أكد الرئيس الأسبق علي ناصر محمد أن شعب الجنوب وحراكه السلمي هو اللاعب الأساسي في أي حل مستقبلي وأن استمرار نضاله السلمي ومليونياته التي شدت إليه أنظار العالم وإعجابه - حد تعبيره- سيثمر عن ‏تحقيق ما يصبو إليه شعب الجنوب من آمال وتطلعات مشروعة مهما كانت التضحيات.

وقال ناصر في كلمته التي ألقاها في الاجتماع القيادي الرابع لمؤتمر القاهرة إن الاجتماع يأتي استمراراً لتلك الاجتماعات التي حددت في مجملها وعبر ما أقرته من رؤية جنوبية لحل شامل للقضية الجنوبية العادلة.

وأضاف" نأمل أن ينبثق عن اجتماعنا هذا ‏التحضير لاستكمال قوام الهيئات القيادية التي أقرها مؤتمر القاهرة وهي: "الهيئة التنفيذية، ‏وهيئة الرئاسة، ومجلس التنسيق الأعلى"، والتي سيتم الإعلان عنها في عدن وكذا إقرار ‏التقرير السياسي وأن يتخذ قرارات وتوصيات على مستوى المسؤولية والتحديات التي تواجه ‏قضية شعبنا في الجنوب. ‏

وأشار ناصر أن ‏القيادة المؤقتة للمؤتمر بذلت جهوداً كثيرة وخاضت حوارات مع كافة القوى والطيف السياسي الجنوبي ‏في الداخل والخارج طوال السنوات الماضية كان الهدف الرئيس لها ولايزال توحيد الأطراف ‏السياسية الجنوبية للوصول إلى رؤية سياسية موحدة ومرجعية سياسية واحدة .. مؤكداً بأن قوة ‏الجنوبيين في وحدتهم دون إقصاء لأحد بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية والفكرية ودون ‏تعصب أو استفراد بالرأي أو تشكيك أو تشهير بنوايا الآخرين.

واعتبر ناصر أن توحيد الأطراف الجنوبية ينسجم كل الانسجام مع إرادة شعب الجنوب ومع مبدأ التصالح والتسامح وهو ‏الهدف الأسمى الذي يجمع الكل من أجل حق تقرير المصير لشعب ‏الجنوب كما ورد في الكلمة.

‏ وحذر ناصر من محاولات شق الحراك أو حرفه عن هدفه الرئيسي وقضيته الأساسية.‏ مؤكداً أن قوة الحراك تكمن في وحدته ومقتله في خلافاته وتفرقه.

وأشار في سياق كلمته أنه أجرى العديد من الاتصالات مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية للتعريف بالقضية ‏ الجنوبية .. موضحًا أن العامل الداخلي هو من سيسهم في حل قضية الجنوب على الرغم من وجود تفهم وتعاطف دولي وإقليمي مع القضية.

وجدد ناصر رفضه أن تتحول أية مبادرات خارجية إلى وضع اليمن تحت الوصاية الدولية أو فرض حلول للقضية ‏الجنوبية وان أي خيار مطروح لحل القضية الجنوبية سواء داخل الحوار أو خارجه يجب ‏أن يحظى بموافقة الشعب في الجنوب حصراً باعتباره صاحب المصلحة الحقيقية في أي حل.

وحول موقفهم من الحوار الوطني الذي شارف على الانتهاء قال ناصر إن ‏الحوار قيمة إنسانية وحضارية عظيمة، وأن اشتراطهم الوحيد للمشاركة فيه هو اتخاذ إجراءات ‏لبناء الثقة قبل الدخول في أي حوار. مشيرا انهم تقدموا بعدد من النقاط لمعالجة أهم ‏المشاكل التي عانى ويعاني منها الجنوب منذ حرب 1994م، وأبلغوا موقفهم للقيادة في صنعاء والى وفد هيئة الحوار برئاسة عبد الكريم الإرياني و‏المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر وسفراء دول الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي وباقي الأطراف الأخرى المشاركة في مؤتمر الحوار .

 إلا ان ‏الإصرار- كما قال- على بدء الحوار قبل وضع الحلول لقضية الجنوب أوصله إلى مأزق أدى بالفريق ‏الجنوبي الذي شارك فيه إلى تعليق مشاركته لعدة أسابيع.

وأشار ناصر في ختام كلمته إلى لقاء من المقرر أن يجري بين القيادة المؤقتة لمؤتمر القاهرة وكافة الأطراف الجنوبية ‏مع فريق القضية الجنوبية لكنه تأجل بناء على طلبهم .