سكاي نيوز: عمليات القاعدة في اليمن إلى الواجهة مجددا

السبت 21 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 04 مساءً / مأرب برس -سكاي نيوز:
عدد القراءات 2788
عاود تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ اليمن منطلقا لعملياته، الظهور مجددا، وتنفيذ عمليات تستهدف منشآت حيوية واقتصادية ومقرات أمنية وعسكرية رغم تلقيه ضربات موجعة خلال الأشهر الماضية بواسطة الطائرات الأميركية بدون طيار من جهة، وتصدي القوات الحكومية ومليشيات اللجان الشعبية لمشروعه الخاص بتأسيس إمارات إسلامية من جهة ثانية . 

وشن تنظيم القاعدة، الجمعة، 3 هجمات متزامنة استهدفت 3 ثكنات عسكرية وأمنية تمثل حواجز حماية لمرفأ بلحاف المطل على البحر العربي، الوحيد لتصدير الغاز الطبيعي المسال في البلاد، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات .

وقال ضابط في الجيش يرابط بالقرب من منشأة بلحاف الغازية لـ" سكاي نيوز عربية": "الإرهابيون شنوا هجومين متزامنين، ففي الوقت الذي شنوا هجومهم على ثكنة ونقطة تفتيش لقوات الأمن الخاصة في جول ريدة بلدة ميفعة مستخدمين الأسلحة الرشاشة، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الكنب، حيث ثكنة تتبع اللواء بحري مشاة، أعقب ذلك هجوما بالأسلحة الرشاشة ما أسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة 27 آخرين" .

وأكد أن هجوما ثالثا بسيارة مفخخة حاول استهداف حاجز عسكري لحماية منشأة بلحاف وتحديدا في نقطة النشيمة القريبة من الكنب غير أنها انفجرت قبل وصولها إلى الهدف جراء تعرضها لإطلاق نار من قبل قوات الأمن .

وأوضح الضابط أن المهاجمين كانوا يسعون لاستهداف منشأة الغاز التي تعد أكبر منشأة اقتصادية في البلاد .

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قال في نهاية أغسطس الماضي إنه تم إحباط مخطط للهجوم على منشأة بلحاف إثر اعتراض اتصال بين زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وزعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي.

 رسائل القاعدة

ومن جانبه يرى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية زيد السلامي أن تنظيم القاعدة أراد عبر هذه العملية توجيه رسالة إلى الحكومة اليمنية أنه، رغم الضربات التي تلقاها في الآونة الأخيرة ومقتل عدد من قياداته، لا يزال يتواجد بقوة في مناطق استراتيجية، وباستطاعته تنفيذ عمليات نوعية وموجعة للجيش اليمني. لكن هذا ﻻ يدل على أن التنظيم يتمتع بنفس القوة التي كان يتمتع بها أثناء سيطرته على محافظة أبين نظرا لما تلقاه من ضربات أثرت على التنظيم بشكل كبير وعلى نشاطه في كثير من المناطق اليمنية.

وأضاف: "الحل الأمني وحده من وجهة نظري في مواجهة القاعدة غير مجدي ما لم يكن هناك حلول اقتصادية وتنمية شاملة وبسط سيادة الدولة في تلك المناطق، كون التنظيم يتواجد في المناطق الأقل تنمية والأكثر انفلاتا. 

وأوضح السلامي لـ"سكاي نيوز عربية" أن العملية التي شهدتها محافظة شبوة تتطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي الإسراع في هيكلة الجيش، وإنهاء أي انقسام في أوساط القوات المسلحة، وبناء جيش وطني مزود بأحدث التقنيات، كون الهيكلة التي تمت مؤخرا شملت الطاقم القيادي الأعلى للجيش، ولم تشمل القيادات الوسطى التي هي بالفعل تدير وتقود الجيش على أرض الواقع، على حد قوله.

وأكد أن التنظيم ينفذ رغبات الذين يحاولون عرقلة مجريات الحوار الوطني والتسوية السياسية في اليمن . 

واستطرد قائلا: "نلاحظ أنه كلما اشتد الصراع والاحتقان السياسي في صنعاء تكثر هذه العمليات في مناطق إنتاج الطاقة والنفط والغاز بهدف إرباك المشهد السياسي، وزيادة الضغط على الدولة والحكومة، بل واستخدام القاعدة كورقة للمساومات، وهذا ﻻ يع ني أن تنظيم القاعدة غير متواجد في تلك المناطق، لكنه ينفذ رغبات من يريد عرقلة الحوار والعملية السياسية من حيث يعلم" .

ومن جهته اتهم أحد وجهاء شبوة القبليين، محمد يسلم باهدى، طرفا سياسيا في صنعاء، دون أن يسميه، بتسهيل العملية الهجومية التي استهدفت قوات الأمن والجيش من أجل عرقلة الحوار اليمني وإظهار أن الجنوب بؤرة للعنف والإرهاب .

وقال باهدى: "عناصر القاعدة يتواجدون على مستوى اليمن بأكمله تحت مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية، وهذه العملية دليل واضح أن هناك تواطئ من قبل طرف سياسي في صنعاء لتسهيل مثل هذه العمليات من أجل تحقيق أغراض سياسية في الحوار على حساب أبناء الجنوب بدليل أن السلطات عرفت أسماء منفذي الهجوم خلال ساعات .

 اتهامات للنظام السابق

ولم يكن نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي حكم اليمن 33 عاما، بمنأى عن توجيه الاتهامات له بخصوص عملية شبوة، إذ ربط سياسيون في صنعاء هذه العملية بالاعتداءات التي تفاقمت خلال الأسبوع الماضي مستهدفة أبراج الكهرباء وأنابيب النفط من قبل رجال القبائل في محافظة مأرب ما تسبب في ظلام دامس تعيشه معظم المدن اليمنية منذ 4 أيام على التوالي وسط صمت حكومي .

وبدوره اعتبر نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني، ياسر الرعيني، أن الهجوم على مواقع للجيش والأمن في محافظة شبوة يحمل رسائل عديدة تؤكد جميعها على أن المعركة مع النظام السابق لم تنتهِ بعد.

 وقال الرعيني، في تصريحات صحفية، إن هذه الجريمة المروعة التي أودت بحياة عدد من الجنود وسقوط جرحى آخرين تؤكد مجدداً "أن الفساد والإجرام والإرهاب الذي كان يمثله النظام السابق وثار الشعب ضده لا يزال يسبب الجراح في الوطن".

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة