حرب جديدة بين صالح وهادي

الأحد 08 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 9820

رفض الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام، التمديد للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في إدارة حكم اليمن.

جاء ذلك عقب توعد الرئيس هادي بكشف أسرار لا يعلمها أحد واصفاً أعمال التخريب للمنشآت الحيوية والمصالح الحكومية في البلاد بقوله «رفسات أخيرة لتيس مذبوح»، في إشارة ضمنية منه إلى الرئيس سلفه السابق علي صالح والذي تشير إليه أصابع الاتهام بالوقوف خلف أعمال التخريب.

وأصدرت اللجنة العامة - المكتب السياسي للحزب- قرارات وصفت بـ"الهامة" -في اجتماع عقدته أمس ال


ول برئاسة صالح ولأول مرة بحضور آخر رئيس حكومة في عهد نظام صالح الدكتور علي محمد مجور- الذي قدمه صالح في وقت سابق ليتولى منصب الأمين العام للحزب بدلًا عن هادي. 

وقال مصدر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام إن قرارات مفصلية سيتخذها صالح واللجنة العامة للمؤتمر الشعبي خلال الأيام المقبلة، تهدف إلى إعادة ترتيب الوضع الداخلي للحزب، وتحريك العمل التنظيمي، لمواكبة كافة المستجدات والتطورات في الساحة اليمنية.

وقال المصدر :"سيتم اتخاذ قرار إزاحة الرئيس هادي من قيادة الحزب وأمانته العامة، وتعيين رئيس الحكومة السابق الدكتور علي محمد مجور بديلاً عنه كأمين عام للحزب، الذي استدعي من مقر عمله كسفير لليمن في جنيف، وحضر لأول مرة منذ تعيينه سفيرًا، الاجتماع الذي عقده المكتب السياسي للحزب، كما حضرت الاجتماع قيادات للحزب تنتمي ليست في عضوية المكتب السياسي للحزب، لكنها تنتمي إلى المحافظات الجنوبية، وذلك لإظهار مدى الشعبية التي تؤيد صالح والالتفاف حوله في تلك المحافظات الجنوبية التي يفترض بها أن تكون إلى جانب الرئيس هادي.

وشددت اللجنة العامة للمؤتمر في اجتماعها برئاسة رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح، وبحضور الدكتور علي محمد مجور، على ضرورة التمسك بتنفيذ المبادرة الخليجية دون انتقاص أو اجتزاء، وإلغاء جميع القرارات التي تتعارض معها.. مؤكدًة على ضرورة إنجاح الحوار الوطني بما يتفق مع رؤى جميع المكونات.

وفيما يسعى المستشار السياسي للأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الدولي إلى اليمن، جمال بن عمر، إلى إقناع الأطراف السياسية في اليمن بفكرة التمديد للمرحلة الانتقالية وللرئيس هادي لمدة سنة من أجل الاتفاق على قضايا مؤتمر الحوار المقرر انتهاؤه وفق الجدول الزمني في الـ18 من شهر سبتمبر الجاري، فإن حزب المؤتمر الشعبي العام - الذي يترأسه عبدالله صالح - يرفضون فكرة التمديد للمرحلة الانتقالية.

وعبر بيان للمكتب السياسي لحزب المؤتمر أمس الأول عن رفضه لما أسماه بـ "محاولات للالتفاف على مؤتمر الحوار ونتائجه عبر الحوارات الجانبية وعقد الصفقات التي لا تخدم سوى أطراف بعينها على حساب المصالح العليا للوطن والشعب".

وأكد المكتب السياسي للحزب أنه سيظل في حالة انعقاد دائم برئاسة صالح لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالتطورات على الساحة السياسية في اليمن".

 وأوضح أن اللجنة العامة اتخذت عددًا من القرارات الهامة، تضمنت التأكيد على الالتزام الكامل بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ودليل مؤتمر الحوار الوطني واعتبارها مرجعيات لا يجب الخروج عنها.

وشدد - بيان حزب المؤتمر - على ضرورة التزام قيادات وأعضاء وهيئات المؤتمر بعدم اتخاذ أي قرارات أو مواقف انفرادية، والالتزام بما يتم اتخاذه من قرارات تقرها قيادات المؤتمر الشعبي العام ممثلة باللجنة العامة - في إشارة واضحة إلى الرئيس هادي وبعض القيادات المؤتمرية التي تقف إلى جانبه ضد صالح- .. مؤكدًة على ضرورة التمسك بتنفيذ المبادرة الخليجية دون انتقاص أو اجتزاء، وعلى إلغاء جميع القرارات التي تتعارض معها.

