آخر الاخبار

قريبًا.. لن يحتاج مستخدمو واتساب إلى الإنترنت لإرسال الصور والملفات عقوبات عاجلة على الإنتر و ميلان بعد شغب ديربى الغضب فى الدورى الإيطالى صنعاء..مواطن شجاع ينتقم من قيادي حوثي اغتصب ابنه في احد المراكز الصيفية عقب نفي الحوثي.. مصادر مطلعة في صنعاء تكشف لمأرب برس تفاصيل جديدة تثبت تورط المليشيات بفضيحة شحنة المبيدات الاسرائيلية في تطور خطير.. الحوثي يعلن رسمياً تأجير قطاع التعليم العالي في مناطق سيطرته لـ إيران أردوغان يتوعد بمواصلة كشف جرائم إسرائيل : هتلر العصر نتنياهو لن يفلت من المساءلة تعرف كيف تحمي نقسك من أساليب الاحتيال الاصطناعي.. إليك التفاصيل أبو عبيدة في ظهور جديد يكشف عن السيناريو الأوفر حظا للتكرار مع أسرى إسرائيل في غزة تعرف على الدولة العربية التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً في سرعة الإنترنت الثابت والمتحرك الزنداني يضع المبعوث الأممي أمام الخطوات التصعيدية للحوثيين مؤخراً على المستويين العسكري والاقتصادي

المواجهات مع الحوثيين تدخـل شهرها الرابع و35 ألف جندي يلاحقـون 10 آلاف متمـرد

الأربعاء 02 مايو 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس ـ ابوبكر ناجي – اليوم
عدد القراءات 3721

بدا اليمنيون منقسمين حيال التكهنات بأن تأتي زيارة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى واشنطن ومباحثاته مع الرئيس بوش واركان إدارته بجديد في أزمة المواجهات الدائرة في محافظة صعدة اليمنية حيث تدور مواجهات بين قوات الجيش اليمني وانصار بدر الدين الحوثي والتي تدخل اليوم الثلاثاء شهرها الرابع من دون حسم نهائي في وقت تتحدث فيه التقارير عن مقتل أكثر من الف جندي فضلا عن أكث ر من ألفي قتيل من أنصار الحوثي المتهم ونجليه بقيادة تمرد مسلح في محافظة صعدة .

وتقول دوائر سياسية يمنية إن الرئيس صالح سيطلب من الإدارة الأمريكية دعما عسكريا لإخماد التمرد استنادا إلى الاتهامات التي توجهها صنعاء إلى الحوثيين بالارتباط بمؤسسات دينية في إيران تسعى إلى تحويل صعدة إلى بؤرة صراع إقليمي ، فضلا عن وصف جماعة الحوثي بالإرهابية التي تروج للأفكار المعادية لأمريكا في الشعار الذي يردده انصار الحوثي « الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، النصر للإسلام » وهو الشعار الذي كان عنوانا بارزا في أزمة المواجهات الأولى التي قادها حسين الحوثي العام 2004 وانتهت بمقتله بعد مواجهات دموية مع الجيش في جبال مران .

وتذهب دوائر سياسية أخرى بالإشارة إلى مؤشرات موقف مغاير من بعض أركان الإدارة الأمريكية في الكونجرس المعارضين لسياسية بوش في تحالف واشنطن مع صنعاء في الحرب على الإرهاب خاصة أنها ترى في الحوثيين جماعة دينية مختلفة إلى حد ما عن الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة والجهاد فضلا عن عدم وجود ادلة ملموسة تثبت ارتباطها بايران وفقا للاتهامات التي اعلنتها صنعاء .

وثمة من يعتقد أن أزمة الحرب الدائرة في صعدة قد تكون محورا هاما في النقاشات المغلقة بين الرئيس صالح وأركان الإدارة في إطار الملاحظات الأمريكية والأوروبية بشأن السلاح المغذي للحرب وواقع ظاهرة تهريب السلاح والاتجار به في اليمن.

وهذه القضية كانت مؤخرا محور مباحثات بين السلطات اليمنية ومسؤولين بريطانيين وأوروبيين وأمريكيين والذين ابدوا قلقا إزاء استمرار ظاهرة الإتجار بالسلاح في اليمن بما تحملها من مخاوف من إمكان وقوعه في أيدي الجماعات الإرهابية .

مواجهات ضارية من دون حسم

وتدخل المواجهات بين الجيش اليمني والحوثيين شهرها الرابع فيما دوامة القتال ضارية في معظم مديريات المحافظة من دون أن يحقق الجيش نجاحات في القضاء على التمرد الذي تقول صنعاء إنه يستهدف الانقلاب على النظام الديمقراطي بدعم من مؤسسات دينية في إيران .

ورغم دفع السلطات اليمنية بتشكيلات متنوعة من قوات الجيش اليمني في قتال الحوثيين بما فيهم لواء العمالقة الذي يوصف بأحد أهم قلاع الجيش ومشاركة السلاح الثقيل بما فيه سلاح الجو والمدفعية لم يتمكن الجيش حتى اليوم من إضعاف قوة الحوثيين رغم الطابع العنيف للمواجهات الدائرة حاليا في معظم مديريات المحافظة والتي وصلت أخيرا إلى مدينة صعدة التي كانت السلطات تقول إنها حصينة عن هجمات الحوثيين بعدما طردتهم منها في بداية المواجهات.

ومنذ العام 2004 خاضت السلطات اليمنية حربا شرسة مع الحوثيين إثر اتهامها حسين بدر الدين الحوثي بقيادة تنظيم « الشباب المؤمن » المحظور والتمرد على الدولة والارتباط بجهات خارجية وادعاء الإمامة وتبنى أفكار تناهض النظام الديمقراطي إلى تحريض الشباب على ترديد الشعارات المعادية لأمريكا ودعوة الشباب إلى استخدام العنف المسلح ضد الدولة .

وبعد أكثر من عام من الحرب في جبال مران حيث تحصن حسين الحوثي ومناصروه من تنظيم «الشباب المؤمن» بعد فشل جهود الوساطة تمكنت السلطات من قتل حسين الحوثي والعشرات من أتباعه في جبال مران في سبتمبر 2005 بعد مواجهات حصدت أكثر من ألفي قتيل و4 آلاف جريح .

ولم تنفك جراح الأزمة الأولى على الالتئام إلا وتفجرت الأزمة الثانية مطلع العام 2005 بعد تصريحات لبدر الدين الحوثي والد حسين فيها عن الولاية ومخاوف السلطات من أخذ البيعة لتنتهي المواجهات الثانية بهدنة بعد سقوط أكثر من 254 شهيداً و2708 جرحى من قوات الجيش والمئات من أنصار الحوثي .

وأعلن الرئيس صالح بعد أزمة المواجهات الثانية العفو العام عن «المتمردين» واطلق سراح العشرات من المعتقلين على ذمة الأزمتين الأولى والثانية .

لكن صنعاء عادت بعد اشهر قليلة لتقول إن الحوثيين وبسبب ارتهانهم إلى دول خارجية ومحاولتهم خوض حرب بالوكالة ضد مصالح واشنطن في اليمن في إشارة إلى ارتباطهم بايران لم يستفيدوا من العفو العام ، وشرعوا باعادة ترتيب صفوفهم خاصة أنهم تكبدوا في الأزمة الثانية خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات.

أزمة التمرد الثالثة

ويقول مسؤولون يمنيون إن الحوثيين استفادوا من عامل التهدئة الذي فرضته الحكومة خلال الانتخابات المحلية والرئاسية الماضية ، وأعادوا ترتيب أنفسهم وكدسوا الكثير من السلاح للهجوم على قوات الجيش في محافظة صعدة وإعلان تمردهم الثالث.

وتفجرت أزمة التمرد الثالثة في يناير الماضي بعد اتهام صنعاء الحوثيين بمهاجمة دوريات للجيش والارتباط ببعض المؤسسات الدينية في إيران والتي توصف بأنها امامية وتحاول الانقلاب على النظام وإقامة دولة صفوية في اليمن فضلا عن ارتباطهم بالنظام الليبي الذي قال مسؤولون يمنيون انهم متورطون في دعم تمرد الحوثي .

وفشلت كل جهود الوساطة التي قادها علماء الدين في احتواء الحرب الثالثة كما فشلت كل محاولات الحل السلمي والوساطة بين الحوثيين والجيش ،فضلا عن عدم قبول الحوثيين المبادرات السلمية التي أعلنها الرئيس صالح في غير مرة وطلب فيها من الحوثيين تسليم انفسهم واسلحتهم الثقيلة والمتوسطة شرطا لانهاء المواجهات وحقن الدماء .

تنامي فاتورة الخسائر

وفيما تتصاعد فاتورة الخسائر الناجمة عن استمرار المواجهات ينظر اليمنيون إلى الحرب الثالثة في صعدة بوصفها الأكبر من حيث الخسائر المادية إذ ادت المواجهات المندلعة منذ مطلع السنة إلى مقتل الآلاف من الجيش والحوثيين وتخريب مئات المنازل والمرافق العامة والخاصة فضلا عن تخريب كميات هائلة من قطع السلاح الثقيل والمتوسط والعتاد بما فيها طائرتان من نوع « ميغ 29 » كانت قد احترقت قرب مطار صعدة بعد تنفيذها طلعات جوية على المعاقل الجبلية للحوثيين .

