بعد صمود استمر قرابة العام في مختلف ساحات وميادين الحرية والتغيير استطاع أبناء الشعب اليمني أن يحققوا أهم أهداف ثورتهم سلمياً باختيار رئيس جديد لليمن لأول مرة باندفاع ذاتي دون ترغيب أو ترهيب أو تزوير، وبإقبال فاق التوقعات وأبهر العالم، فهي إرادة الشعب إذا أراد الحياة..
أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج وهم يتطلعون إلى مستقبل اليمن الجديد، يمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، يعقدون الأمل على رئيسهم الجديد الذي منحوه ثقتهم، ومنهم من قطع مسافات طويلة حتى يدلي بصوته كي يساهم في الصعود الكبير لرئيس اليمن.. يأملون من رئيس اليمن المشير عبدربه منصور هادي أن يلبي مطالبهم المشروعة على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية وغيرها.. وعقب الإعلان عن فوز عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية، استطلعت "الناس" مطالب وتمنيات عدد من المواطنين من مختلف الشرائح والفئات يطرحونها على طاولة رئيسهم الجديد،، حيث تباينت عدد من المطالب والأمنيات مابين مطالب تخدم الشعب عامة، وما بين مطالب تتعلق بشخص الرئيس وصفاته وسلوكياته..
والبداية من شباب الثورة كونهم من أشعلوا ثورة الشعب، حيث يقول محمد العسل عضو اللجنة الإعلامية لساحة التغيير "نطالب نحن شباب الثورة الرئيس الجديد بإعادة هيكلة الجيش والأمن وتحرير المؤسسة العسكرية والأمنية من قبضة العائلة، وسرعة إخراج كافة المعتقلين من شباب الثورة الذين ما زالوا في السجون".. مضيفاً: "شباب الثورة سيظلون في الساحة لمتابعة سير أعمال الرئيس الجديد، هل سيحقق مطالب وأهداف أبناء الشعب الذي استمر بالساحات أم لا؟ ما لم سنستمر في تصعيدنا الثوري". وتمنى العسل من الرئيس عبدربه أن يصدر خطابا تاريخيا يتناول فيه كافة الهموم والمطالب، كما تمنى منه أن لا يسلك سلوك الرئيس المخلوع وأن يعي الدرس الذي لقيه صالح وأن يكون خادما للشعب لا أن يكون الشعب خداما له".
ويرى الناشط بساحة التغيير بصنعاء ياسر الحسني أن تهيئة الأجواء المناسبة لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل تكون بالإفراج عن جميع معتقلي الثورة والمعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، ومحاكمة كل القتلة والجرمين الذين قتلوا شباب الثورة السلميين في الساحات. وطالب الحسني هادي بإقامة حفل تكريم للشهداء والاعتراف بالثورة التي أوصلته للسلطة، رعاية وعلاج جميع جرحى الثورة، ورعاية اسر الشهداء والجرحى مادياً وتعليمياً واجتماعياً، وكذا إعادة هيكلة الجيش، وإقالة كل القادة العسكريين الذين شاركوا في قتل شباب الثورة.

تخفيض الأسعار:
كافة من التقينا بهم لطرح مطالبهم على طاولة الرئيس الجديد أجمعوا في مطالبهم على الجانب الاقتصادي والأمني والعمل على تحسين الوضع المعيشي للبلد وتوفير فرص العمل.. فيما طالبه البعض بمنح أبناء الشعب الذين منحوه ثقتهم بتخفيف معاناتهم وأعبائهم المعيشية بإصدار قرارات تعفيهم من فواتير المياه والكهرباء التي أثقلت كاهلهم.. فهذه أم عبدالفتاح مشرح - ربة منزل كل ما تطلبه من الرئيس الجديد هو "أن يعمل على تخفيض الأسعار بكافة الاحتياجات، كما طالبته أن يجعل من ساحة الستين مصلى دائم للأعياد والجمع".. ومنار محمد إدريس طالبة ثانوية من جهتها طالبت الرئيس هادي برفع المتاريس والمظاهر العسكرية من شوارع العاصمة، وبناء اليمن وتحسين الأوضاع المعيشية الاقتصادية والاجتماعية، والعمل على بناء مزيد من المدارس والمراكز التعليمية.. فيما ذهبت مها بيرق في مطالبها إلى توفير تحقيق المساواة، وإيجاد فرص عمل للناس، وكذا تحسين التعليم، كما طالبت مها بتوسيع المنح الدراسية للخارج..
المواطن علي البحري يقول: "نريد من رئيسنا أن يكون خادما للشعب وأن لا يكون تحت مظلة أي شخص أو فئة بعينها، ونتمنى ان لا يكون الجيش تحت مظلته وإنما يكون الجيش خادما للشعب".. أما عبدالمنعم.. موظف بشركة خاصة قال: "أن أول المطالب توحيد الجيش، وإقالة بقايا العائلة، كما عليه أن يسعى لحل القضية الجنوبية، وأن يتواضع للشعب ويحس أنه رئيس للشعب وعليه أن يفتح أبوابه للاستماع لمطالب المواطنين لا أن يوصدها بوجوههم".. وطالب الشاب بلال الضريبي من هادي العمل على تحقيق العدل والمساواة، ومحاكمة من ارتكبوا الجرائم بحق المتظاهرين السلميين، كما طالبه بأن لا ينهج نهج الرئيس المخلوع، وأن لا يحب ذاته، وعليه أن يشعر بمعاناة المواطنين وأن ينزل عند رغباتهم".
ولخص الشاب نصر عبدالرزاق سيف – يعمل بمحل تجاري مطالبه من الرئيس الجديد بإعادة الدعم للمواد الغذائية الأساسية، وتصحيح القضاء وإقالة الفاسدين أين ما كانوا، وتوفير الأمن والأمان داخل اليمن، وحل القضية الجنوبية، وكذا إعادة النظر في بيع الغاز إلى كوريا.. وطالب نصر من الرئيس بالتعامل مع أبناء الشعب بمعيار واحد، وبناء اقتصاد وطني، والغاء جهاز الأمن القومي، والاحتكام إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله".. فيما طالبه محمد صبر مغترب بالمملكة السعودية بالاستقلالية وعدم السماح بأي تدخل أجنبي، وإنفاذ القانون وإقالة حماة الفساد.

دار الرئاسة.

الشعب اليمني وهو يتطلع بأمل وتفاؤل لرئيسه الجديد يتمنى ان لا ينهج نهج علي عبدالله صالح وسلوكيات وصفات الرؤساء المستبدين الذين يحتجبون عن مواطنيهم.. فهذا الشاب ياسر صويلح يتمنى على الرئيس هادي أن يكون متواضعاً وأن لا يخرج لشعبه بموكب من السيارات المتعددة التي تسبب معاناة للمواطنين وازدحاما بالشوارع، كما أن عليه أن لا يكون خروجه لأي مناسبة سبباً في عرقلة حركة السير وإغلاق الشوارع أمام المواطنين وفقدانهم أعمالهم كما كان يعمل الرئيس المخلوع صالح بأكثر من خروج له بموكبه الكبير".
كما طالبه صويلح بتحويل دار الرئاسة الحالي "النهدين" الذي يبلغ مساحة كبيرة إلى مقبرة، حيث أن العاصمة صنعاء ازدحمت بالمقابر في ظل التوسع العمراني والزيادة الكبيرة بأعداد سكان العاصمة.. أما الشاب كمال الكميم فطالب هادي بتحويل دار الرئاسة إلى حديقة ومتنزه كبير لأبناء العاصمة تتوفر فيه كافة أدوات الترفيه، وقال: نريد أن يتحول دار الرئاسة لمتنزة وحديقة ترفيهية كما تحول باب العزيزية بليبيا التي كان يقيم فيها القذافي بعد سقوط نظامه ومصرعه". وطالب الكميم هادي أن لا يقرب إليه من وصفهم بحملة المباخر والذين يتفنون بكلمات المديح وقصائده تقرباً وتزلفاً من الرئيس، وأن يبعد من حوله الحاشية الفاسدة".
وطالب الضابط بالقوات الجوية – مهيوب الهمداني من رئيس اليمن الجديد عبدربه هادي بأن يتنازل عن الرتبة العسكرية "المشير" وأن يتحول الى رئيس مدني، كما طالبه أن يستقيل من رئاسة المؤتمر الشعبي العام بحيث يصبح رئيساً لكل أفراد الشعب اليمني".. فيما طالبه المنشد ظافر عزالدين: بمحاكمة القتلة والمجرمين وإقالة من تبقى من النظام من أقارب صالح، كما طالبه بالاهتمام بالشباب ومطالبهم وإيجاد فرص عمل للعاطلين". أما المنشد محمد القباطي فطالبه بإقالة كل الفاسدين بالحكومة السابقة، وطالبه برعاية الموهوبين والمبدعين بكل مجالات الفن".

مطالب الأطفال

ولأن الأطفال هم المستقبل وهم من سيعيشون زمن الحرية وعصر الثورة ويعيشون يمناً خالياً من حكم الفرد المستبد عاشه آباؤهم وأجدادهم.. فلهم حقوق ومطالب على الرئيس الجديد وضعها بعين الاعتبار، فالثورة جعلت لهم طموحا كبيرة وأحلاما عالية بل غرست الثقافة في نفوسهم.. فيتمنى الطفل عبدالرحمن بيرق كما قال: أن تستمر الكهرباء دون انقطاع مستنكرا تخريبها مجددا، كما طالب من هادي ترخيص أسعار الغاز والبترول.. ومثله طالب الطفل أسامة محمد مشرح مضيفا إلى ذلك أن لا تنقطع المياه"..
الطفلة إيلاف علي الخولاني وهي متواجدة بشكل دائم بساحة التغيير فأعطتها حلماً كبيراً طالبت ببناء يمن جديد، وتمنت من الرئيس الجديد أن يحقق للأطفال أمنياتهم ببناء المدارس، فيما طالبت الطفلة رفيدة حميد الشرجي "بإعادة الريال اليمني الى ما كان عليه من قبل".

*نقلاً عن صحيفة الناس