ظهور مبنى شيبه الكعبة في دولة إفريقية يثير موجة من الجدل.. تفاصيل الكشف عن أكثر من 8 طرق طبية وطبيعية في علاج رائحة الفم الكريهة الكشف عن صفقة الـ 100 مليون.. ريال مدريد يستهدف ضم أسطورة جديد برشلونة يستهدف ضم صفقات من العيار الثقيل الجيش السوداني يعلن خبر غير سار عن قوات الدعم السريع على الحدود الشرقية للفاشر كتائب القسام تعلن بشكل مفاجى أسر جنود إسرائيليين في كمين شمالي غزة ..وتكشف التفاصيل فوائد مذهلةو هائلة في نبات الزعتر .. أبرزها محاربة التعب الجسدي والنفسي ملخص وأهداف مباراة العين الإماراتي ضد يوكوهاما في نهائي دوري أبطال آسيا عاجل.. أبو عبيدة يعلن أسوأ خبر للكيان الصهيوني منذ بدء العدوان على غزة - شاهد مستوطنون حوثيون ينسفون عددًا من المنازل شرقي صنعاء
تبدو مشكلة علي صالح الكبرى أنه مازال يظن أنه الفاعل الوحيد في اليمن والقادر علي التلاعب والتذاكي ولعل غروره هذه ينبع من قدرته علي تجاوز كثير من الأزمات والتحديات لنظامه عدة مرات طوال فترة حكمه لليمن، والمتتبع لخطاباته يلاحظ أن هذا الغرور برز بشكل واضح وجلي بعد حرب 1994 حيث شعر حينها أنه استطاع القضاء علي قوة كبرى تملك الكثير من العتاد والتنظيم ونسب ذلك الأمر واهماً لذكائه ودهائه وأنه أصبح يملك اليمن كلها دون شريك. يمكن للمتابع أن يرى هذا الغرور من خلال تكرار تأكيده في مقابلاته أنه الوحيد القادر علي الرقص على رؤوس الثعابين وأن غيره لا يستطيعوا أن يديروا البلاد ولو لأسبوع واحد.
في كل مرة ينحشر صالح فيها في الزاوية ويهتز نظامه يحاول صالح ابتكار طريقة ما لكسب بعض الوقت حتى يتمكن بعد ذلك من إعادة خلط الأوراق وما أن يخرج من ورطته حتى يتبرى من كل التزام. والثورة الشعبية اليوم لا تبدو لصالح شيئاً مختلفاً عما سبق فبعد مجزرة الكرامة خط صالح وثيقة تنحيه في بيت نائبه لكنه ما إن شعر بقليل من الهواء يمكنه تنفسه حتى عاد للمناورة ولحاجته لمزيد من الوقت حينها سارع للمملكة العربية السعودية للتدخل في الوضع اليمني وكان هدفه الأهم هو الوقت حتى يجد له مخرج بعد ذلك يستطيع به التخلص من الثورة. ولذلك مباشرةً أعلن موافقته عليها دون تحفظ بينما اليوم يرواغ ويدعي أنها بحاجة لآليات لتنفيذها. راهن صالح من خلال المباردة علي رفض المعارضة لها وهو ما يحرجها أمام الخارج أو قبولها وهو ما سيعمل علي زرغ الخلاف بين مكونات الثورة وفي كلا الحالتين فان الامر يصب في صالحه وعندما وافقت المعارضة علي المبادرة حاول صالح تخفيفها عدة مرات والتملص منها.
اليوم يشعر صالح أن الخناق يضيق عليه دولياً وأنه بدأ الحديث عن عقوبات دولية يمكن أن تطاله وبدأ يدرك أن الفسحة التي منحته إياها المبادرة قد أوشكت علي النفاد ولذلك يحاول إعادة الأمور للمربع الأول والتخلص من هذه المبادرة عن طريق استخدام القصف العنيف وقتل الأبرياء وذلك لإحراج المعارضة السياسية وممارسة الضغط عليها لإجبارها التخلي عن المبادرة وبالتالي الخروج بعذر مناسب له أمام الضغوط العالمية وإعادة الأمور لنقطة البداية. صالح مثله مثل غيره من الحكام الذين قضوا دهراً طويلاً في القصور الرئاسية لا يمكنه أن يتصور نفسه خارج سياق كونه الزعيم الآمر الناهي المتصرف الوحيد في الأمر.
من ناحية أخرى فهو ينظر للوضع الحالي بالنسبة له كتحدي شخصي بينه من جانب وبين أولاد عبدالله حسين الأحمر وعلي محسن الأحمر من الجانب الآخر وذلك بالنسبة له يجعل أمر القبول بالتخلي والخروج من المسرح السياسي بمثابة هزيمة غير مستعد نفسياً لتخيلها ولذلك فهو بين الفينة والأخرى يلوح بنتائج التحقيقات لحادث النهدين لاستخدامه كمبرر لتفجير الأوضاع عسكرياً والانتقام منهم رغم أنه حاول ذلك سلفاً لكنه لم يشف غيظه.
أمضى صالح حوالي عشر سنوات وهو يبني الحرس الجمهوري والأمن القومي والأمن المركزي كقوى يضمن ولاءها وموازية للجيش النظامي وقوات الأمن والأمن السياسي و اليوم هو غير قادر علي تقبل الهزيمة وأن ذلك الجهد والعتاد الذي أنفق عليه معظم ميزانيات البلاد كله لم يغن عنه شيئاً. وفي نفس الوقت يبدو مترددًا في المغامرة باستخدام هذه القوة حيث سيكون الفشل في تحقيق متغيرات جوهرية علي أرض الواقع بمثابة النهاية الوخيمة بالنسبة له وأسرته لا سيما وسيناريو القذافي في هذا الجانب مايزال ماثلاً في الأذهان.
ربما تكمن مشكلة علي صالح الكبرى اليوم أنه لم يصل بعد لمرحلة "فهمتكم " التي وصل إليها زين العابدين أو مرحلة "أعي تطلعاتكم" التي وصل لها حسني مبارك بل والطامة أنه مازال لم يعرف أن الشعب اليمني هو الذي يطالب بالتغيير وحاله كحال القذافي مستغرباً "من انتم !!!". فاذا كان ذلك الحال فانه بلاشك لم يستوعب الواقع الجديد ولم يدرك أنه قد فاته القطار.