عالم الزلازل الهولندي يحذر من اليومين المقبلين.. ويكشف مكان الخطر القوات الملكية البريطانية تكشف حقيقة استهداف وإصابة سفينة قبالة سواحل المخا اليمنية عبد الملك الحوثي يستدعي قيادات سلطته الانقلابية في صنعاء الى صعدة وبرلماني متحوث :هل يُسألون عما اقترفوه..أم لإعادة إنتاج الظلم؟ الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء
يغادر صالح السلطة بفعل ضغوط الشارع الراغب في التغيير، ويخلفه فيها عبدربه منصور هادي الذي كان واضحاً في خطاب وجهه إلى مواطنيه عشية إجراء الانتخابات، بمصارحته لهم بأنه لن يبيع لهم الوهم ويكيل لهم الوعود بتغيير حياتهم إلى الأفضل بين ليلة وضحاها، فهو يدرك طبيعة التعقيدات التي تواجه بلداً تتقاسمه الخلافات وتتجاذبه المشروعات السياسية المختلفة، من الشمال وحتى الجنوب، مع عدم إغفال الوسط وكل الجهات، وهي مهمة لن تكون سهلة عليه .
تدفُّقُ الناخبين الكثيف إلى مراكز الاقتراع، أمس الأول، يمكن تفسيره برغبة الناس في إحداث تغيير حقيقي في حياتهم، بمن فيهم أنصار صالح، فقد عاش اليمنيون 33 عاماً في عهد رئيس احتكر كل شيء، السلطة بكل أركانها، القوة ممثلة بالجيش والأمن والمال والإعلام والوظائف العامة . ولا شك في أنه خلّف وراءه إرثاً لا يمكن اجتثاثه بسهولة، لذلك فإن التصويت الكثيف للمرشح التوافقي عبدربه منصور هادي يعني في دلالته تصويتاً للتجديد، تصويتاً لرئيس لن يبقى في منصبه سوى عامين بغرض ترتيب أمور البلاد للانتقال إلى عهد جديد، لِيُبْنى يمن جديد يشارك فيه جميع أبنائه، مع تكريس مبدأ “المواطنة المتساوية” التي بُحّت أصوات المعارضين منذ ما بعد الوحدة وحتى أمس، من أجل تطبيقها لتجنيب اليمن مخاطر التمزق .
أمام القيادة الجديدة مهمة شاقة لإعادة الأمور إلى نصابها بل وأفضل من السابق، إذ عليها أن تجعل المواطن يشعر بالفرق بين مرحلة انتهت برحيل صالح، ومرحلة مقبلة بقدوم هادي إلى سدة الحكم، وإلا سيكون السؤال مشروعاً: وماذا تغير؟ ومن أجل ماذا خرج الناس إلى الشارع وقدموا الضحايا من أجل التغيير؟
بعد الاختيار أو حتى يمكن القول “التزكية” التي حصل عليها الحاكم الجديد للبلاد عبدربه منصور هادي، يدخل اليمن عهداً جديداً، وعلى هادي استيعاب حاجة المواطنين إلى معالجة الظواهر السلبية التي عمل النظام السابق على تكريسها، وصارت تهدد مصير وحدة البلاد وأمنها واستقرارها .
ستكون أمام هادي مهمة الشروع فوراً بمد خيوط الحوار مع جميع القوى الحية في المجتمع من أجل إخراج البلاد من عنق الزجاجة، ومعالجة الانقسام في الجيش وجعل ولائه للوطن وليس للأفراد، وتجنيبه الدخول في تفاصيل صراع السياسيين، ومناقشة التشظّي في نفوس اليمنيين، الذي كرس رغبة كبيرة لدى قطاع واسع من أبناء المناطق الجنوبية في العودة إلى ما قبل الوحدة، وهذا يتطلب صبراً للدخول في حوارات جدية مع اللاعبين الأساسيين لتقرير مصير البلاد من الشمال حتى الجنوب .
لقد أرسل الرئيس الجديد رسالة شجاعة إلى مواطنيه كافة بقوله إن مؤتمر الحوار الوطني الذي من المقرر أن ينطلق خلال شهر مارس/آذار المقبل سيناقش كل مشكلات اليمن، وإنه لن تكون هناك “خطوط حمر” في هذا الحوار، وهو بذلك يضع اللبنات الأولى لبناء يمن جديد يشترك في صياغته الجميع بلا استثناء .