مؤتمر الحوار يصنع معاني التسامح والتصالح والمواطنة المتساوية ..مشاهد مؤثرة من فعاليات الجلسة الرابعة

الأحد 24 مارس - آذار 2013 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - جــبر صـبر -خاص
عدد القراءات 10587

 

  في الجلسة الرابعة لمؤتمر الحوار الوطني والتي خصصت في جدول أعمال اليوم الأحد لحقوق وواجبات أعضاء مؤتمر الحوار المحددة في النظام الداخلي ورأسها نائب رئيس المؤتمر –سلطان العتواني- أكد نائب أمين عام الحوار الوطني – ياسر الرعيني على ضرورة الحضور الدائم لأعضاء المؤتمر، وفي حال تغيب العضو لأكثر أيام دون مبرر يحال الى لجنة المعايير والانضباط.

وتطرق الرعيني الى المستحقات المالية التي يتقاضاها أعضاء مؤتمر الحوار، حيث أكد ان العضو الواحد يتقاضى مبلغ (100 دولار) في اليوم الواحد، على مدار الأسبوع دون يومي الخميس والجمعة"، مشيراً الى ان أي عضو يتغيب لا يتسلم شيء".

وحث ياسر الرعيني الأعضاء حسب ما جاء في النظام الداخلي على الالتزام بعدم إثارة اي تضارب بين مصالحهم الخاصة، وبين مهام كافة أعضاء المؤتمر، فضلا عن الالتزام بقرارات رئاسة المؤتمر، وتركيز الحديث في موضوع النقاش وعدم تجاوز الوقت المحدد للحديث ،وكذا تجنب استخدام لغة مسيئة أو ألفاظ غير لائقة، وعدم مقاطعة زملائه أثناء الحديث وعدم استخدام العنف او التهديد ضد اي شخص او مجموعة ".

وساد جلسة اليوم الأحد حالة من الفوضى والانسحاب لعدة دقائق قبل ان تعود الأمور الى نصابها، حيث أعلن امين عام المؤتمر الدكتور احمد عوض بن مبارك في كلمة مقتضبة له من على المنصة " ان العمليات الأمنية أبلغت الأمانة العامة للحوار نية رجال الأمن الانسحاب من قاعة المؤتمر بسبب استخدام العنف معهم من قبل مسلحين.

وطلب في كلمته من جميع الأعضاء الالتزام باللائحة ومنع إدخال مرافقيهم المسلحين إلى فندق الموفمبيك الذي تقام فيه فعاليات مؤتمر الحوار.

عقب ذلك ضجت القاعة بالأصوات، بعضهم طالب بذكر اسم العضو الذي دخل بمرافقيه المسلحين، مقتحماً المربع الأمني، حتى يتم ذكر اسمه على الهواء مباشرة، ليطلب رئيس الجلسة سلطان العتواني من المشاركين التمهل حتى يتم التحقق من هوية العضو".

ليؤكد نائب أمين عام المؤتمر- ياسر الرعيني إن مثل هذه المسائل ستحيلها رئاسة المؤتمر إلى لجنة المعايير والانضباط، وانه تم التعميم الكل متساوٍ بهذه الأمور. عقبها أعلن رئيس الجلسة عن رفع الجلسة لاستراحة ربع ساعة لينقطع البث المباشر لجلسات الحوار، قبل ان تعود الجلسة وتستكمل بقية جدول الأعمال.

ونفذ شباب الثورة المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني وقفه احتجاجية عند منصة رئاسة المؤتمر احتجاجا على ما قام به مرافقوا المشائخ وطالبوا بالتسوية بين أعضاء المؤتمر.

مرافقين بأسلحة خفية،،وبن عمر بمرافقين أجانب:

وكان عضو مؤتمر الحوار الشيخ صالح أبو عوجه وكيل محافظة عمران سابقا - وصل متأخرا برفقة عشرة من مرافقيه إلى بوابة فندق موفمبيك، ومنعته حراسة البوابة من الدخول مع كل مرافقيه والسماح له بثلاثة مرافقين فقط، إلا انه رفض وترجل من سيارته رافضا الدخول إلا بمعية جميع مرافقيه وهو ما أدى الى خروج الأمين العام للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان نائب رئيس مؤتمر الحور الوطني وكذلك أحمد بن مبارك الأمين العام لمؤتمر الحوار لمحاولة إقناع الشيخ أبو عوجه بالدخول وترك جزء من مرافقيه خارج الفندق الا انه رفض مصمما على دخول كل مرافقيه وهو ما تم فعلا ودخل بجميع مرافقيه العشرة.. إلا ان الشيخ أبو عوجه عاد بعد نصف ساعة الى بوابة الفندق ليقدم اعتذاره للحراسة وللضابط المسئول عن حراسة الفندق.

هذا ولوحظ عدد من مرافقي بعض أعضاء المؤتمر يتم دخولهم الى قاعة المؤتمر حاملين معهم "مسدسات" شخصية فقط مخفية وغير بارزة، ولوحظ المبعوث الاممي جمال بن عمر المبعوث يرافقه عدد من الحراسة الأمنية الغير يمنيين وهم مدججين بمختلف الأسلحة.

وكان المؤتمر قد خصص مساحة واسعة تبعد أقل من كيلو عن الفندق كموقف لسيارات أعضاء الحوار، وفيها تتواجد باصات خاصة بالمؤتمر تنقل أعضاءه من والى الفندق.

انتقادات للأطعمة وشكاوي الأعضاء:

وتخللت الجلسة الخاصة بحقوق وواجبات الأعضاء، الكثير من المداخلات وخاصة لدى العضوات، حيث طالبوا من أمانة المؤتمر بتغيير الطعام الذي يقدم لهم أثناء وجبة الغداء والإفطار، البعض منهم ذهب بالقول" ان منهم من مصاب بمرض لا يتناسب معه الأكل، ومنهم من انتقد رداءته، وعلق بالقول" انه سبب لهم اسهالات..الأمر الذي جعل نائب أمين الحوار ياسر الرعيني يؤكد لهم تلبية مطالبهم في ذلك".

وطالبت إحدى العضوات بمنع التدخين في قاعات الفندق والممرات العامة، وتحديد اماكن مخصصة بذلك.

وحول المخصصات المالية والتي يتم صرفها للأعضاء عبر احد البنوك بالعاصمة صنعاء من خلال رقم حساب لكل عضو، طالب رجل الأعمال يوسف الكريمي من أمانة المؤتمر بان تكون آلية التسليم لكل عضو عبر حسابه الشخصي في أي بنك كان"، قائلاً: هناك أعضاء قد يكون البنك الذي تم إقراره لاستلام المخصصات بعيداً منهم، وهناك بنك آخر قريب منهم، فلماذا لا تدفع لهم عبر حساباتهم بالبنوك القريبة منهم".

وانتقد الكريمي آلية توقيع الحضور والانصراف لأعضاء المؤتمر والتي تتم يدوياً من خلال التوقيع بكشوفات، قائلاً: ان العالم تطور وهناك آليات حديثة، تساهم في توفير الجهد والوقت"، مقترحاً اتخاذ نظام "باركود"، ما يسمى قارئ الرموز، عبر بطاقة كل عضو، بحيث تكون بمثابة توقيع حضور وانصراف".

مؤتمر الحوار:تصالح وتسامح:

تجلت أسمى معاني التسامح والتصالح والمواطنة المتساوية بأعلى مراتبها في مؤتمر الحوار الوطني بموفنبيك، حيث لا فرق بين صغير او كبير، غني او فقير، كلهم متساوون سواء في المقاعد او في التحدث، بل يزداد التقارب والتسامح اكثر، عندما يلاحظ وقوف فرقاء الأمس يصافحون بعض، ويتحدثون الى بعض متبادلين البسمات والضحكات".

وعلق احد الشباب المشاركين في الحوار بقوله" ان أجواء قاعة موفنبيك، نفس الأجواء التي عشناها في ساحة التغيير، حرية سقفها السماء، وتصالح وتسامح وتقارب، ومواطنة متساوية لم تُشهد من قبل".

وعند الساعة الثانية عشر ظهراً سقطت الأمطار بغزارة على فندق موفنبيك ومحيطه، وعندما غادرنا الفندق انا واحد الزملاء الصحفيين، ومرينا بأكثر من شارع ولم نجد أي آثار لهطول المطر، ليعلق الزميل الصحفي بقوله" المطر على المتحاورين بعد ان تسامحت قلوبهم، وصفت نفوسهم".

وفي جلسة اليوم لاحظت مشهدين جسدا روح التصالح والتسامح، الأول: عندما كان الشيخ حمير الاحمر والشيخ محمد ناجي الشايف متصارعي الأمس يقفون في مقعدين جنباً الى جنب وهما يتحدثا مع بعض.

فيما المشهد الثاني تجلى بتسامح أحد أعضاء المؤتمر من عضو آخر حدثت بينهما اختلافاً طفيفاً حول مقعد الجلوس، فلقد كان العضو الشيخ علي عبد ربه العواضي يقف بأحد المقاعد الأمامية، ليذهب برهةً ويعود يجد احد الأعضاء قاعداً بمكانه، فيحدث بينهما خلافاً بسيطاً، فيتدخل رجل الأعمال يوسف الكريمي، ويذكرهما بقيم التسامح والحوار، فيعترفا بخطأ تصرفهما، ويقوم العواضي بتقبيل راس زميله العضو ويعتذر منه، واثناء استراحة الجلسة يكرر ذلك المشهد ويعتذر منه للمرة الثانية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن