مصادر أمنية صهيونية: قادة حماس في غزة تخلصوا من أجهزة الاتصال والهواتف النقالة وتركوا منازلهم وعوائلهم، ونجوا مؤقتا من عمليات الاغتيال

الخميس 24 مايو 2007 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3130

شنت قوات الاحتلال الصهيوني فجر اليوم الخميس"24/5" حملة اعتقالات واسعة في عدد من مدن الضفة الغربية شملت وزراء ونواب وأعضاء حركة حماس ورؤساء بلديات ومدراء ؛ حيث اعتقلت قوات الاحتلال الهمجينواب ووزراء حماس من مدينة نابلس وقراها ، وهم ((الدكتور ناصر الدين الشاعر ، وزير التربية والتعليم العالي ، والنائب الحماسي الشيخ "حامد البيتاوي" ، رئيس رابطة علماء فلسطين في الضفة الغربية ، والنائب الحماسي ، "داود أبو سير" ، و"الشيخ فياض الأغبر " مدير دائرة الأوقاف بمدينة نابلس، والمهندس "عدلي يعيش" رئيس بلدية نابلس، ورئيس بلدية تل "عمر اشتية" ومرشد تربوي بالمدرسة الإسلامية))..وفي مدينة طولكرم اعتقتلت قوات الاحتلال النائب" عبد الرحمن زيدان " وزير الأشغال الفلسطيني السابق من مدينة طولكرم..وفي مدينة قلقيلية ، اعتقلت قوات الاحتلال "ووجيه قواس " رئيس بلدية قلقيلية بالإضافة إلى موظف في وزارة التربية والتعليم ..فيما اعتقلت قوات الاحتلال " عرب الشرفا " رئيس بلدية بيتا ، و" سفيان جمجوم "عضو القيادة السياسية لحركة حماس بمدينة الخليل؛ وكما واعتقلت دولة الاحتلال معظم مدراء مكاتب نواب حماس بالمجلس التشريعي ووزرائها.

ومع حملة الاعتقالات التي شنتها دولة فجر اليوم يصل عدد المعتقلين من النواب والوزراء بسجون الاحتلال إلى أكثر من 45 نائبا وزيرا، معظمهم من حركة حماس.. وكانت دولة الاحتلال قد شنتحملة اعتقالات  بحق أعضاء ورئيس المجلس التشريعي في مدن الضفة الغربية بعد أسر الجندي الإسرائيلي في غزة "جلعاد شاليط " في يوليو/ حزيران من العام 2006م.

ومنذ أسبوعين، تشن دولة الاحتلال حملة شرسة ضد حركة حماس ونشطائها في الضفة الغربية بموازاة عمليات الاغتيال في غزة على وجد التحديد، حيث قامت بإغلاق مكاتب النواب وصادرت جميع معداتها، وكما داهمت العديد من الجمعيات الخيرية والتي يتذرعوا بأنها تعود لحماس وقاموا بسرقة أجهزتها وأدواتها.

واستنكرت حركة حماس الحملة الإسرائيلية الشرسة ضد أعضائها ومؤيديها، واعتبرت أن ذلك تعدي واضح على الشرعية الفلسطينية.وأكدت حماس في بيان لها (حصلت عليه مأرب برس)، أن هذه الأعمال الهمجية الاسرائيلية لن تثنيها عن المقاومة حتى دحر الاحتلال .. منوهة إلى أن ما يقوم به رئيس وزراء دولة الاحتلال ، أيهود اولمرت لجلب التأييد وزيادة شعبيته لن يكون على حساب حماس.. وشددت حماس على أنها لن تقف موف المتفرج على التعديات الإسرائيلية بحقها، "التي أصبحت لا تعد ولا تحصى".. وحذرت حركة حماس من عواقب تجاوزات الاحتلال بحقها، منوهة إلى أنها لم تعد قادرة على ضبط نفسها، مؤكدة أنها ستضرب العمق الإسرائيلي إذا اقتضى الأمر.

وفي سياق استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة للأسبوع الثاني على التوالي ، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس سيارة منوع سوبارو بيضاء اللون بالقرب من مقر شركة حافلات في شارع الجلاء في منطقة النصر .. وواصلت المدفعيات الصهيونية قصفها لشمال قطاع غزة وسط تحليق مكثف للطيران الحربي بمختلف أنواعه.

وقال شهود عيان:إن القصف أدى إلى تدمير السيارة وإحداث أضرار هائلة في منازل المواطنين المحيطة بالمكان..وقالت كتائب القسام ، الجناح المسلح لحركة حماس : إن مجموعة من مقاوميها كانوا بداخل السيارة المذكورة قد نجوا بأعجوبة من المكان فيما أكد شهود عيان أن مواطنَين فلسطينيين اثنين أصيبا بجراح طفيفة جراء القصف المذكور.

وسبق أن قصفت طائرات الاحتلال الاسرئيلي في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء محلات للصرافة بالقرب من مقر الأجهزة الأمنية الفلسطينية "السرايا" وسط مدينة غزة.. وأطلقت طائرات هليوكبتر إسرائيلية صواريخها صوب محلات البرعصي للصرافة ودمرتها بصورة كاملة..وسبق هذا القصف أيضا قصفت طائرات مروحية صهيونية لـ ( محلات أبو عكر التجارية) للمواد الغذائية في السوق التجاري في حي الدرج في شارع الوحدة وسط مدينة غزة .. وقالت المصادر في غزة :إن القصف الصهيوني أدى إلى إحداث أضرار جسيمة في المحلات المذكورة وأن أضرار كبيرة لحقت كبيرة في المحلات المجاورة.. من جهتها ادعت المصادر الإسرائيلية أن محلي التجارة والصرافة الذين تم قصفهما يمولان المقاومة الفلسطينية، مهددة باستهداف كل البنى التحتية الداعمة للمقاومة..

واشتكى بعض ضباط جيش الاحتلال من أنهم لا يجدون أهدافا قابلة للقصف في قطاع غزة تماشيا مع تنفيذهم لقرار المجلس الوزاري السياسي – الأمني "الكابينيت" القاضي بشن موجة اغتيالات هناك؛ وقالت المصادر الأمنية في دولة الاحتلال : " لقد تخلص نشطاء حماس من أجهزة الاتصال والهواتف النقالة واخرجوا بطاريات الأجهزة لعزل الرابط، حيث أنهم يفسّرون الأمر بأنه طالما البطارية موجودة في الجهاز يمكن لإسرائيل معرفة مكان تواجدهم؛ كما ترك قادة حماس وعناصرها النشطون منازلهم وعوائلهم ، كما تقول أجهزة الأمن الإسرائيلية" ..ورداً على سؤال عما إذا كان جيش الاحتلال سوف يصعد من عملياته وعمليات الاغتيال ضد الفصائل الفلسطينية وقادة حركة حماس بوجه خاص، قال نائب وزير الحرب الإسرائيلي " إفرايم سنيه" : إنه لا حاجة للحديث عن تصعيد، وكل من له علاقة بالمقاومة سيكون هدفاً ..وكشف سنيه أيضا أن الجيش الإسرائيلي لم يعمل على تصفية قادة حماس لأنهم "اختبأوا" ورفض أن يفسر أقواله أكثر "لا داعي الآن للتوضيح أكثر من هذا ولكنهم الآن تحت ضغط كبير ولا بد أن يخطئوا ونحن بانتظارهم.

الفصائل توافق على تهدئة مشروطة وشاملة مع دولة الاحتلال

وكان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية قد أكد " أن الجانب الفلسطيني يطالب بتهدئة شاملة ومتزامنة تلتزم بها الفصائل وتوقف إسرائيل بموجبها عمليات الاغتيال والاجتياح والاعتقال وكل أعمال التخريب ، مشيرا إلى أن الجهود الآن منصبة داخليا وعربيا ودوليا حول هذا الموضوع".. وأضاف أبو ردينة خلال مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة بمدينة غزة "أمس الأربعاء " عقب لقاء جمع الرئيس محمود عباس بالفصائل الفلسطينية الخمسة "حركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية" أن اللقاء كان محاولة للتأكيد على الوحدة الوطنية والتهدئة الداخلية وبحث الجهود التي تبذل على مدار الساعة لتجنيب قطاع غزة عمليات التصعيد الإسرائيلي المستمرة والتي تشكل خطورة على الأوضاع في المنطقة برمتها ".. وأوضح أبو ردينة "أن الجهود الآن منصبة للضغط على إسرائيل لوقف الاغتيالات وإعطاء فرصة للعودة لجو التهدئة ، مضيفا أن الرئيس طالب الجميع ضرورة الحفاظ على التهدئة وعلى وحدة الصف الفلسطيني".

من جانبه قال إبراهيم أبو النجا رئيس لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية " خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء الفصائل بالرئيس عباس : " أن الحديث بين " أبو مازن " وقادة الفصائل شمل الشق الأمني وكيفية المحافظة على التهدئة وديمومتها ؛ وأكد أبو النجا أن الجانب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل أو يخضع لابتزاز بتهدئة مع إسرائيل والطائرات الاحتلالية تحوم في سماء غزة مؤكدا على ضرورة إيجاد تهدئة شاملة متزامنة ومتبادلة من شمال الوطن " الضفة الغربية " إلى جنوبه " قطاع غزة " موضحا أنه إذا لم تلتزم أو تريد إسرائيل ذلك فلا نريد تهدئة ..

ويؤكد قادة الفصائل في غزة ،أن لا تهدئة مجانية مع الاحتلال ، وأن أحدا لا يستطيع إقناعنا بأي هدنة إذا استمرت الهجمات على الضفة الغربية وقطاع غزة ، وأن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي ، فإما أن يقبل بتهدئة شاملة وإما فالمقاومة مستمرة بما فيها إطلاق الصواريخ المحلية من غزة على جنوب إسرائيل .

هذا وعُلم أن الرئيس محمود عباس طلب من رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن يحاول إقناع حركة حماس أن توافق العودة للتهدئة ،في غضون ذلك قالت الإذاعة الإسرائيلية : إن مسئولا في مكتب الرئيس محمود عباس أكد أن الفصائل الفلسطينية الخمسة التي اجتمعت بالرئيس عباس مساء أمس الأربعاء في مقر مكتبه في مدينة غزة ستبحث وقف إطلاق الصواريخ ما بين 24 ساعة حتى 48 ساعة .

 ورفض نائب وزير الحرب الإسرائيلي " إفرايم سنيه" في تصريحات للإذاعة العبرية أمس الأربعاء "23/5" مطالب فصائل المقاومة الفلسطينية بضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة ومتبادلة في الضفة الغربية وقطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ محلية الصنع على المدن والبلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة .

وكان وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية, الدكتور مصطفى البرغوثي قد أكد , أن التصريحات الصادرة عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية, تسفي ليفني, والتي أشارت فيها إلى رفض الحكومة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار رغم عرض الحكومة الفلسطينية لتهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة, يدل على أن إسرائيل هي المسئولة عن التصعيد العسكري وأنها هي من يرفض التهدئة ..وقال البرغوثي في بيان صحافي:" إن تلك التصريحات التي تترافق مع الاعتداءات على الشعب الفلسطيني, تؤكد مجددا على عدم وجود شريك إسرائيلي في السلام.