أُعتقل الألماني المسلم فرانك موتس عدة أشهر في في سجن الأمن السياسي بصنعاء، للاشتباه بعلاقته بمنظمات ارهابية. وقال في مقابلة مع برنامج ( Panorama ) للقناة الأولى الحكومية وهو البرنامج الذي أُشتهر بنقده للأداء الحكومي، قال موتس المقيم في المملكة المغربية انه كان شاهدا لتعرض المعتقلين للتعذيب، وقال: "دخلت مغمض العينين ، ولكنني كنت استطيع الرؤية قليلا ، كأنني في مجزرة ،لقد كانت هناك دماء وصراخ، كان المعتقلون معلقين بقيودهم حتى خلع الكتفين .." أما موتس فقد تم الإفراج عنه لعدم تمكن السلطات اليمنية و الأمريكية إثبات علاقته بالإرهاب. بالرغم ذالك فان موتس مازال بالنسبة للسلطات الأمنيه الألمانية لغزا. هل هو ضحية بريئة، أم لديه اتصالات مع شبكة تنظيم القاعدة ؟ أم انه بحث خيوط للاتصال مع التنظيم؟ في أي حال، فقد جعل نفسه شبهه للسلطات الأمنية الأمريكية واليمنية حسب معدي البرنامج.

موتس من أم ألمانية وأب أمريكي. تربى في المانيا، ثم اعتنق الإسلام.، تنقله المستمر بين عدد من دول الشرق الأوسط حسب تعبيره أثارت الشكوك حوله، البحرين، المملكة العربية السعودية – و المغرب والعام الماضي في اليمن -الذي زارها بهدف تعلم اللغة العربية.

و في يوم 8 أكتوبر 2012، تم اعتقاله من قبل العشرات من القوات الخاصة الملثمي نمن حدة مكافحة الإرهاب. و تم نقله بواسطة طائرة إلى العاصمة صنعاء، حيث زج به في سجن الأمن السياسي سيئ الصيت حيث يقبع العديد من المتهمين بالارهاب، و الذي يعتبر من أكثر السجون رعبا حول العالم. حسب تعبير التقرير التلفزيوني، مضيفا أن السجن ليست له صفه رسمية، فهناك يسود قرار الاستخبارات، ثلاثة أشهر ونصف ضل محتجز في السجن بشبهة الارهاب – دون عون قانوني من قبل محامي. ، وقال موتوس انه لم يسبق أن يكون له اي اتصال بعناصر القاعدة، و أشار ساخرا أنه الأن لديه على العديد من الأصدقاء من التنظيم تعرف عليهم في السجن.

ووصف تقرير القناة الحكومية الألمانية ان السجن يدار من قبل جهاز الأمن السياسي، و هو جهاز استخباري داخلي، أدائه لا يخضع لأي رقابة سواء من قبل السلطتين التشريعية أو القضائية.

 ذكر موتس أنه تعرض للتعذيب النفسي. فقد أودع في زنزانة انفرادية في قبو المعتقل بلا نوافذ و قال ". كان ارتفاع و عرض الزنزانة بالكاد يسعني، الإضاءة لمدة 24 ساعة في اليوم، كنت ملقا على أرضيته القارسة، وتنتشر فيه الصراصير"،يعاني موتس بعد السجن من الأرق والارتباك.

هكذا نوع من الممارسات ضد المعتقلين تصفه منظمات حقوق الإنسان بالتعذيب.و قالت وقال ليتا تايلور،من ( هيومن رايتس ووتش) "، هذا يتناقض بشكل واضح مع القانون الدولي، نسمع مرارا و تكرارا حول انتهاكات من هذا النوع في السجون الحكومية"،. و في جلسات تحقيق متعددة سُئل موتس من قبل عُملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (اف بي أي) مرارا وتكرارا عما إذا كانت لديه اتصالات مع شبكة القاعدة، و قد رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على القضية ، بعد طلب معدي البرنامج أخذ تصريح منه .

تفاعل السلطات الألمانية

حتى السفارة الألمانية في صنعاء ووزارة الخارجية في برلين لم يعلمان باعتقال فرانك موتس.ولم تتفاعل الحكومة الألمانية مع القضية الا بعد شهر ونصف من القبض حيث قام موظف القنصلية الألمانية بالتواصل مع الأمن السياسي، و انتقدت المتحدثة باسم لجنة حقوق الإنسان للمجموعة في البرلمان الألماني من حزب "اليسار"أنيت غروث: "من حق المواطن الألماني الحصول على المساندة القنصلية، وهذا ما يحدث الآن بعد فوات الأوان "

وزارة الخارجية الألمانية في برلين لا تشاطر هذا الرأي و قالت في بيانها "مرارا وتكرارا وبشكل قوي حاولنا تقديم العون القنصلي" . في منتصف يناير 2013 تم الإفراج فرانك موتس من سج الإرهاب .