آخر الاخبار

صحيفة تكشف عن مطلبٍ مهم تنازل قادة العدو الصهيوني عنه لصالح حماس صراع الاجنحة يطيح بـ محمد علي الحوثي وصنعاء تقسَّم الى مناطق - زعيم المليشيات يتدخل لمنع الصدام خطوة جديدة للحكومة الشرعية تمثل ضربة كبيرة لمليشيات الحوثي تأكيداً لمصادر مأرب برس.. واشنطن تبعث رسمياً برسالة ضربات قاسية مرتقبة للحوثيين قتلها ذبحا بالسكين..تفاصيل جريمة قتل بشعة بطلها سفاح حوثي وضحيتها زوجته - هذا ما قام به اهالي الضحية قبل ان تجف دماء ابنتهم ودموع اطفالها الخمسة خامنئي يوجه رسالة تهديد غير مباشرة للسعودية سيول جارفة تجتاح السعودية لا يعرف المعمرون لها مثيلا عطلت الدراسة والحياة والسلطات تعلن رفع حالة التأهب .. شاهد رمياً بالرصاص.. تصفية قيادي حوثي في صنعاء بعد مغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لمحافظة مأرب بساعات .. الإعلام الإيراني والحوثي يرفع لهجة التهديد للسعودية ويتوعد باستهداف الأهداف الاستراتيجية وزير الأوقاف يتفقد أسطولا حديثا من الباصات ستقوم بنقل حجاج بلادنا بين المشاعر المقدسة

اليونسيف تعلن اليمن منطقة منكوبة بسوء التغذية وتدعو العالم لانقاذ أطفاله من كارثة انسانية كبيرة

الإثنين 09 يوليو-تموز 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - أحمد الزرقة - (كونا):
عدد القراءات 4499
 
  

تحمل سعيده حسن طفلها الرضيع محمد الذي يعاني من سوء التغذية بينما تتحسس بيدها الاخرى بطنها المنتفخة لتطمئن على حركة الجنين.

سعيده شابة يمنية في بدايات العقد الثالث من العمر وهي ام لستة اطفال يعانون من التقزم نتيجة سوء التغذية وهي كغيرها من عشرات النساء في قرية (الحد) بمديرية موزع احدى افقر المناطق اليمنية وتحتل ركنا قصيا غرب مدينة تعز وسط اليمن استفادت من الخدمات التي تقدمها منظمة اليونيسيف في مجال الرعاية الصحية ومعالجة أعراض سوء التغذية التي يعاني منها اكثر من 50 في المئة من أطفال اليمن.

سعيدة كانت تشرح للدكتورة نجيبة المهدي رئيسة قسم التغذية في مكتب منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في محافظة تعز التي اصطحبتها احدى المتطوعات ضمن فريق يتألف من 21 متطوعة محليه دربتهن المنظمة في مديرية موزع للقيام بعمليات مسح ميداني للحالات المصابة بسوء التغذية مدى استجابة طفلها الرضيع لبرنامج التغذية الذي حصلت عليه من المركز الصحي لمديرية موزع والذي قامت منظمة اليونسيف بتوفيره للحالات المشابهة ضمن برنامجها في اليمن.

تسكن سعيدة مع أسرتها الكبيرة في غرفة واحدة يطلق عليها اسم (العشة) في اللهجة اليمنية الدارجة وهي مبنية من الطوب والقش وتتشارك مع عدة اسر أخرى باحة صغيرة موجود فيها مطبخ وحمام واحد وكغيرها من القرى النائية تفتقر قرية الحد لخدمات الكهرباء والاتصالات بينما يحصل السكان على المياه من مشروع محلي تابع لمؤسسة المياة في المنطقة.

اكدت الدكتورة نجيبة المهدي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن اليونيسيف أجرت مسحا أوليا عن وضع الاطفال في المناطق الساحلية اليمنية تبين من خلاله ان أكثر من 50 في المئة من الأطفال في تلك المناطق دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية مزمن.

وقالت ان تلك النتيجة جعلت منظمة اليونسيف تطلق نداء دوليا لانقاذ اطفال اليمن من كارثة انسانية كبيرة وبدأت في تدريب فرق من المتطوعين في المناطق الاكثر عرضة لخطر سوء التغذية.

كما قامت بتزويد المراكز الصحية في تلك المناطق بالاجهزة الطبية الخاصة بقياس سوء التغذية وتقدم مواد غذائية عاجلة مخصصة لتلك الحالات بحسب احتياج كل حالة وتدريب المتطوعين على كيفية تعليم الامهات طريقة اعطاء تلك الاغذية واخضاع الاطفال للمراقبة الطبية المستمرة لمتابعتها ومدى استجابتها للعلاج.

واضافت المهدي ان اليونسيف اعلنت محافظة تعز كمنطقة طوارئ مصابة بسوء التغذية وبدأت بانشاء ودعم وحدات للتغذية في المراكز الصحية الحكومية الريفية في مختلف المحافظات اليمنية وتقوم بمتابعة حالات سوء التغذية وتقديم العلاجات الخاصة بسوء التغذية.

كما أنشأت وحدات معالجة لسوء التغذية (سي اف تي) في المستشفيات الموجودة في عواصم المحافظات حيث يتم فيها استقبال الحالات الحرجة للاطفال الذي يعانون من سوء التغذية حيث يتم علاجهم تحت اشراف فريق طبي متخصص.

وقالت رئيسة وحدة التغذية في اليونسيف ان هناك مئات الحالات التي تصل لتلك المراكز وهي في وضع حرج بسبب عدم معرفة الامهات بان اطفالهن يعانون من سوء التغذية اضافة الى التشخيص الطبي الخاطئ مما يزيد من معاناة الاطفال.

وأشارت الى ان هناك قلة في السعة السريرية في اقسام الرقود مما يضطر الكثير من الاطفال واهاليهم لانتظار دورهم لفترة من الزمن ولان معظم الاهالي يكونوا قادمين من مناطق نائية وفقيره فالعديد منهم يعودوا لقراهم من دون تلقي العلاج مما يضاعف من سوء حالة الاطفال وقد يؤدي ذلك الامر الى الوفاة.

في المستشفى السويدي بمحافظة تعز قال الدكتور فهد عبدالجليل وهو طبيب يعمل في وحدة التغذية العلاجية ان هناك اكثر من 136 طفلا كانوا يعانون من اعراض متأخرة من سوء التغذية تلقوا العلاج في الوحدة التابعة لليونسيف في المستشفى السويدي وتحسنت حالتهم كثيرا وتجاوزا مرحلة الخطر غير انه قال ان هناك عددا من الحالات لم تستجب للعلاج كونها وصلت في وقت متأخر جدا.

من جانبه ذكر المسؤول الاعلامي لمنظمة اليونسيف محمد الاسعدي لكونا ان هناك العديد من الاسباب التي تقف وراء اتساع حالة الاصابة بسوء التغذية في اليمن من ابرزها عدم توفر المياه الصالحة للشرب وعدم وجود شبكة صرف صحي الامر الذي يؤدي لاصابة الاطفال بامراض الملاريا والاسهال التي تنتقل بواسطة البعوض والذباب وهي في مجملها تؤدي مضاعفات تتسبب في سوء التغذية.

وقال الاسعدي ان عدم وجود ثقافة غذائية لدى الامهات هو سبب رئيس للاصابة بسوء التغذية وعدم قيام الامهات بارضاع اطفالهن الرضاعة الطبيعية خلال الاشهر الستة الاولى بالذات كما ان معاناة الامهات من سوء التغذية في الاصل يعد سببا في عدم حصول الطفل على غذاء مكتمل من والدته.

وتؤكد جميع التقارير الدولية ان اليمنيين يعانون من افتقار حاد في الأمن الغذائي والرعاية الصحية في ظل ارتفاع كبير في مؤشر الفقر والبطالة.

وتشير الاحصائيات الرسمية الى ان نسبة الفقر في اليمن تقدر بأكثر من 75 في المئة حيث يعيش المواطن اليمني بدخل يومي أقل من دولارين.

وبحسب دراسة استقصائية قام بها برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع الجهاز المركزي للاحصاء باليمن ومنظمة اليونيسيف أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن بلغ مستويات مثيرة للقلق مع وجود نحو خمسة ملايين نسمة غير قادرين على انتاج أو شراء الغذاء الذي يحتاجون اليه.

ويشير برنامج الأغذية العالمي في اليمن الى أن الجوع في تزايد مستمر في اليمن ويؤثر ارتفاع أسعار الغذاء اضافة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها البلاد على العديد من العائلات.

وأضاف البرنامج ان 22 في المئة من السكان في اليمن وهو ما يعادل خمسة ملايين نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد الى جانب خمسة ملايين يمني آخرين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسط ومعرضين لخطر الأمن الغذائي الحاد في ظل ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وحالة عدم الاستقرار السياسي.

واكدت الوكالة الدولية للاغاثة في بريطانيا (أوكسفام) أن "اليمن على وشك الدخول في كارثة انسانية جراء تفاقم الجوع وانعدام الأمن الغذائي".

واشارت المنظمة الى أن "الأسباب التي قادت الى تفاقم مشكلة الجوع في اليمن ساهمت في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود الى جانب الاضطرابات السياسية والعنف".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن