تحالف جديد بين صالح الحوثي المخابرات وتغريدات (طامح) تخلط أوراق المخابرات

الخميس 13 يونيو-حزيران 2013 الساعة 04 مساءً / صحيفة مأرب برس - خاص
عدد القراءات 9763
 
في إطار سعيهم المحموم لإرباك العملية السياسية في اليمن يحاول الرئيس السابق علي صالح ومجاميع الحوثي إعاقة مؤتمر الحوار الوطني في مرحلته الثانية، من خلال افتعال المشاكل الأمنية وتأجيج الصراع والانسحاب منه، ويبدو ذلك واضحاً عند استقراء العديد من الحوادث في الآونة الأخيرة. 

تصاعدت وتيرة إرباك العملية السياسية، منذ الإفراج عن شباب الثورة المعتقلين، وهو الأمر الذي أثار علي صالح على نحوٍ لافت، كون عملية الإفراج حرمته من آخر أوراقه التي كان يرفعها في وجه ضحايا جمعة الكرامة ومجازره الأخرى التي أوغل فيها، مثل مذبحة كنتاكي وملعب الثورة وعصر وأرحب وعدن وأبين، وفي وجه الثوار وقوى الثورة السلمية، بل وفي وجه خصومه في المؤتمر الشعبي العام، فقد كانت قضية معتقلي الثورة هي الورقة الأخيرة التي يحاول استخدامها في وجوه الجميع.

فبعد أن قاد النضال الحقوقي الشعبي إلى الإفراج عن عدد من معتقلي الثورة من السجن المركزي، لجأ صالح باتجاه تأجيج الصراع داخل المؤتمر الشعبي العام، وهو ما بدا واضحاً في اجتماع اللجنة العامة للحزب، حيث قاد محسوبون على صالح في اللجنة حملة شرسة ومبيتة ضد هادي وصلت حد اتهامه بالوقوف وراء حادثة تفجير جامع النهدين!!

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل سعى صالح إلى التصعيد أكثر، من خارج دائرة المؤتمر الشعبي العام ولجنته العامة، حيث حاول الضغط بالشارع عبر تسيير مسيرة انطلقت بالتزامن مع الجلسات الافتتاحية للمرحلة الثانية من الحوار الوطني، والدفع بمجاميعه للاحتشاد في ميدان السبعين بالقرب من دار الرئاسة التي تشهد جلسة الحوار العامة.

وبالتزامن مع مسيرة صالح يعلن الحوثيون مقاطعتهم لجلسة الحوار العامة، لأسباب غير منطقية، فقد أعلنوا أن سبب المقاطعة هو عدم تنفيذ النقاط العشرين، التي قدمتها أحزاب اللقاء المشترك، وكان الحزب الاشتراكي أول من صاغها، ومع ذلك فإن المشترك والاشتراكي المعنيين بدرجة أساسية بالنقاط العشرين لم ينسحبوا، كما أن الحراك الذي هو معني بها أيضاً لم يقاطع، غير أن جلسة الحوار سارت بدونهم، في الوقت الذي فشلت فيه مسيرة صالح وعادت أدراجها خائبة دون أن تحقق ما كان يصبو إليه.

وفي مخطط آخر يُظهر حجم التآمر الكبير في سبيل تقويض العملية الانتقالية كانت العاصمة صنعاء على موعد مع أصوات الرصاص والرشاشات التي انطلقت من جوار منزل الرئيس هادي، بعد افتعال مواجهة بين مسلحين وقوات الأمن شمال صنعاء، ثم تنطلق على إثرها مسيرة لمسلحي الحوثي باتجاه مقر جهاز الأمن القومي في محاولة لاقتحامه، وهو المقر الذي يتواجد في المنطقة التي شهدت أول تواجد لهم في عام 2004م، وتأتي محاولة اقتحامه لأسباب كشف عنها مصدر أمني تحدث لوسائل الإعلام، حيث قال: إن "السلطات الأمنية نجحت في إحباط خطة مدبرة كانت جاهزة لاقتحام مبنى الأمن القومي وتهدف للاستيلاء على عدد من الوثائق التي تؤكد تورط إيران وتدخلاتها في اليمن وتحرير معتقلين على ذمة ضبط الأسلحة الإيرانية والتخابر ضد اليمن".. مضيفاً: أن "الخطة التي تم إفشالها كان الغرض منها إحراق جميع الوثائق المتعلقة بإيران وتدخلاتها في اليمن وعلاقتها بالحوثي"، مبينا أن "الخطة تتمثل في نصب خيام لمسلحين محتجين أولا أمام مبنى الأمن القومي، والتجمع فيها ثم الاقتحام مباشرة وإطلاق الرصاص وبدعم ومساندة من عدد من المسلحين الذين كانوا يتواجدون على أسطح المنازل المجاورة لمبنى الاستخبارات".

واللافت في الأمر هو حيوية المكان المستهدف بالنسبة لمجاميع الحوثي، وكذا حيويته بالنسبة لعلي صالح، حيث إن جهاز الأمن القومي كان أحد أهم الأجهزة التي اعتمد عليها صالح في كسر إرادة التغيير والثورة، غير أن الرئيس هادي انتزعه منه وأقال نجل شقيقه من إدارته وأسند قيادته إلى اللواء الأحمدي.

وفي حين كانت العمليات الميدانية تتم على قدم وساق لإرباك المشهد السياسي من خلال الحوادث السابقة، كان صالح والحوثيون يقودون صراعاً سياسياً داخل مؤتمر الحوار، ففيما انسحب ممثلو صالح ظل ممثلو الحوثي يربكون جلسات الحوار في أكثر من مناسبة.

ومع ذلك يرى مراقبون أن جميع تلك الأحداث تكشف عن مقدار الضعف الذي وصل إليه الرئيس السابق، حيث لم يعد له من أوراق يمكن أن يلعب بها سوى التهديد بالانسحاب من الحكومة ومؤتمر الحوار الوطني، بعد أن ضاعت من يديه الكثير من الأوراق التي ظل يتلاعب بها لفترة طويلة.

وإذا كان صالح قد خسر كل أوراقه بسبب سياساته الرعناء، فإن الحوثيين - أيضاً - خسروا الكثير، حيث باتوا - الآن - مصنفين لدى الرأي العام كأحد أدوات النظام السابق، وجماعات العنف التي تهدد المشروع الوطني والسلم الاجتماعي، بالتساوي مع القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية، فقد وصف مراقبون حركة الحوثي بعد الأحداث الأخيرة بأنها أسوأ مشروع ظلامي عرفه تاريخ اليمن، مؤكدين أن حركة الحوثي لم تكن يوماً حركة سلميّة ولا ذات أهداف مدنية أو وطنية، وهذا ما تقوله أدبياتها وتصريحات قادتها وحركتها في الواقع، منوهين إلى أن جماعة الحوثي ستظل جماعة إمامية ملكية طائفية مسلحة تشكل خطراً على الثورة اليمنية والجمهورية والاستقرار، وأن لديهم مشروعًا لا يخفونه مدعوم اليوم إيرانياً، وهو مشروع ضد الجميع.. ضد الأحزاب وضد القبائل وضد المواطن البسيط وضد الهاشميين والقحطانيين، كما كان دائماً منذ أن ابتلي به الشعب اليمني الذي يتلمس اليوم الخروج إلى العالم حرًّا كريمًا في القرن الواحد والعشرين.

وفي هذا الإطار تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تتحدث عن محاولات الرئيس السابق إرباك المشهد السياسي، حيث أثارت كتابات أشهر مغردي تويتر (طامح) الوسط اليمني المتابع.

ويذكر طامح الذي يُعرف عن نفسه في حسابه على "تويتر" أنه كاتب وعاشق يتحدى الأمن والساسة.. يصول ويجول في أروقة القصور ودهاليز السجون قريباً كل القرب من صناع القرار، ويمتلك مفاتيح قصور السياسة ودور المخابرات في آخر تغريداته أن صالح يدير خلية تخريب من منزله الكائن في شارع صخر، ويمتلك أجهزة تصنت فائقة التطور لكشف مكالمات الرئيس هادي وحكومته.

كما أشار الى أن الحوثيين يقومون بمناورات في محافظة صعدة بإشراف قادة من الحرس الثوري الإيراني وقيادات من حزب الله ويستعدون لخوض حرب سابعة.. مضيفاً: أن محاولة اقتحام الحوثيين لمبنى الأمن القومي كان بهدف إحراق الوثائق المضبوطة مع خلية التجسس الإيرانية، ولما تحوي من معلومات خطيرة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن