تجددت اليوم الاثنين أعمال العنف داخل السجن المركزي بمحافظة ذمار بعد ان منعت الاجهزة الامنية الزيارة عن السجناء ورفضت السماح لأقاربهم الدخول الى السجن لتزويدهم بالطعام.

وقالت مصادر داخل السجن المركزي لـ"مأرب برس" ان حاله من الغضب سادت نزلاء السجن ما دفعهم الى الاحتجاج على ادارة السجن التي لم تسمح بدخول اقاربهم والالتقاء بهم ومنعت دخول الاطعمة الى السجن غير ان قوات الأمن كبحت احتجاجاتهم بالقوة واطلقت عليهم الرصاص الحي بشكل كثيف ولم تشر المصادر الى سقوط ضحايا لكنها اكدت ان حاله من التوتر لاتزال مستمرة حتى اللحظة ومن المحتمل ان تشهد الليلة اعمال عنف جديدة.

  يأتي هذا في وقت ألغى مجلس النواب في جلسته المنعقدة يوم أمس لجنة تقصي الحقائق الى السجن والتي كان قد شكلها السبت الماضي بهدف زيارة السجن والاطلاع على أوضاع السجناء وماتعرضوا له خلال الايام الماضية من قمع وحصار من قبل قوات الأمن أسفر عن سقوط عدد من الجرحى والمصابين، عقب اعتصام نظمه السجناء للمطالبة بمعاملة إنسانية وبتنفيذ توجيهات النيابة العامة بالإفراج عن بعض من انتهت محكومياتهم.

وتشير انباء الى رئيس البرلمان يحيى الراعي هو من وجه بإلغاء اللجنة وإيقاف خروجها معللا ذلك بعدم جدوى تشكيل وإرسال اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق في ذمار ، رغم تواصل الحصار الأمني المفروض عليهم ومنع وصول الطعام والدواء إليهم حتى مساء اليوم .

وكان السجن المركزي " الاصلاحيه " بمحافظه ذمار قد شهد أحداثا دموية واعمال شغب عنيفة صباح الجمعة الماضي ادت الى اصابة 2 من السجناء بالرصاص الحي وسجين ثالث اصيب بنزيف حاد بعد ان تعرض للضرب المبرح بالهراوات فيما اصيب العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم للغازات المنبعثة من القنابل المسيلة للدموع بينهم اطفال أثناء محاولة قوات مكافحة الشغب اخماد اعتصام بالقوة نفذه السجناء داخل السجن احتجاجا على رفض إدارة السجن إطلاق أحد السجناء انتهت فترة محكوميته قبل 8 اشهر ، وللتنديد بما يتعرضون له من تعسفات من قبل حراسة و إدارة السجن، والمعاملة التي وصفوها بغير الإنسانية.

واشارت مصادر الى ان احداث العنف والفوضى عمت السجن المركزي بعد ان استخدمت قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف ضد نزلاء السجن المركزي مما دفعهم الى خلع الأبواب والنوافذ الداخلية للسجن في محاولة للهرب من جحيم الرصاص والغازات المسيلة للدموع لكنهم لم يتمكنوا من الفرار ، فيما عجزت الاجهزة الامنيه عن السيطرة على الوضع واستمر اطلاق النار والقنابل الغازية حتى ساعة متأخرة من مساء الجمعة الماضي.

وحسب المصادر فان سجينين أصيبا بالرصاص الحي، فيما تعرض سجين ثالث لنزيف من أذنيه وفمه ، جراء تعرضه للضرب المبرح بالهراوات، وأصيب العشرات من السجناء بينهم 6 اطفال لا تتجاوز اعمارهم الـ17 بالاختناق بالغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات مكافحه الشغب لقمع الاعتصام.

ويشكوا سجناء الاصلاحية بمحافظة ذمار من أوضاع مأساوية مشيرين الى انهم يتعرضون لمعاملات قاسية وغير انسانية وتعسفات من قبل حراسة السجن، كما يشكون من الاهمال والتجاهل لأوضاعهم المزرية في السجن اضافة الى استمرار حبس البعض رغم انتهاء فترة محكوميته بحجة عدم دفعه اتاوات لمسؤولي السجن.

سياج تدعو لتحرك عاجل

من جانبها قالت منظمه سياج للطفولة ان قوات الأمن استهدفت غرفة الأحداث بقنابل مسيلة للدموع لدى محاولتها اقتحام السجن لفك اعتصام احتجاجي للسجناء.

و دعت المنظمة وزارة الداخلية والسلطات الأمنية في محافظة ذمار إلى التحرك العاجل لإنقاذ 6 أطفال في حالة صحية حرجة من بين نحو 17 من الأحداث المسجونين في السجن المركزي. وأهابت منظمة سياج بالصليب الأحمر الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى التحرك العاجل للتحقق من الأنباء المتعلقة بتعرض نحو 800 سجين للرصاص الحي وقنابل الغاز ومنع الطعام والإسعافات الطبية للمصابين منذ فجر يوم الجمعة الماضي .