السفير الأوروبي باليمن: لا ينبغي لأي يمني أن يهزأ بأخيه اليمني لمجرد أنه شمالي أو جنوبي

الأربعاء 04 يوليو-تموز 2012 الساعة 08 مساءً / مارب برس - خاص:
عدد القراءات 4886
 
 

دعا رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي باليمن السيد "ميكيليه سيرفونه دورسو" اليمنيين إلى تعزيز ثقافة التسامح فيما بينهم،ونبذ ثقافة العنصرية والاستهزاء بالآخر على أساس مناطقي او جغرافي. وقال انه "لا ينبغي لأي يمني أن يهزأ بأخيه اليمني لمجرد أنه شمالي أو جنوبي أم من الشرق أو من الغرب، أو لأنه متعلم أو جاهل.

وأكد دورسو- في كلمته بحفل اختتام مشروع بناء القدرات الاعلامية للصحفيين الشباب اليوم الاربعاء بصنعاء - اقرار الاتحاد الأوروبي بالتحديات المتعددة التي تواجه اليمن ووقوفه إلى جانب الشعب اليمني في طموحاته بدولة مدنية وديمقراطية وحاجته إلى إعلام مهني قادر على الإسهام في تعزيز الحكم الرشيد ومحاربة الفساد و مناصرة حقوق الإنسان والتعبير عن هموم الناس.

واعتبر ان الإعلام الفعال والمسئول ذا أهمية بالغة لتنمية وازدهار بلد مثل اليمن، الذي قال أن بامكان الإعلام تثقيف الناس ونشر الوعي و المساهمة في تعزيز ثقافة التسامح والمصالحة التي تحتاجها اليمن الآن أكثر من أي وقت مضى.

 وأكد "سيرفونه دورسو أن :" لدى الإعلام في هذا الوقت بالتحديد، دور هام ليلعبه في اليمن الذي شرع في مرحلة جديدة تتطلب العمل الشاق والجاد من قبل الشعب اليمني لإعادة بناء البلاد على مبادئ الديمقراطية الحقيقية، التسامح، والتنوع. هذه المبادئ لها أهمية كبيرة لضمان إيجاد دولة مدنية مزدهرة تحترم حقوق مواطنيها وتعزز الحريات الأساسية وتهتم لشعبها".

وقال :"إن المشهد الإعلامي في اليمن منقسم، وغالبا ما تهمل الموضوعية لغرض خدمة المصالح الشخصية و الأجندات الخاصة. وبوصفكم الجيل الجديد فأنتم بحاجة إلى تمثيل ثقافة جديدة تحترم المهنية والحيادية والتنوع.

وأضاف :"أنتم تأتون من توجهات متعددة، وهذا هو التنوع، فالاتحاد الأوروبي ملتزم بالوقف إلى جانب ويرغب في العمل مع جميع مكونات المجتمع اليمني، كما أن الشباب ليسوا مجرد حزب سياسي، بل جيل يحمل أراء مختلفة عما يريدوه، لكننا نؤمن أن الغالبية العظمى من الشباب اليمني تتشارك الرغبة ذاتها في التغيير الديمقراطي وفي حياة أفضل".

ودعا السفير الاوربي الشباب إلى السعي إلى "إيجاد أسس مشتركة للعمل عليها والسير إلى الأمام".في وقت أكد فيه أن "لا يمكن لأحد أن يتحدث بالنيابة عن الجميع، وكل فرد أن يتقبل رأي الآخرين".معتبرا إن هذا هو التسامح والمبدأ الأساسي للديمقراطية.

واستشهد دارسو بقول الفيلسوف الفرنسي المشهور فولتير، الذي قال انه لخص هذا المفهوم بشكل رائع أثناء الثورة الفرنسية عندما قال: "قد أختلف معك فيما تقول، ولكن سأدافع حتى الموت عن حقك في قول ما تريد". مؤكدا إن احترام الآخرين والإقرار بالاختلافات هي أمور مطلوبة في أي نظام ديمقراطي. إن التنوع ليس نقطة ضعف بل هو مصدر للقوة لأنه يسمح بوجود مناظرات حقيقية من اجل الأمة والوطن.

وأشار السفير الأوربي إلى "إن التهميش والسيطرة أمران يضران بروح المصالحة التي تحتاجها اليمن اليوم بشدة، ينبغي ألا يشعر أحد بأنه قد أقصي من العملية"، داعيا الجميع إلى المشاركة "في بناء اليمن الجديد من خلال الحوار الوطني الحقيقي".منوها إلى أن "الوقت الآن ليس للتنافس السياسي وأن التحدي الرئيسي اليوم لجميع اليمنيين و لجميع الاتجاهات السياسية يكمن في تحديد أساس النظام السياسي والدولة الديمقراطية الجديدة و للوفاق الوطني".

وقال :"عندما توضع القواعد وتقبل من الجميع، يمكن حينها البدء في التنافس السياسي. كما آمل أنه وبنهاية العملية الانتقالية الراهنة سيحصل اليمنيون على انتخابات شفافة وحقيقية تنافسية في فبراير 2014. ونحو هذا الهدف، يجب أن تكون العملية شاملة ويجب أن يشارك كافة اليمنيين في الحوار الوطني". مؤكدا أن ذلك يمثل "تحديا كبيرا نظرا لغياب الثقة بين الأطراف المختلفة" في حين قال أن ذلك "يظل أمرا ممكنا وأنه على يقين بأن اليمنيين كرفاقهم المصريين أو التونسيين سيظهرون لنا وللعالم بأسره أنهم قادرون على العيش بانسجام في دولة ديمقراطية، وسيثبتون أن التنوع الجغرافي والاجتماعي والسياسي يمكن أن يصبح مصدرا للقوة لا نقطة ضعف".