خبراء: السياسة الأميركية في اليمن تركز فقط على مكافحة الإرهاب وشن غارات بطائرات دون طيار

الخميس 28 يونيو-حزيران 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - أ. ف. ب.
عدد القراءات 4694

حذر خبراء في السياسة الخارجية الاميركية الرئيس باراك اوباما من ان سياسته المتبعة في اليمن والتي تقوم على شن غارات من طائرات بدون طيار ضد اهداف ارهابية لا يمكن الاستمرار بها وقد تضر بامن الولايات المتحدة على المدى الطويل.

وفي رسالة مثيرة للجدل حول سياسة الولايات المتحدة في اليمن ضمن حملتها ضد تنظيم القاعدة، قال خبراء الاربعاء ان اليمنيين يعتبرون ان الولايات المتحدة مهتمة فقط بشن عمليات شرسة ضد الارهاب. الا ان الادارة الاميركية ردت بانها اعلنت مؤخرا زيادة بقيمة مليوني دولار في المساعدات الى اليمن، وشدد على ان المقاربة "متوازنة".

وجاء في الرسالة التي وقعها 27 خبيرا برعاية مجلس الاطلسي والمشروع من اجل الديموقراطية في الشرق الاوسط "براينا ان الاستراتيجية الاميركية الحالية تهدد اهدافنا للامن القومي على المدى الطويل". واضاف الخبراء ان استراتيجية تركز على الشؤون الاقتصادية والسياسية ستخدم الاستقرار في اليمن والمصالح الاميركية "افضل من التركيز بشكل كبير على جهود مكافحة الارهاب والتدخل العسكري المباشر".

وتابعوا "اننا نتقبل ان تتخذ الولايات المتحدة اجراءات ضد الذين يخططون لاعتداءات ضد مواطنيها عند توفر معلومات استخباراتية مسبقة ومحددة". واضافوا "الا ان القضاء على اعضاء في مجموعات ناشطة من خلال غارات محددة الاهداف ليس حلا قابلا للاستمرار ولا يعالج الاسباب التي جعلت هذه القوى تجد ارضا خصبة في اليمن".

ولعبت واشنطن دورا اساسيا في العملية الانتقالية التي تنحى بموجبها الرئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح وتولى السلطة نائبه عبد ربه منصور هادي. وكان اليمن معقل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، مكان انطلاق عدة مخططات تم احباطها ضد اهداف اميركية من بينها محاولة لاسقاط طائرة اميركية فوق ديترويت يوم عيد الميلاد في العام 2009.

وصرح وزير خارجية اليمن ابو بكر القربي لوكالة فرانس برس في دبي ان حكومة صنعاء طلبت في بعض الحالات استهداف قادة من القاعدة بضربات الطائرات بدون طيار. وكان اوباما اعرب خلال قمة للحلف الاطلسي في شيكاغو في ايار/مايو الماضي عن "قلقه" ازاء القاعدة في اليمن بعد تفجير انتحاري لاحد عناصرها ادى الى مقتل مئة جندي يمني.

الا ان الخبراء دعوا اوباما الى الانتقال من "تركيز محدود" على مكافحة الارهاب الى اعطاء الاولوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وكتب الخبراء في الرسالة "لا بد ان يعلم الشعب اليمني ان بلاده تعني اكثر من مجرد ساحة حرب بديلة".

ولكن معاوني اوباما شددوا على ان الاستراتيجية الحالية والتي ركزت عليها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال زيارة الى صنعاء العام الماضي، واسعة الافق ومتوازنة. وشددت ايرن بيلتون المتحدثة باسم مجلس الامن القومي على ان الادارة تواجه تحديات اقتصادية وانسانية وامنية "خطيرة".

وقالت بيلتون "لقد دعمنا المرحلة الانتقالية في اليمن على الرغم من التحذيرات بان القيام بذلك سيزعزع التعاون ضد الارهاب". واضافت "لقد شجعنا ودعمنا الاصلاحات الاقتصادية في اليمن والتي ستضع البلاد على طريق افضل".

وتابعت "لقد كنا في مقدمة الجهود من اجل المساعدة على الاصلاح في اليمن واعادة هيكلة الجيش كما زدنا مساعدتنا الانسانية والاقتصادية بشكل ملحوظ هذا العام". ومن المقرر ان تقدم الولايات المتحدة مساعدة بقيمة 170 مليون دولار هذا العام الى اليمن في زيادة واضحة عن تلك التي قدمتها العام الماضي وبلغت 106 ملايين دولار.

اما راجيف شاه المسؤول في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية "يو اس ايد" فقال خلال زيارة الى زنجبار (جنوب) حيث استعادت القوات الحكومية مؤخرا السيطرة على معاقل للقاعدة ان 52 مليون دولار من هذه المساعدة ستخصص لمشاريع انسانية سريعة.

ويقول المسؤولون ان المساعدة لن تعطي ثمارا ما لم يتم طرد الناشطين اولا ضمن سياسة "واضحة تقوم على التنظيف والسيطرة ومن ثم البناء". الا انهم اقروا ضمنا ان هناك شعورا لدى اليمنيين بان الولايات المتحدة تعطي الاولولية لمكافحة الارهاب.

كما اقروا بان الظروف في اليمن معقدة وغير مستقرة الى حد انه من الصعب جدا التوصل الى توازن سليم بسبب الاحداث غير المتوقعة. ويشكل اليمن منذ زمن مصدر قلق امني للولايات المتحدة حتى قبل الهجوم الانتحاري للقاعدة في تشرين الاول/اكتوبر 2000 ضد المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" في مرفأ عدن مما ادى الى مقتل 17 عسكريا اميركيا.

والعام الماضي، قتلت غارة جوية اميركية الامام المتشدد الاميركي الاصل انور العولقي والمرتبط بتنظيم القاعدة، والذي تشتبه واشنطن في وقوفه وراء التخطيط للعديد من الاعتداءات ضد الولايات المتحدة.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة