وزير القضاء الإسرائيلي السابق: عزمي بشارة الأكثر ذكاءً وثقافة في الكنيست بين النواب اليهود والعرب

الأحد 15 إبريل-نيسان 2007 الساعة 04 مساءً / مأرب برس/ القدس المحتله/ رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3500

أنكر د . عزمي بشارة، النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي رئيس(التجمع الوطني الديمقراطي),كافة التهم الموجهة إليه ، من الحكومة الإسرائيلية واصفا د . بشارة في تصريحات خاصة لصحيفة "كل العرب الصادرة داخل الخط الأخضر " تلك الاتهامات بأنها "غير دستورية، وأعلن عن عدم نيته ترك إسرائيل. وأوضح د . بشارة أن واتهامه بالتحريض على العنف ليس جنائيا ، لكنه أمني بالمفهوم الإسرائيلي للأمن.

في حين نشرة إذاعة الجيش الإسرائيلي في خبر لها عن د . عزمي بشارة و نظرة الإسرائيليين إليه, قالت: يعتبر رئيس التجمع الوطني الديمقراطي منذ سنوات نائباً متطرفاً في الكنيست الإسرائيلي," لقد تعانق والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وقبّل الأمين العام لحزب الله ، السيد حسن نصر الله في بيروت" .. ومقابل ذلك واصل عضويته في الكنيست الإسرائيلي، وكاد ينافس على منصب رئيس الحكومة في إسرائيل, وأضافت: لم يُخفِ أبداً نفوره من الصهيونية كما لم يخفِ مطلبه إلغاء إسرائيل كدولة يهودية.. دعا أكثر من مرة العالم العربي إلى مواصلة حربه ضد إسرائيل بمختلف الوسائل، بل أبدى تأييده لمنظمات الإرهاب. ويعتبر برنامج حزبه الأكثر تطرفاً في برامج سائر الأحزاب العربية.

وفيما يختص بخطواته في المستقبل، قال د. عزمي بشارة، لصحيفة "كل العرب": "ندرس خطواتنا حاليا، ولم نتخذ أي قرارات.. لكن هنالك التزامات فعلية عليَّ أن أنهيها"..مضيفا : لستُ عبدًا لقواعد لعبة وإيقاع ناس يتعاملون معنا كأعداء، ولا أسمع نصائحَ من أعرف أنه يرغب بتصفيتي، ولا أعاني عقدة نقص تجعلني أرغب بإثارة إعجاب المحرضين ضدي، أو ينهار عالمي إذا شنّوا حملة تحريض.. فعالمنا أوسع وأرحب من عالم صغار السياسيين والصحافيين الإسرائيليين ومُخبريهم من العرب، وبعضهم لا يعرف أني حتى لا أقرأ ما يكتب.

وحول طبيعة استقالته من الكنيست الإسرائيلي، قال بشارة لصحيفة (حديث الناس) التي تصدر داخل الخط الأخضر لقد "مهدت للاستقالة منذ فترة في( سبتمبر/ أيلول الماضي)؛ لأني استنفدت الأدوات البرلمانية,و لم أعُد قادرًا على أن أعمل كنائب في الكنيست في ظروف تعرفونها , ولكن انتظرت حتى إتمام تشريعات مهمة، أهمها قانون شلل الأطفال الذي رافقني فيه مرضى عرب طوال العامين الماضيين، وهو أمانة أديتها, وأضاف: أن الـ11 سنة في الكنيست كافية .

أما ما يتعرض له من حملات تحريضية قال د . بشارة: "ليتساءلوا وليُحرّضوا ولتثُرْ ثائرتهم؛ فماذا مُتوقع أن يفعل من يتعامل معك كعدو ويصرح بذلك، ويعترف بأنك تهدّده بأفكارك وممارستك، وأنك قلبت له الخطاب السياسي رأسًا على عقب، وأنه لا يقبل أن يصادر أحدٌ الخطاب الديمقراطي منه، وأنه لا يستطيع احتواءك، وأنك ترفض أن تعتبر أعداءه أعداءك؟ هل يعقل أن نلاحق بهذا الشكل؟ هل يعقل أن أسمّى "نائبا" وأن أتعرّض للملاحقة بهذه الأساليب ونحن على ثقة أنّ المبادئ والأخلاق الوطنية قادرة على تحدي حملة التحريض والتهويل والصمود في هذا الامتحان أيضًا، ثم توجهت إلى عمان لمقابلة عائلتي لأنّ الأولاد في عطل, وفيما يخص النشر حول طلب الأردن له ترك المملكة وكل التشويهات الأخرى، قال بشارة مؤكدًا: "لقد استغربتُ السؤال أصلاً .. الترحيب هناك رسمي وشعبي، كالعادة، وفقط في إسرائيل الحالة غير عادية، ويحسبون أنّ العالم كله يدور حول إسرائيل

وحول ما نشر عن طلبه اللجوء لدولة عربية، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية الخميس الماضي "12/4" عن د . بشارة قوله: "لن أكون لاجئا في أي دولة"، وأعلن عدم نيته ترك إسرائيل وبأنه سيعود للصراع "من أجل التعبير الحر عن أفكاري" , وأكدت الصحيفة العبرية عودة زوجة بشارة وأولاده من الأردن إلى إسرائيل، بعدما أمضوا عيد الفصح كما اعتادوا كل سنة .

هذا وكانت " صحفية غازيتا " قد ذكرت أن د . عزمي بشارة، غادر إسرائيل قبل أسابيع بعدما أبلغته أحد الأجهزة الخاصة الروسية أن جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي (الشاباك) يجري تحقيقات تفصيلية خطيرة بشأن نشاطه ؛ وأن الشاباك اشتبه في قيام د . بشارة بالتجسس لحساب سورية وحزب الله خلال الحرب الأخيرة على لبنان في العام الماضي.

في حين اعتبر النائب العربي في الكنيست عن حزب التجمع الوطني واصل طه " أن هذه الاتهامات عارية من الصحة تماما ، و أنها تأتي في إطار حملة كبيرة لضرب الحركة الوطنية العربية داخل فلسطين 48 ورموزها وعلى رأسهم بشارة.

أما وزير القضاء الإسرائيلي السابق ، تومي لبيد فقال لـ صحيفة معاريف العبرية : إننا بصدد نائب أكثر ذكاءً وثقافة من معظم النواب اليهود والعرب في الكنيست .. عزمي بشارة يجيد التحدث بأربع لغات .. يشكل خطرًا بالذات عندما يجاهر بحقيقة التمييز الرسمي ضد الأقلية العربية في إسرائيل.

وأعلن بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، أنّ ما من أحد زعزع نسيج العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل مثل عزمي بشارة، وأضاف أنّ انصرافه من الحياة السياسية لن يأتي إلا بالفائدة على الجميع.

 هذا ومن المقرر أن يقدم المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية ومسجل الأحزاب( ميني مزوز) خلال أسبوع، رداً للمحكمة العليا على التماس مُحام إسرائيلي بحل حزب التجمع الوطني الديمقراطي على خلفية سفر نوابه الثلاثة إلى سورية ولبنان، الخريف الماضي، وادعائه أنّ هدف الحزب إلغاء وجود إسرائيل؛ بالإضافة إلى مطالبة أعضاء في الكنيست الإسرائيلي بسحب المواطنة من د.عزمي بشارة .