وفضلا عن ذلك فقد أدت الحرب إلى تشريد اكثر من 45 الف نسمة من سكان صعدة الذين يقيمون منذ شهرين في مخيمات ايواء اقامها الصليب الأحمر بعد عمليات نزوح جماعية للسكان بسبب اتساع رقعة المواجهات بين الحوثيين والجيش .

وبسبب الخسائر الهائلة التي تكبدها الجيش في قتاله مع الحوثيين لجأت السلطات مؤخرا إلى توسيع دائرة المواجهات ودفعت بأعداد كبيرة من قواتها بتشكيلات متنوعة إلى ميدان المعركة في محاولة لحسم المواجهات سريعا وضمان عدم تجددها .

ولم تفلح الدعوات التي وجهتها أحزاب المعارضة في ثني السلطات عن عزمها اخماد التمرد بالحل العسكري خاصة بعد الخسائر الهائلة التي تكبدها الجيش في مناطق القتال مدى الأشهر الماضية .

تكتيكات قتالية

ويتخذ طرفا الحرب الدائرة تكتيكات متباينة قال مسؤولون محليون إنها من بين الأسباب المباشرة في طول أمد الحرب هناك وتوسع دائرة المعارك .

ومنذ أكثر من شهر باشرت السلطات اليمنية سياسة الحصار المحكم على مناطق تمركز الحوثيين وقطع الإمدادات عنهم إلى تكثيف هجماتها الصاروخية والمدفعية عليهم وتنفيذ عمليات إنزال لقوات المظلات للسيطرة على مناطق الالتقاء والعبور متبوعة بعمليات نشر للآلاف من قواتها المتنوعة في خطة تسعى إلى إنهاك الحوثيين ثم الإطباق عليهم من دون وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش.

كذلك غير الحوثيون من تكتيكهم العسكري بالاعتماد على حرب العصابات والهجمات المباغتة على مراكز الجيش والاستيلاء على المرافق الحكومية بدلا من الكهوف والمنازل ومداهمة قوات الجيش التي تحاول الدخول إلى مناطقهم ليلا بحرب قناصة فضلا عن التحرك في مناطق انتشار الجيش لانزال خسائر كبيرة في صفوفهم وضمان الاستيلاء على الأسلحة والذخائر .

وتقدر مصادر محلية في بمحافظة صعدة عديد مقاتلي الحوثي بحوالي 10 آلاف شخص وهو العدد الذي تزايد بصورة كبيرة مع تجدد الأزمة للمرة الثالثة .

ويعيد البعض أسباب هذا التزايد إلى تعرض أعداد كبيرة من مواطني المناطق التي شهدت مواجهات لاضرار كبيرة في أزمتي الحرب الأولى والثانية والذين وجدوا انفسهم منخرطين في صفوف انصار الحوثي للثأر لقتلاهم .

فيما تشير مصادر أخرى إلى أن الحرب الثانية كانت تسببت في أوسع قدر من الخسائر في صفوف المدنيين فضلا عن تعرض أكثر من 3 آلاف منهم إلى الاعتقال بتهم القتال في صفوف الحوثيين رغم عدم علاقتهم بالحوثي ، مما ادى إلى انخراطهم في صفوف قواته مجرد إطلاقهم من السجون بعد اعلان الهدنة بين الجانبين العام 2005 .

ورغم ترساتنها المتطورة تواجه قوات الجيش اليمني صعوبات كبيرة خاصة أن المواجهات تدور في مناطق جبلية وعرة لا تصلها القذائف الصاروخية والمدفعية فيما يبدي مقاتلو الحوثي صمودا كبيرا في مواجهة عملية الانتشار الكبيرة للجيش في مناطق القتال .

وتبدو نذر الأزمة الدائرة مرشحة للمزيد من التفاقم خاصة بعد إعلان صنعاء المتكرر بفشل كل جهود الحل السلمي ووضعهم الحوثيين في خيارات ضيقة بتسليم انفسهم وسلاحهم إلى السلطات وهو ما اعلن الحوثيون رفضهم له مرات عدة .

ومع تأكيد النائب البرلماني يحيى الحوثي المقيم في المانيا رفض انصار والده القاء السلاح ومطالبة الجيش بالانسحاب من المحافظة شرطا لايقاف القتال تبدو الأزمة مرشحة للمزيد من التفاقم ما لم يعد الرئيس صالح بقرار جديد من شأنه إنهاء دوامة القتال في هذه المحافظة .