قرى جبل العابد .. غابت الدولة وحضرت معاناة المواطنين

الإثنين 28 مايو 2012 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - خاص - محمد الحذيفي
عدد القراءات 9713
 

يقع جبل العابد شرق مركز مديرية مأوية(محافظة تعز) ويطل على محافظات لحج- الضالع- تعز يسمى تاريخيا " جبل قمر" كما يذكر مؤرخون، ويؤكد ذلك أبناء الجبل الذين يعيشون بدون خدمات تنموية كالماء والكهرباء والطرق المعبدة و الصحة وكأنهم خارج نطاق جغرافيا الحكومات المتعاقبة.

ابناء جبل العابد البالغ ارتفاعه (2500)م كانوا ينقلون الذخائر والسلاح والتغذية على ظهورهم إلى لموقع عسكري كان يتمركز على قمة الجبل في ثمانينيات القرن الماضي أثناء التشطير.

ونحن في الطريق سيرا على الاقدام وجدنا جيشا من العمال يعملون على شق طريق بأياديهم في وسط جبل أصم يحتضن الصخور ويلبس القساوة في بداية الأمر ظننا أنهم يعملون على إعادة تأهيل طريق سابقة لكننا وجدنا أيادي تشق طريقا لأول مرة كنوع من التحدي والإصرار على مدى قدرة الإنسان على تحد الصعاب وفعل المستحيلات.

هذه الطريق تسمى طريق القرين جبل العابد عماعمة وستربط 20 قرية يقطنها نحو 3500 نسمة إن نجح الأهالي في شقها.

طه سيف صالح من أبناء قرية القرين يحمل الماء على كتفه ويقول لـ"مأرب برس" " أحمل الماء لأزود به عمال الطريق الذي نشقه بأيدينا على حسابنا الخاص .. نريد نعيش كما يعيش بقية اليمنيين".

أما علي عبد الله سيف من قرية الجاب جبل العابد يعمل في النقافة (تكسير الصخور) قال "لم نرف الدولة إلا وقت تسليم الفطرة والواجبات ولا نعرف الدهبلي (عضو مجلس النواب عن الدائرة 43) من يوم انتخبناه ".

ويضيف سيف لم يزرنا أي مسئول طيلة الأعوام الماضية ، كل احتياجاتنا نوصلها على أكتافنا أو على الحمير ولو عندنا مريض نقوم بحملة على الأكتاف وأحيانا قد يموت في الطريق "، إنها حقا حياة بائسة لهؤلاء.

وارجع أحمد حمود طاهر عضو مجلس نواب سابق تأخر الحكومة في شق طريق لأهالي الجبل الى تهاون الناس في متابعة الطريق الذي اعتمدته الدولة عام 1997م وإدراجته في مشاريعها.

 وقال ان التهاون والاتكال أدى إلى حرمان تلك المناطق العديد من المشاريع التي كان الصندوق الاجتماعي للتنمية ينوي إقامتها ومن أهمها خزانات المياه والمدارس ووحدات صحية بحيث كان مهندسو الصندوق والباحثين الاجتماعيين يأتون إلى تلك القرى ويعتمدون تلك المشاريع لكن تلغى بسبب عدم وجود طريق.

وناشد البرلماني السابق محافظ تعز شوقي هائل الذي وصفه برجل المرحلة والتنمية والتغيير أن يهتم بتلك المناطق ويعمل على تغيير أحوال اؤلئك المواطنين في تلك القرى المحرومة من أبسط مقومات الحياة.

قرية حميرية

أثناء صعودنا وفي منتصف جبل العابد ذو التضاريس القاسية والطبيعة القاحلة مررنا بقرية لم يتبقى منها سوى "أطلال" توحي من خلال ملامحها وصخورها وهندستها على أنها قديمة جدا قال لنا السكان ان القرية تعود للعصور الحميرية وأنها كانت تسمى قرية" هقيم الذرية ".

 محمد صالح عبد الله الجبلي في الستين من عمره يحكي لنا بناء على رواية والده له فيقول كانت هذه القرية ذات معالم أثرية قديمة مثل "مرابط الخيول" منحوتة على الأحجار و"مدافن للحبوب" و" نفق أرضي" بطول يتراوح بين مائة ومائة وخمسين متر، دفنت عوامل التعرية مدخل النفق ونقل السكان الاحجار المنحوتة ليستخدموها في بناء منازلهم.

نال القرية الأثرية ما نال أبناء وسكان قرى جبل العابد من إهمال الدولة لهذه المناطق الواقعة على امتداد جبل العابد.

غياب الخدمات والثانوية

هناك 3 مدارس بقرى جبل العابد كل مدرسة فيها 3 فصول قديمة بنيت على حساب الأهالي رغم أن كل مدرسة فيها إلى الصف التاسع ومعظم الطلاب يدرسون في العراء ويتسربون من التعليم عند وصولهم إلى الصف الثامن أو التاسع نظرا لعدم وجود مدرسة ثانوية قريبة من قرى جبل العابد أما الطالبات فيتوقفن على الدارسة إما في الصف السادس أو في الصف السابع بسبب عدم توفر الفصول الكافية لاستيعابهن. كما يشكو السكان من غياب القطاع الصحي.

أهالي وسكان قرى جبل العابد "الحدودي سابقا" لا زال الأمل يحدوهم في طريق معبد يحل كثير من صعوبات التي تواجههم ليس اقلها مادة الغاز المنزلي التي تصل الجبل بضعف سعرها في السوق.

 
 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن