مسلحون يحاصرون مكتب الجزيرة في غزة وبداخله 30 صحفيا

الأربعاء 16 مايو 2007 الساعة 09 مساءً / مأرب برس ـ وكالات
عدد القراءات 2973

حوصر نحو ثلاثين صحفيا بينهم طاقم الجزيرة في غزة داخل مكتب القناة في المدينة بسبب إطلاق نار كثيف بدأ بعدما اقتحم مسلحون المبنى الذي يوجد فيه المكتب واعتلوا سطحه وتبادلوا إطلاق الرصاص مع مسلحين آخرين، ما أوقع الصحفيين في حصار تحت وابل من رصاص الطرفين المتنازعين، قبل أن يتم وقف الاقتتال وانسحاب المسلحين من مكتب الجزيرة بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وقال مراسل الجزيرة في غزة إن أوامر صدرت للمسلحين بالانسحاب، وإن الصحفيين والعاملين في الصحافة الذين احتجزوا في المكتب والبالغ عددهم 30 شخصا، بانتظار الاطمئنان على سلامة الوضع لمغادرة المكتب بهدوء.

ووصف المراسل الوضع في المكتب بأنه خطير جدا، وأوضح أنهم أجروا سلسلة اتصالات مع المسؤولين في الطرفين ووضعوهم في صورة الوضع، مشيرا إلى أن أحد الصحفيين نجا من الموت بأعجوبة.

وعرضت الجزيرة في بث مباشر صورا للمكتب الذي احتجز فيه جميع طاقم الجزيرة إضافة إلى صحفيين آخرين كما سمعت أصوات زخات الرصاص، بينما كان الموجودون في المكتب يحاولون إجراء اتصالات من هواتفهم النقالة لطمأنة ذويهم أو الاتصال بالمسؤولين لإنهاء أزمتهم.

على الصعيد الميداني، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان المتحدث باسمها خليل الحية في اتصال هاتفي مع الجزيرة، أن الحركة ستلتزم بوقف كامل لإطلاق النار من جانب واحد اعتبارا من الساعة الثامنة مساء اليوم، وأبدت استعدادها للتفاوض مع الطرف الآخر.

كما أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس كافة الأجهزة الأمنية والمسلحين بوقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة.

ويأتي هذا التطور في يوم دام عاشه قطاع غزة بعد معارك بين مسلحين من حركتي حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، قتل فيها 16 فلسطينيا وجرح عدد آخر.

وفي محاولة للسيطرة على الوضع، قرر الرئيس الفلسطيني بعد اجتماعه في رام الله باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يترأسها، إيفاد نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الأحمد وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح نصر يوسف إلى القطاع، على أن يتوجه هو شخصيا إلى هناك غدا.

ورغم مطالبات أعضاء في قيادة حركة فتح لعباس بإعلان حالة الطوارئ فإن اللجنة التنفيذية التي تهيمن عليها الحركة لم تتخذ مثل هذا القرار وإن لم تستبعده مستقبلا.

وقال عضو اللجنة ياسر عبد ربه إنها ستضطر لدراسة خطوات استثنائية بما فيها إعلان حالة الطوارئ إذا لم تسفر الجهود المبذولة اليوم وغدا عن اتفاق.

واتهمت اللجنة في بيان حركة حماس بالقيام بما أسمته "انقلابا" على الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

من ناحيتها أعلنت حماس رفضها أي دعوة إلى فرض الطوارئ. ووصف القيادي في الحركة مشير المصري في تصريحات للجزيرة ذلك بأنه "دعوة جماعية إلى الانتحار".

وقال وزير الإعلام مصطفى البرغوثي إن عباس اتفق مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في اتصال هاتفي على "ضرورة وقف الأحداث الدموية الجارية" في قطاع غزة.

وفي أحدث اشتباك قتل خمسة من أعضاء كتائب القسام واثنان من الأمن الوقائي في تبادل لإطلاق النار بغزة، دون أن تتضح تفاصيل الحادث حتى الآن.

وفي حادث سابق اليوم قتل سبعة أشخاص في اشتباكات اندلعت إثر اقتحام عناصر من حماس منزل مدير الأمن الوقائي بغزة رشيد أبو شباك.

وحمل متحدث باسم حركة فتح عناصر من حماس المسؤولية عن الحادث، إلا أن ناطقا باسم حماس قال إن عناصر من الحركة كانوا يردون على مصادر نيران كانت تستهدفهم أثناء وجودهم في المنطقة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن ثلاث قذائف هاون سقطت اليوم في محيط مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله دون تسجيل خسائر أو إصابات.

من جهة أخرى قصفت طائرات حربية إسرائيلية موقعا تابعا للقوة التنفيذية وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين.

يأتي ذلك بينما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس المقيم في سديروت جنوب إسرائيل، باستهداف قيادات حماس ردا على قصف المستوطنات الإسرائيلية.

وأطلقت فصائل المقاومة أمس واليوم 28 صاروخا من غزة أسفرت عن إصابة نحو 20 إسرائيليا -جراح أحدهم خطيرة- وخلفت أضرارا في بلدة سديروت المحاذية لغزة، كما سقط أحدها بجوار منزل بيرتس في البلدة.

من ناحية ثانية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي في قرية عتيل قرب طولكرم بالضفة الغربية