أكد المبعوث الأممي، جمال بن عمر، بأن مراسيم التوقيع على المبادرة الخليجية ستتم مساء اليوم الأربعاء في العاصمة السعودية، الرياض، التي وصل إليها الرئيس علي عبد الله صالح، في وقت سابق من صباح اليوم.

وقال مراسل قناة العربية في الرياض، بأن التوقيع سيتم في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت الرياض، مشيرا إلى أن المبادرة وآليتها التنفيذية ستوقع من قبل الحزب الحاكم والمعارضة، حيث سيحضر مراسيم التوقيع كل من المبعوث الأممي جمال بن عمر، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، بالإضافة إلى وفد من المعارضة يضم صخر الوجيه، وحسين الأحمر، وعبد الوهاب الآنسي، وشخصيات أخرى من المعارضة، ووفد آخر من الحزب الحاكم.

وأشار مراسل العربية إلى أن التوقيع سيتم في قصر الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، وقال بأنه من المتوقع أن يحضر الملك عبد الله مراسيم التوقيع، بالإضافة إلى وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي.

وبالتزامن مع ترتيبات التوقيع على المبادرة مساء اليوم في الرياض، عبرت مصادر سياسية في صنعاء، عن قلقها من حالة الفوضى التي قالت بأن قيادات عليا في الجناح المتشدد في الحزب الحاكم، تخطط لإثارتها في العاصمة اليمنية صنعاء، بالتزامن بدء الترتيبات النهائية للتوقيع المرتقب، من قبل صالح على المبادرة الخليجية، مساء اليوم في الرياض.

وأفاد شهود عيان بأن حالة من التوتر والفوضى بدأت تسود في عدد من مناطق العاصمة صنعاء، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة وإطلاق نار كثيف في منطقة الحصبة، وحي صوفان، فيما انتشرت مجاميع مسلحة في باب اليمن، وتسود حالة من التوتر العسكري من قبل قوات صالح المتمركزة في شارع الرياض، بالقرب من ساحة التغيير، كما تحدث شهود عيان عن إطلاق نار كثيف سمع في محيط ساحة التغيير، عصر اليوم الأربعاء.

وأضاف شهود العينان بأن عناصر معروفة بانتمائها لجهاز الأمن القومي، ومجاميع من البلاطجة، قامت بإطلاق الرصاص، وقصف عدد من الأحياء في مناطق عدة من العاصمة، بهدف تفجير حرب جديدة، تعيق التوقيع على المبادرة الخليجية، وأشار شهود العيان إلى أنه تم إطلاق النار من جهة وزارة الداخلية على منزل الشيخ صادق الأحمر في حي الحصبة، وعلى العديد من منازل المواطنين في المنطقة، كما تم إطلاق النار من قبل مجاميع مسلحة في حي صوفان، شمال العاصمة صنعاء.

واعتبرت مصادر في المعارضة حالة الفوضى التي تثيرها مجاميع من المسلحين الذين يعرفون بـ«البلاطجة» في عدد من أحياء صنعاء، تهدف إلى إثارة الرعب والتشويش على أجواء توقيع المبادرة، وربما إعاقة التوقيع عليها من قبل صالح، على غرار ما حدث سابقا، عندما حوصر أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، من قبل مجاميع من البلاطجة في مقر السفارة الإماراتية بصنعاء.

واتهمت مصادر مطلعة شخصيتين من مقربي صالح، بقيادة المجاميع المسلحة التي انتشرت اليوم في صنعاء، وقالت بأنهما يحاولان مع عدد من قادة الحزب الحاكم الرافضين للمبادرة الخليجية، إثارة الفوضى في صنعاء، في محاولة لإعاقة جهود التسوية السياسية للأزمة الراهنة.