آخر الاخبار

تعرف على طرق حذف حساب Gmail الخاص بك أرقام ريال مدريد هذا الموسم قبل حسم الدوري الإسباني بعد ان عجزت عن مواجهة رجال الجيش الوطني .. المليشيات تلجأ إلى ارتكاب جريمة بشعة بحق خمس نساء بـ تعز خلال اجتماع مع ممثلي الأحزاب.. رئيس الوزراء :خطر الحوثي لا يستثني أحداً ومواجهته هدفاً رئيسياً في المعركة الوطنية تفاصيل مقترح قدمته مصر لـ حماس مقابل وقف إطلاق النار في غزة المليشيات تدشن حملة هدم واسعة لعشرات المنازل في صنعاء _ المواطنون يستغيثون ومصادر محلية تؤكد:المليشيات هدمت حتى اللحظة نحو 43 منزلاً وسوتها بالأرض بعد توقعات الراصد الهولندي.. زلازل تضرب 3 دول في يوم واحد قيادي مؤتمري يفسد فرحة الحوثيين بشأن انسحاب بعض السفن الغربية من البحر الأحمر - تصعيد عسكري قادم ضد وكلاء طهران وقيادي حوثي يتوسل واشنطن بالتراجع واتساب تختبر خاصية جديدة دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت هيئة كبار العلماء السعودية تعلن فتوى جديدة بخصوص الحج والتصاريح

هل أخطأنا باختيار عبدربه منصور هادي رئيسًا؟!

الأحد 24 مارس - آذار 2013 الساعة 04 مساءً / صحيفة مأرب برس - عادل الأحمدي - خاص
عدد القراءات 13973
التطور الدراماتيكي في ملف القضية الجنوبية والتداعيات العكسية لما كان متوقعا بعد انتخاب المشير عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية (كرئيس من الجنوب) مثّلت، في نظري، ألغازا صعبة التفكيك لفترة ليست باليسيرة إلى أن بدأت بعض الخيوط تقع في الاصابع. ولعل تأخر اكتشاف هذه الخيوط يعود لعدم معرفة الشارع اليمني للسياق النفسي الذي تتواجد فيه القضية الجنوبية في ذهن الرئيس هادي.
ومع معرفة الجميع في اليمن أن هادي ينتمي "ماضويا" لتيار ما يسمى بـ"الزمرة" إلا أن قليلين كانوا يستشعرون تأثير هذا الانتماء على قدرة الرئيس في التعاطي السليم مع ملف الحراك. ولم يكن ظاهرا أن الزمرة مسكونون إلى الآن برُهاب تفجير الاوضاع في يناير 1986، التي اكتسبت بُعدا مناطقيا حادا، الأمر الذي بسببه يتعذر عليهم حصد إجماع نسبي في الجنوب.. اضافة إلى كونهم يتحملون نصيبا من أخطاء ما بعد 94. بالتالي يمكننا تفسير توجه الرئيس هادي السافر والكثيف لتعيين زمرة في مواقع الدولة الحساسة أنه لم يأتِ بدافع الاستحواذ أو الميل المناطقي المقيت بقدر كونه نابعا من الخوف الموجب لتقوية شوكة الزمرة؛ تحاشيا لغوائل الزمن حتى لا يصبحون فريسة سهلة في يد أطراف تتوثب للانتقام. ووفقا لهذا المعطى فإن اليمن الآن يدفع ثمن صراع (جنوبي جنوبي) يشعر اطرافه بالتوجس من بعضهم، ويبحثون لأنفسهم عن ملاذات آمنة تتطلب حلولا باهظة، يتم "تكعيفها" لليمن بالتوافق العام المسنود بالمباركة الدولية عبر مؤتمر الحوار. كما هو حال "الزمرة"، أو عبر تعبئة الشارع لابتتار أجزاء من الوطن والعمل بالوكالة لصالح مشروع إقليمي معادٍ لليمن وللجوار كما هو حال "الطغمة".
يبدو أننا أردنا ان نقوّي الوحدة بـ عبدربه منصور هادي فإذا بنا نُضعفها.. لتزداد بصعوده، حِدّة الحراك في المثلث الملتهب. ويبدو أن صالح رغم كل سياساته واتساع رقعة أخطائه وخصومه، كان يتمتع بإجماع نسبي في الجنوب افضل من هادي، وكان بالتالي أقدر على استخدام مظلة القانون إزاء عنف التمردات وظلم الدعوات. حينما يتطلب الأمر.
جزء من مشكلة هادي يتحملها المؤتمر الشعبي العام الذي ابقى على "صالح" رئيسا له، الامر الذي جعل الرئيس الجديد مجردا من أية قوة محلية حقيقية.. لا قبيلة ولا ألوية ولا حزب ولا مال.. بالتالي لجأ للاستقواء بما يسمى "الزمرة" بطريقة أغضبت عليه أجزاء من الجنوب، والاستقواء بالخارج حتى صار، ومعه اليمن، ألعوبة في يد السفير السافر جيرالد فيرستاين والمبعوث المدلل جمال بن عمر.
ولقد رهن هادي ومعه جماعات الضغط الداخلية، مستقبل اليمن في ذمة مؤتمر حوار جمع له الحابل والنابل في حين ترك رجال البلد الحقيقيين ومفكريه يموتون كمدا في بيوتهم.. لا يستطيعون المناوأة، ولا هم وصلوا الى مرحلة اليأس التام. لكن احتقانا هائلا يتعاظم الآن في اليمن يوشك ان يعبّر عن نفسه بطريقة او بأخرى. خصوصا وأن المؤشرات تفصح عن مخطط مدروس بإحكام هدفه تطويع النخبة اليمنية بمختلف مكوناتها، للقبول بتقسيم اليمن عبر صيغة فيدرالية لا تمثل حلا لمشاكل الشعب اليمني بقدر ما تمثل خطوة كاملة باتجاه التشظي لإرضاء الرؤوس المتعددة الباحثة عن زعامة.
ولا شيء أكثر إثارة للسخرية في مشهد اليمن اليوم من أولئك "المثقفين" الذين يتبارون في وضع صيغ مثلى للتقسيم. فرحين بصيغهم، في بلاهة لا مثلها نظير. وكأن اليمن "كسَبة" في انتظار مدية الجزار.
مشكلة اليمن نخبة مشغولة بأهوائها الشخصية الضحلة، ومحكومة بهواجس وأحقاد ماضيها الأثيم، ومجتمع فقير ما زال يعاني الكثير في سبيل التكيُّف مع فكرة الدولة ولديه قابلية للاحتشاد بلا بصيرة، وراء كل ناعق، وتحت أية لافتة.. مجتمع حكمه أعداؤه لألف عام ثم عادوا ليشكّلوا نصيب الأسد في مؤتمر الحوار وكأن الرئيس هادي كان دقيقا من حيث لا يقصد حينما قال في كلمة افتتاح المؤتمر: إن عجلة التغيير قد دارت إلى "الإمام". (بكسر الألف)!
هادي.. العسكري الموهوب الذي عرف الجندية عبر التحاقه بالجيش الاتحادي الذي شكّله المستعمر البريطاني في الجنوب قبل رحيله، لا يبدو انه قرأ جيدا تاريخ الوجع اليمني العريق الذي انتفض عليه اليمنيون في أيلول سبتمبر 1962، ولهذا وقع بسهولة في فخاخ الإمامة المتعفنة وأعطى لها نصيب الاسد في مؤتمر الحوار وداس على آمالنا فيه بحذاء ذي مسامير.
لقد ظهر الكتاب من عنوانه، وظهر من قرار تشكيل فنية الحوار أن مؤتمر الحوار عزومة على مرق الطير الجمهوري. وبدا من ترحيب هادي بفعالية 13 يناير انه مسكون بـ86، مثلما البيض مسكون بـ94 وصالح مسكون بـ 2011، وعلي محسن أقل حنكة مما كنا نظن، والإصلاح ما إن ينتهوا من استيعاب قواعد لعبة ما حتى تتغير اللعبة برمتها..
هادي وحدوي بطبعه.. هذه قناعتي.. وهو رائد لا يكذب أهله، ومؤكد في تقديري انه يريد ان يفعل شيئا محمودا لليمن لكنه - للأسف - مكبل بمحبطات ذاتية تقيده وترسم له إحداثيات محدودة للتحرك، تجعله فريسة الارضاء غير المجدي لجماعات الضغط في الداخل والخارج.
والإشكال الحقيقي أن الرجل، في ظل السيناريو الحالي؛ لن يغادر منصبه بموجب انتخابات إلا وقد تغيّر شكل اليمن على نحو مفخخ بما هو أسوأ، ولن يتغير بثورة لأن الشعب خارج للتو من ثورة استنفدت طاقته، ولا يصح ان يتغير بانقلاب لأن لا قوى تحمل مشروعا وطنيا مستعدة لعمل كهذا.. إذن ليس امام اليمنيين إلا تسديد الرئيس هادي بطريقة تدفعه لتقوية الدولة لا تقوية جماعات الضغط المسلحة، وهذا لا يتوفر إلا باستشعار جمعي لخطورة التحديات وجسامة المسؤولية في المنعطف الحرج الذي لن يخرج اليمنيون من أتونه سالمين إلا باعتماد الصدق والصراحة والتجرد التام من التراكن والخمول والثأر الشخصي والغرض الدنيوي الزائل.
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن