صحافي إيطالي: طُلِبَ مني التّجسس على الجزيرة

الإثنين 29 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3312

 قال ريناتو فارينا مراسل ونائب رئيس تحرير صحيفة Libero الإيطالية المحافظة، إن ضباط جهاز الاستخبارات الإيطالية SISMI طلبوا منه التجسس على قناة الجزيرة في قطر.

وأوضح فارينا في حديث نقلته صحيفة الغارديان البريطانية أن ضباط المخابرات الإيطالية طلبوا منه عندما دعي لحضور مؤتمر نظمته قناة الجزيرة في قطر، أن يضع كاميرا صغيرة جداً في نظاراته حتى يتمكّن من تصوير شريط فيديو لدى الجزيرة يظهر مقتل مختطف إيطالي بالعراق.

وقال إنه رفض ذلك لأنه شعر أن ذلك سيكون بمثابة خيانة لثقة مضيفيه.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ فارينا الذي عمل لحساب الاستخبارات الإيطالية SISMI ، ساعد في إطلاق سراح رهائن إيطاليِّين من العراق.

وقالت إنه خضع للتحقيق في مايو الماضي لبيان الحقيقة وراء اختفاء الإسلامي المصري المتشدّد حسن مصطفى أسامة نصر المعروف بأبي عمر من ميلانو قبل 4 سنوات، في عملية سرِّية قادتها الـ CIA بمساعدة الاستخبارات الإيطالية. إذ يعتقد أنه أخرج من إيطاليا إلى قاعدة أميركية وسجن وتعرض للتعذيب في القاهرة.

وأضافت الصحيفة أنه تم فتح تحقيق في هذه القضية في ميلانو وهناك 35 شخصاً بينهم 26 ضابطاً في الـ CIA يواجهون اتهامات تتعلق بهذه القضية، لافتاً إلى أن ما لم يعرفه الصحفيون لدى دخولهم المكاتب المغلقة للمحققين هو أن اعترافاتهم كانت مسجلة وأن واحداً منهم وهو فارينا اتهم بالدعم والمساعدة في عملية خطف أبي عمر.

وتابعت الصحيفة أن التحقيق شكل نقطة تحول في قضية أضاءت على موضوع يثير قلق الصحفيين في كل مكان وهو العلاقة بين المراسلين وضباط الاستخبارات، لافتاً إلى أن الشرطة التي اقتحمت مكاتب صحيفة Libero وشقة فارينا في روما، عثرت على أدلة تثبت تورط الأخير مع الاستخبارات العسكرية الإيطالية، فشقته تحتوي على آلاف الملفات حول سياسيين ومحققين وقضاة وصحفيين وحتى مدراء تنفيذيين تعتبرهم الاستخبارات العسكرية "أعداء الداخل".

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق أظهرت أيضاً أن فارينا كان يتقاضى أموالاً من الاستخبارات الإيطالية رغم القانون الذي يحظر على أجهزة الاستخبارات تجنيد صحافيين.

وأضاف الغارديان أن فارينا اعترف بأنه تقاضى 30 ألف يورو إضافة إلى تذاكر مجانية لحضور مباريات كأس العالم خلال عامين، لكنه أكد أنه أعطى هذه الأموال للجمعيات الخيرية وأنه كان يساعد الاستخبارات العسكرية في "الحرب العالمية الرابعة التي بدأها أسامة ابن لادن".

وذكرت الصحيفة أن قانون الصحافة تجاهل توضيحات فارينا وقال إنه خان شرف المهنة وأوقفه عن العمل لمدة 12 شهراً.