى حل شامل لجميع القضايا مع الجانب الإسرائيلي..

وفيما يتعلق بإمكانية إقدام إسرائيل على اجتياح قطاع غزة، أعرب الرئيس عباس عن أمله في أن لا تفعل ذلك، إذ إن من شأن مثل هذا التصرف أن يعقد الأمور وكل عملية السلام، ومن الأفضل لإسرائيل ولنا أن نعمل جميعاً على التهدئة، مشدداً في هذا الصدد على أن التهدئة والمفاوضات، هي التي تقود إلى إحياء المسيرة السلمية.

واستشهد فجر اليوم الأربعاء "30/5" ناشطان من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قصف نفذته طائرة استطلاع إسرائيلية باتجاه مجموعة من نشطاء القسام في منطقة جودة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة ..

وسبق أن اغتالت قوات صهيونية خاصة مساء أمس ناشطاً في كتائب الأقصى، الجناح المسلح لحركة فتح والذي يعمل ضابطاً من قوات الـ 17 وأصابت 4 مواطنين في مدينة رام الله خلال مداهمتها المدينة مساء أمس؛ كما اغتالت قوات خاصة من جيش الاحتلال الصهيوني مساء أمس ناشطاً فلسطينياً من كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح أثناء عملية توغل في جنين في شمال الضفة الغربية.. وصبيحة يوم أمس الثلاثاء استشهد اثنين من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال تصديهما لقوات إسرائيلية خاصة توغلت صباح أمس بشكل محدود قرب معبر صوفا شرق مدينة رفح إلى الجنوب الشرقي من قطاع غزة .

الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو " حكومة الكيان" للتفاوض على حدود عام 67 ، وينفي نية حماس ابادة إسرائيل ..

وفي مقابلة تلفونية مع صحيفة معاريف العبرية ، عرض الدكتور غازي حمد، الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية صيغة الحل المقبول مع الإسرائيليين ، وقال : " يجب أن تعلن إسرائيل رغبتها وموافقتها على إنهاء الاحتلال والانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة ومنح الدولة الفلسطينية فرصه حينها يقول لهم الجانب الفلسطيني حسنا اخرجوا من أرضنا واسحبوا الجنود وفككوا المستوطنات وأنا متأكد بأن الفلسطينيين سينفذون مثل هذا الاتفاق خلال عام واحد فقط ..

ونفى الناطق باسم رئيس الوزراء أن يكون هدف حركة حماس ابادة إسرائيل و" إنما إنهاء الاحتلال وحين يتحقق ذلك لن تكون هناك مقاومة عنيفة، وكرر ، د . حمد ما قاله رئيس الوزراء الفلسطيني حول إقامة دولة في حدود عام 1967 وقال: " المشكلة هي الاحتلال وليس قضية الاعتراف بإسرائيل".

وأضاف الدكتور حمد الذي كان يتحدث هاتفيا من لندن التي وصلها نهاية الأسبوع الماضي : "هناك هدف واحد لحركة حماس هو إقامة دولة فلسطينية وإذا تحقق حل سياسي لن تكون مقاومة عنيفة؛ لكن مثل هذا الحل لا يبدو في الأفق، وحماس لا تعادي اليهود كونهم يهود وهي لا تعادي أي دين لكننا نقاوم الاحتلال وهذا ما لا يفهمه العالم الذي يعتقد بأننا نريد قتل مدنيين يهود .

ورد الناطق باسم رئيس الوزراء على سؤال حول قبول حماس لشروط اللجنة الرباعية قائلا " لقد قبلت الحكومات الفلسطينية السابقة هذه الشروط وما هي النتيجة ؛ افرض أننا قبلنا بهذه الشروط ماذا سيحدث بعد ذلك؟ واتهم د . حمد الحكومة الإسرائيلية برئاسة ، أيهود اولمرت ، بوضع العقبات أمام الحلول السياسية وقال: " إذا سألت اولمرت ما هي حدود إسرائيل لن تتلقى إجابة وكذلك وزير الأمن عمير بيرتس، ووزير الخارجية ، تسيفي ليفني لا يملكون إجابة لذلك لا يستطيع القول لنا بأن حدود 1967 هي حدود دولة فلسطين وأنا سمعت اولمرت وليفني وهما يؤكدان عدم عودتهم إلى حدود 67 ويرفضون إخلاء المستوطنات من الضفة الغربية أو التنازل عن القدس إذاً ماذا بقي أمامنا للحوار معهم ؟

واتهم الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني رئيس الوزراء الإسرائيلي بعرقلة إتمام صفقة تبادل الأسرى وحمله مسؤولية ما يجري في غزة وسديروت؛ وأضاف د . حمد " ربما تكون أيدي الجندي الاسرائيلي الأسير في غزة ، جلعاد شاليط ،ملطخة بالدماء فلماذا اولمرت يعرقل عقد صفقة التبادل ويرفض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ..

وحول الأحداث والعمليات العسكرية الجارية في منطقة قطاع غزة قال د .حمد محملا اولمرت مسؤولية استمرار تدهور الأوضاع ، وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية قال الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني :" إن إسرائيل لن تستطيع الانتصار علينا عسكريا ولدى الفلسطينيين وسائلهم التي يستطيعون استخدامها ضدها وإذا رغبت إسرائيل بوقف إطلاق النار فما على اولمرت إلا الاتصال مع الرئيس" ابو مازن " حينها تجلس حركتا فتح وحماس في القاهرة وتبحث الأمر وإذا قال" اولمرت" " لأبي مازن" بان إسرائيل توافق على وقف إطلاق نار شامل "في الضفة وغزة " فإن الطرف الفلسطيني سيقبل بذلك يمكن حينها العودة فورا إلى طاولة المفاوضات.

وفنّد الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني الادعاء الإسرائيلي بان صواريخ القسام المحلية التي تطلقها المقاومة على جنوب إسرائيل هي المشكلة الأساسية وقال د . حمد : " صواريخ ، صواريخ ، منذ بداية العام ربما قتل بالصواريخ الفلسطينية إسرائيلي واحد أو اثنين لكن في غزة قتل فيها أكثر من 400 إضافة إلى تدمير المنازل والحوانيت.

البرغوثي يؤكد على عدم وجود شريك إسرائيلي في عمليةالسلام

 هذا واعتبر الدكتور مصطفى البرغوثي، وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطينة الفلسطينية ، إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عن رفضه للمبادرة الفلسطينية لتحقيق تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة بأنه تأكيد على أن المسئول عن التصعيد الحاصل هو إسرائيل.

وقال البرغوثي(( في بيان حصلت عليه مأرب برس )): إن رد اولمرت برفض التهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة يؤكد عدم وجود شريك إسرائيلي في السلام ؛ مضيفا : أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي يهدف إلى إفشال الجهود المشتركة لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس من أجل تحقيق التهدئة، وأن على العالم أن يضغط على إسرائيل لحملها على الانخراط في تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة.

وسبق أن نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اولمرت قوله : إن "ليس لديه أي نية للتوصل إلى اتفاق (وقف إطلاق النار) مع حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي" اللتين أعلنتا مسؤوليتهما عن إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل؛ وقال "سنواصل ضربهم"..

ومنذ 16 أيار/مايو الحالي تهاجم دولة الاحتلال قطاع غزة عبر شن 61 غارة جوية ضد أهداف لحركة حماس خصوصا ؛ وأوقعت هذه الهجمات أكثر من 55 شهيدا في صفوف الفلسطينيين ؛ ومن الجانب الإسرائيلي قُتل اسرائيليان (رجلٌ وسيدة ) في مدينة سديروت في سقوط صواريخ.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء انه سيلتقي اولمرت في يوم السابع من حزيران/يونيو المقبل لبحث التوصل إلى هدنة من شأنها وقف التصعيد في قطاع غزة .