نيويورك تايمز: هادي حذر من الإخلال بتوازن القوى وبدأ باستخدام قواعد اللعبة التي كان يمارسها صالح

الإثنين 23 إبريل-نيسان 2012 الساعة 06 مساءً / مارب برس - خاص
عدد القراءات 9776

نيويورك تايمز- بقلم/ كريم فهيم

ترجمة : مهدي الحسني

بعد شهرين من تولي الرئيس الجديد منصبه، وجدت الحكومة الانتقالية الوليدة نفسها مثقلة بمجموعة من التحديات الجديدة والخطيرة التي تهدد استقرار البلاد، تشمل سلسلة من الهجمات الجريئة التي تقوم بها حركة مسلحة استعادت نشاطها في الجنوب و مواجهة سياسية "متقيحة" في العاصمة.

خلال الأسابيع الماضية، واجه الرئيس عبدربه منصور هادي، تحد علني بعد محاولته إقالة او إعادة تعيين مسؤولين موالين لسلفه علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن 33 عاما. و في الجنوب سقط مئات القتلى في المواجهات التي احتدمت عقب مهاجمة مسلحين لمعسكر و استولت على أسلحة ثقيلة بينها بعض الدبابات.

وقال ضابط عسكري في لودر، و هي إحدى المراكز التي دار فيها القتال، ان الجنود لم يستطيعوا استعادة المعسكر الذي اجبروا على تركه تحت وطأة الهجوم الذي شنه مسلحون مطلع شهر ابريل. "ان الوضع خارج نطاق السيطرة" كما يقول الضابط، الذي طلب عدم كشف هويته كونه غير مخول للتحدث لوسائل الاعلام.

تترنح اليمن من أزمة إلى أخرى منذ بداية العام الماضي، عندما امتدت الاحتاجاجات الشعبية ضد صالح الى مدن في مختلف إنحاء البلاد. العديد من اليمنيين كان يحدوهم الأمل ان استقالة صالح في فبراير، و التي جاءت في اطار اتفاق نقل السلطة برعاية دولية، ستخرج البلاد من الطريق المسدود الذي وصلت اليه. لكن الأسابيع الأولى لهادي في منصبه الجديد كانت بمثابة عملية تذكير بالانقسامات المتواصلة في اليمن ونقاط الضعف، مصحوبة بتعقيدات عام من الثورة السياسية ضد جيل من حكم صالح الاستبدادي.

جمال بن عمر، مبعوث الامم المتحدة المسؤول عن مراقبة عملية الانتقال السياسي، عاد الأسبوع الماضي إلى العاصمة اليمنية صنعاء، للمساعدة في بدء مؤتمر الحوار الوطني الذي من المفترض ان يعالج بعضا من المشاكل المستعصية في اليمن، و مطالب المحتجين التي لم تلبى حتى الآن. و عوضا عن ذلك، فقد وجد نفسه يجرى محاولات للمصالحة بين القيادات المتناحرة.

يقول بن عمر:"إذا لم يحل الخلاف فان الأمور ستخرج عن السيطرة. هناك الكثير يجب عمله. نحن نحاول ان نبقي الجميع في حالة تركيز و تعاون."

المشاكل الأخيرة بدأت عقب أكبر المواجهات بين هادي والحرس القديم. من خلال قرار أعلنه في عطلة نهاية الأسبوع، وقال هادي انه سيعمل على استبدال أو إعادة تعيين نحو 20 من القادة العسكريين و أربعة محافظين، تشمل إقالة عددا من الموالين لصالح.

واتهم محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق وقائد القوات الجوية، الذي رفض ان يغادر منصبه، اتهم بإغلاق مطار صنعاء احتجاجا على قرار إقالته. ونفى محمد صالح و بعض المسؤولين الآخرين مسئوليتهم عن إغلاق المطار.

هادي يلعب لعبة التوازن

تقول "ابريل لونجلي" التي تعيش في اليمن و تعمل محللة في مجموعة الأزمات الدولية:"هادي يلعب لعبة التوازن . لقد ذهب بعد (استهدف) فريق صالح، لأنهم يتمتعون عسكريا بقوة اكبر."

كانت هناك معارضة من قبل أنصار صالح و صالح نفسه، و مع ذلك فان هادي كان حذرا من أن يخل كثيرا بتوازن القوى. و بالرغم من انه أعاد تعيين ابن شقيق صالح، الا انه ترك نجل الرئيس السابق في قيادة الحرس الجمهوري، الذي يشكل اكبر قوة في البلاد.

يقول مسؤولون ومحللون ان هادي في الوقت نفسه، بدا باستخدام صفحة من قواعد اللعبة التي كان يمارسها صالح، في محاولته بناء قاعدة قوة خاصة به من خلال تعيين حلفاء له من محافظة أبين التي ينتمي اليها في مناصب هامة.

عبدالغني الارياني وهو محلل سياسي، يرأس مجموعة تعمل على الترويج للديمقراطية، قال انه يعتقد أن المشاكل الأخيرة و منها انقطاع الكهرباء في صنعاء، مرتبطة ببعضها.

ويضيف الارياني:"كلما يكون هناك مأزق سياسي وطني، تكون هناك علاقة ارتباط، بين اكبر المجموعات السياسية في صنعاء والمليشيات المتطرفة العنيفة في مناطق أخرى من البلاد."

الجزء الأول..ترجمة/ مهدي الحسني

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن