عبدالأحد يخطف الأضواء، ويحول «القاعدة في اليمن» إلى حديث الساعة في الغرب (شاهد)

السبت 09 يونيو-حزيران 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس/ تقرير مهدي الحسني
عدد القراءات 9570

«القاعدة في اليمن» جديد الأفلام الوثائقية التي تسلط الضوء على التنظيم، الذي سخرت الولايات المتحدة جزءا من مواردها وطائراتها بدون طيار الحديثة للقضاء عليه.

الفيلم من إعداد مراسل صحيفة الجارديان البريطانية، الصحفي العراقي الشهير غيث عبد الأحد. خطف غيث الأضواء بفيلمه الرائع، واستطاع أن يجعل منه حديث الساعة بين أوساط السياسيين ودوائر صنع القرار في الغرب.

ما يميز هذا الفيلم عن غيره من التقارير والأفلام النادرة التي تناولت تنظيم القاعدة، أنه ينقل المشاهد إلى معاقل التنظيم ويلتقي ببعض مسؤوليه وقياداته، وينقل معاناة الأسرى من الجيش اليمني من داخل مراكز اعتقالهم، قبل الإفراج عنهم.

لا شك أن لدى الصحفي غيث من الشجاعة ما أهله لنيل جائزة (مراسل العام) من جوائز الصحافة البريطانية للعام 2008.

قالت عنه شبكة بي بي إس التي قامت بعرض الفيلم: «في إبريل 2003 بينما كان عائداً إلى منزله في بغداد، طلب غيث عبد الأحد من مجموعة من الصحفيين الغربيين الذين كانوا يقومون بتغطية الغزو الأمريكي أن يوصلوه إلى منزله. وبعد أخذهم في جولة حول المدينة، قاموا بتوظيفه في الحال للعمل معهم كمترجم، ليصبح بعدها مراسلا لصحيفة الجارديان في العراق. عمل أيضا مراسلاً في أفغانستان حيث سافر واعتقل مرتين من قبل طالبان، و تم كذلك اعتقاله في ليبيا. حصل عبد الأحد على العديد من الجوائز عن أعماله التي قام بها، منها جائزة مراسل العام التي منحت له من الصحافة البريطانية للعام 2008. وفي اليمن أعد تقريراً عن معركة القاعدة لكسب قلوب وعقول اليمنيين، كما كتب أيضا عن رفض الانفصاليين في اليمن للدعم الإيراني».

في إطار بحثه عن حقيقة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو أنصار الشريعة، تنقل غيث بين عدن وجعار وعزان وصنعاء ولودر. من مدينة عدن الاستراتيجية المطلة على خطوط الملاحة الدولية انطلق غيث متجهاً نحو مدينة جعار بمحافظة أبين، لينقل للعالم نظرة من الداخل عن تنظيم القاعدة أو جماعة أنصار الشريعة. اتجه غيث بعدها إلى عزان في محافظة شبوة بالقرب من الموطن الأصلي للداعية الأمريكي، أنور العولقي، الذي قتل في إحدى الغارات الأمريكية بطائرة من دون طيار العام الماضي. غيث الذي ذهب إلى عزان في محاولة لإجراء مقابلة مع القيادي فهد القصع، قام أيضاً بتصوير الموقع الذي قتل فيه نجل أنور العولقي، الطفل الأمريكي عبدالرحمن، الذي استهدفته طائرة من دون طيار بعد أيام من مقتل والده. لم يسعف الوقت الصحفي غيث لإجراء المقابلة مع القصع، والتي طالما انتظرها بشغف، حيث قامت طائرة أمريكية من دون طيار بقتل فهد القصع، المتهم بالتخطيط في تفجير المدمرة الأمريكية كول في عدن عام 2000.

كانت العاصمة صنعاء إحدى الوجهات الهامة التي قصدها غيث، حيث كان شاهداً على تفجير ميدان السبعين الذي راح ضحيته المئات من جنود الأمن ما بين قتيل وجريح. ومع انتقال غيث إلى العاصمة، انتقلت هجمات القاعدة و بشكل نوعي إلى قلب البلاد، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من الصراع بين الحكومة اليمنية والتنظيم، تعيد إلى ذهن الصحفي العراقي وإلى أذهاننا التفجيرات الانتحارية التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد عقب الغزو الأمريكي للعراق. ويرجع غيث سيطرة القاعدة على مناطق في الجنوب إلى الانقسام الذي يشهده الجيش اليمني نتيجة الصراع السياسي على السلطة الدائر في صنعاء.

اختار غيث أن تكون لودر واللجان الشعبية المحطة الأخيرة لفيلمه وذلك للأهمية التي تحظى بها تلك اللجان بالنسبة للمجتمع الدولي، حيث يرى غيث أنه في ظل استمرار انقسام وضعف الجيش اليمني، تبقى اللجان الشعبية هي الحصن المنيع في الدفاع عن مستقبل اليمن وأمن الولايات المتحدة والعالم.


 

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة