ليبيا تحيى الذكرى 21 للاعتداء الأمريكي على منزل القذافى بالمطالبة بتعويضات

الأحد 15 إبريل-نيسان 2007 الساعة 11 صباحاً / مأرب رس ـ وكالات
عدد القراءات 11571

أحيا الليبيون مساء أمس السبت الذكرى 21 لتصديهم للغارة الأمريكية التي استهدفت خيمة العقيد معمر القذافي وبيته في طرابلس والذي يطلقون عليه "العدوان الأمريكي الأطلسي الفاشل" وهي العملية التي أجمع خبراء القانون الدولي وقتذاك أنها شكلت انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وسيادة الدول والشعوب ومبادئ القانون الدولي.

وأكدت حركة اللجان الثورية أن العدوان الذي شنته أمريكا منذ 21 عاما بقي لعنة تلاحق السياسات المقيتة لأمريكا. وتساءلت الحركة في كلمتها ( لماذا قامت أمريكا بذلك العدوان على هذا البيت وهذه الخيمة .. هل كانت فيها منظومة الصواريخ العابرة للقارات المحملة برؤوس نووية ؟ .. هل فيها برامج ومعدات لإنتاج الأسلحة المحظورة دوليا ؟) .

وأوضحت الحركة أن أمريكا استخدمت أحدث الطائرات لقصف بيت القذافي لأنها كانت تستهدف الفكر والقيم والفعل الحضاري الذي يجسده .

وقالت ( لقد بقى هذا البيت صامدا مزارا لجموع الناس .. واستمرت الخيمة ملتقى لدروس الفكر والسياسة والدين لمفكري وفلاسفة وأدباء وقادة التحرر في العالم ) .

وجددت الحركة التأكيد على أنها لن تتراجع عن مبادئها الثورية التي تعلمتها من القذافي في تحريضه للجماهير ومحاربة الاستغلال بكل أشكاله .

وأكدت بأنها سوف تستمر في ترسيخ سلطة الشعب والتحريض على تحقيق الاشتراكية واستكمال أركان الاتحاد الإفريقي وصولا إلى قيام الولايات المتحدة الأفريقية .

وخلال فعاليات هذا المهرجان قدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية رقصات تعبيرية وألقى عدد من الشعراء قصائد شعبية عبرت في مجملها عن البهجة والفرحة بالانتصار العظيم الذي حققه الشعب الليبي برد ذلك العدوان وإفشاله .

وأكد تعليق رسمي بثته الوكالة الليبية الرسمية للأنباء بهذه المناسبة على "الحق الثابت للشعب الليبي في التعويض عن ذلك العدوان من الذين تسببوا في إزهاق أرواح العديد من أطفاله ونسائه وشيوخه".

يذكر أن المؤتمرات الشعبية الأساسية الليبية (أعلى سلطة في البلاد) أكدت في قراراتها بشأن السياسة الخارجية خلال دور انعقادها العام السنوي العادي للعام 2006 التي صاغها مؤتمر الشعب العام (أعلى هيئة تشريعية في ليبيا) في دور انعقاده الذي اختتم يوم 22 يناير الماضي على المتابعة القضائية والمطالبة بالاعتذار والتعويض العادل من جراء ما لحق بالشعب الليبي من أضرار معنوية وبشرية ومادية ناجمة عن العملية العسكرية الأمريكية

وأكد التعليق الرسمي الليبي على "أن تغليب منطق العقل والاحتكام إلى الحوار والدبلوماسية واحترام خيارات الشعوب السياسية والاقتصادية ومرجعياتها وهوياتها الثقافية والتعاون المشترك لخدمة المصالح المتبادلة هو الأسلوب الأمثل لبناء الثقة بين الدول في هذا العصر".

وأضاف التعليق أن الشعب الليبي يستند في ذلك إلى ما بات يشهده العالم في هذا العصر من تحولات كبيرة في السياسة الدولية التي اعترف صناعها بأن هذا الشعب أضحى محل تقدير وإكبار العالم .

وأكد التعليق "استعداد الشعب الليبي بإرادته الحرة لتطوير علاقاته مع الشعب الأمريكي انطلاقا من مبدأ الند للند بعيداً عن منطق القوة الذي أتبعته إدارة ريغان والذي أدركت أمريكا اليوم أنه لا جدوى منه مع الشعوب المؤمنة بحق العيش بحرية وسلام وآمان الرافضة لسياسات الاستعلاء والاستكبار والإملاءات وأن القوة لا تقهر الشعوب بل إن الشعوب هي التي تقهر أعتي قوة".

يذكر أن قاذفات أمريكية استراتيجية من طراز إف- 111 متمركزة في بريطانيا تساندها طائرات من الأسطول السادس الأمريكي في المتوسط قد شنت غارات على مدينتي طرابلس وبنغازي ليلة 14 - 15 أبريل 1986 مستهدفة خيمة القذافي وبيته والعديد من الأحياء السكنية مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين من بينهم ابنة القذافى هناء.

وقد تصدت المقاومات الأرضية ووسائل الدفاع الجوي الليبي للهجوم الجوي الأمريكي الذي شاركت فيه بحسب المصادر العسكرية الليبية 170 طائرة , فيما أعلنت السلطات الليبية وقتها إسقاط عدد من الطائرات الأمريكية وعرض التلفزيون الليبي صورا لحطام الطائرات الأمريكية التي تقاذفتها أمواج البحر المتوسط على الشاطيء الليبي.

وجاء الهجوم الجوي الأمريكي في أتون المواجهة بين طرابلس وواشنطن التي استمرت زهاء ثلاثة عقود , كما تأتي ذكرى هذه المناسبة المؤلمة في وقت شهدت فيه العلاقات الليبية الأمريكية تحسنا على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية خاصة بعد القرار الليبي الطوعي بالتخلي عن كافة البرامج والمعدات المتعلقة بتصنيع أسلحة الدمار الشامل

وتأكد هذا الانفراج من خلال الزيارات المتعددة للعديد من وفود الكونغرس الأمريكي والمسئولين الأمريكيين إلى طرابلس وعودة الشركات الأمريكية للعمل في ليبيا

يشار كذلك إلى أن مسئولين أمريكيين اثنين من مكتب سجناء الحرب والمفقودين التابع لوزارة الدفاع الأمريكية قاما سنة 2004 بزيارة طرابلس في إطار مهمة للبحث عن جثث الطيارين الأمريكيين الذين أسقطت طائراتهم خلال تلك الغارة الجوية عام 1986