كما أقرت اللجنة العامة وهي أعلى هيئة في الحزب، الدليل التنفيذي لمرحلة القيد والسجل الالكتروني المقدم من اللجنة الإشرافية العليا وأكدت على شرعية المجالس المحلية ونشاطها واستمرار عملها حتى إجراء انتخابات جديدة لها.

صحيفة الثورة تهاجم مجور

وحول حضور رئيس الوزراء الأسبق علي محمد مجور اجتماعا حزبيا شنت "صحيفة الثورة الحكومية" هجومًا لاذعاً على مجور لخلطه بين عمله الدبلوماسي والحزبي داخل المؤتمر.

وقالت "صحيفة الثورة الرسمية - في لقطة في صفحتها الأخيرة في العدد الصادر أمس السبت- السلك الدبلوماسي بعيداً عن الحزبية. حيث قالت: لوحظ في الفترة الماضية مشاركة بعض أعضاء السلك الدبلوماسي بالخارج في اجتماعات حزبية مع أن قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية في مادته العاشرة يحظر على أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي أثناء فترة عملهم في البعثات اليمنية في الخارج.

وتستهدف هذه الفقرة علي محمد مجور آخر رئيس حكومة في عهد صالح، حيث أنه سفيرًا لليمن في جنيف، واستدعاه علي صالح من مقر عمله كسفير، وحضر لأول مرة منذ تعيينه سفيرًا، الاجتماع الذي عقده المكتب السياسي لحزب المؤتمر ليقدمه صالح ليتولى منصب الأمين العام للحزب بدلاً عن هادي.

وكان الرئيس عبدربه منصور هادي أصدر قراراً جمهوريا بتعيين الدكتور علي محمد مجـور سفيراً ومندوباً دائماً للجمهوريـة اليمنيـة لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة – جنيف في أغسطس الفائت.

تيس مذبوح

إلى ذلك توعد الرئيس هادي بكشف أسرار لا يعلمها أحد واصفاً أعمال التخريب للمنشآت الحيوية والمصالح الحكومية في البلاد بقوله «رفسات أخيرة لتيس مذبوح»، في إشارة ضمنية منه إلى الرئيس السابق علي صالح والذي تشير إليه أصابع الاتهام بالوقوف خلف أعمال التخريب. 

وقال الرئيس عبد ربه منصور هادي في حديثه عن الصعوبات التي تواجه عملية الانتقال السلمي للسلطة بأنه: «لم أستطع إخراج محمد صالح من الجوية إلا عن طريق الأمم المتحدة واليوم تبقى قيادات وسطى سيتم هيكلتها قريبًا.

وأكد الرئيس على وجود من يحاول إعاقة التحول الديمقراطي في البلاد من خلال افتعال الأزمات وضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط.. معتبرا تلك الأعمال «رفسات أخيرة لتيس مذبوح».

وقابل الرئيس هادي طلب إحدى عضــوات مؤتمر الحوار والتي قالت «لابد من تمديد المرحلة لك يا رئيس» ، بقوله "بطلوا مزايدة، وأعملوا لأجل اليمن، ولا تخلونا نتكلم بأســرار لا أحد يعلمها"، وأردف "اليمن مليانة كفاءات"

ونسب ناشطون إلى هادي القول إنه يعرف جيدا من يقف وراء أعمال التخريب للمنشآت الحيوية والمصالح الحكومية ووصف ذلك بـ«رفسات أخيرة لتيس مذبوح»، في إشارة غير مباشرة منه إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأتباعه الذين أطيح بهم نتيجة ثورة شعبية العام 2011.

الاتفاق الأمني بين اليمن وأمريكا

وكان مصدر في مكتب الرئيس السابق علي عبدالله صالح نفى إبرام اليمن أي نوع من الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة الأمريكية يمنحها حق انتهاك سيادة أجواء الجمهورية اليمنية لملاحقة العناصر الإرهابية . 

وأشار المصدر أن الدولة اليمنية ظلت جزء من المجتمع الدولي الذي التزم بتنفيذ سياسية الحرب على الإرهاب وبما يحافظ على حقوقه السيادية الوطنية ودور مؤسساته الأمنية والعسكرية للاطلاع بواجباتها في القضايا والمهام التي تقع في نطاق الأراضي اليمنية ويتورط بها مواطنون يمنيون . 

وتابع المصدر: وقد تعاملت الحكومات المتعاقبة إزاء هذا الملف الخطير بمسؤولية وتوازن لا يفرط بالحقوق السيادية ولا يقصر بالواجبات الدولية إزاء الحرب على الإرهاب وتجلى ذلك في عدد الهجمات التي نفذت في كل حكم جورج بوش الابن بهجمة واحدة . 

وأضاف المصدر: إن التدخل كان يتم بالتزامنا كدولة لمحاربة الإرهاب أيا كان موقعه وكانت جميع العمليات التي تنفذ تتم تحت سيطرتنا وبعد معرفتنا وبعد التأكد من صحة الاتهام أما ضربة المعجلة والضربة التي أودت بحياة جابر الشبواني فتمت دون علمنا أو التنسيق مع حكومة الجمهورية اليمنية

وجاء بيان مكتب صالح بعد يوم واحد من حديث الرئيس هادي عن الاتفاق الأمني بين اليمن وأمريكا بشأن التعاون في مكافحة الإرهاب وقال هادي أنه لم يأتِ بالأمريكان إلى اليمن وأن الاتفاق معهم كان من قبل علي عبدالله صالح 2004 وتم المصادقة على ذلك من قبل مجلس الدفاع الوطني .

وكان الرئيس هادي سخر من سلفه على عبدالله صالح حول ضرب الطائرات الأمريكية لعدد من المناطق اليمنية التي أكد هادي انها أقرت في عهد صالح وليس في عهده.

وقال الرئيس هادي: أن اتفاقية الحرب على الإرهاب كانت مباشرة بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ في الولايات المتحدة الأمريكية حينما ذهب الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى واشنطن ووقع على اتفاق شراكة اليمن في الحرب ضد الإرهاب باعتبار اليمن مصنفة الدولة الثالثة بعد أفغانستان وباكستان بوجود عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.

والرئيس هادي ظل أكثر من 20 عاما نائبا لصالح في الرئاسة، بينما لايزال حاليا نائبه في الحزب، وقد سلمه صالح علم الجهورية اليمنية في العام المضي كأول إجراء بين رئيسين يمنيين سلف وخلف في العهد الحديث، بعد ترشيح توافقي لهادي بين حزب صالح ومعارضيه ودون منافس.

وأضاف الرئيس هادي في خطابه الذي وصف بالناري : ان اتفاق اليمن بالشراكة في الحرب ضد الإرهاب كان مصدقا عليه من قبل مجلس الدفاع الأعلى عام ٢٠٠١م، وقال إن "البعض اليوم يتباكى على السيادة بصورة مستغربة.. ألم تكن الطائرات بدون طيار تضرب من قبل في أبين وفي حضرموت وفي مارب وفي الكثير من الأماكن، إلا انها عندما وصلت إلى بعض المناطق قالوا هذا اختراق للسيادة الوطنية".

وتساءل "ألم تكن السيادة على كل شبر من أرض اليمن أم أن السيادة في مكان معين من أجواء اليمن؟، ولكن نقول للجميع إن السيادة من أول ذرة تراب يمني من حدوده في الجهات الأربع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

وقال "ليس سرا التعاون في مجال محاربة الإرهاب، فلدينا مشاركة في غرفة عمليات في جيبوتي، ولدينا ضباط مشاركون في غرفة عمليات في البحرين على مستوى عسكري دولي من أجل ملاحقة ومكافحة ومراقبة الإرهابيين باعتبارهم تنظيما إرهابيا دوليا على مستوى العالم".

لكنه برر ذلك بقوله: ان ذلك التعاون في إطار مكافحة الإرهاب الدولي لتنظيم القاعدة، وتعاون اليمن مع الولايات المتحدة في هذا المنحى منذ ذلك التاريخ، مشيرًا إلى أن الطائرة بدون طيار التي تقوم بعمليات هي جزء من ذلك التعاون بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية وتقوم بهذه المهمات من عام ٢٠٠٤م، وبحسب مقتضيات الحاجة لتلك المهمات.. مبينًا أن ذلك ليس ترفًا بل لأننا لا نملك التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ مثل هذه المهام العسكرية الدقيقة.

 
اكثر خبر قراءة عين على الصحافة