اليمن تدخل مرحلة الخطر، مع توقف عشرات المصانع عن الإنتاج، ومغادرة المستثمرين، وتسريح العمال، والارتفاع الجنوني للأسعار

الإثنين 04 يوليو-تموز 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس/ شينخوا/ فارس الحميري
عدد القراءات 10724
 
 

توقفت عشرات المصانع عن الإنتاج في اليمن بسبب تدهور الأوضاع في البلاد التي تشهد احتجاجات منذ بداية فبراير الماضي، وتعد اختفاء المحروقات واحدة من العوامل الأساسية وراء توقف عدد من المصانع عن الإنتاج ،فإن مرحلة جديدة من المعاناة القاسية يدخلها المواطنون في اليمن .

وقال محمد محمد المهلى مدير عام غرفة التجارة والصناعة بالعاصمة اليمنية صنعاء بأن عشرات المصانع الإنتاجية في اليمن توقفت بسبب الاضطرابات التي تشهدها اليمن، مؤكدا بأن الأحداث التي تشهدها اليمن بسبب الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام أفرزت العديد من الإشكاليات على الاقتصاد اليمني عموما ومن أهمها انعدام المحروقات التي تسببت في توقف عشرات المصانع في عدد من المدن اليمنية.

وأوضح المهلى قائلا أن بدء توقف عدد من المصانع الإنتاجية منذ العام 2000 بسبب عدم توفر بيئة صناعية أو تشريعية تحمي المصنع لكن تزايدت عمليات التوقف لهذه المصانع منذ بداية العام الحالي 2011 حيث اشتكى عدد من رجال الأعمال والمصنعين من توقف مصانعهم عن الإنتاج بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد .

وقال المسئول في غرفة التجارة والصناعة بالعاصمة صنعاء إن الأوضاع التي تمر بها اليمن حاليا ومع انعدام المحروقات فان عددا من الأنشطة الصناعية توقفت نهائيا بما في ذلك المصانع الكبيرة، كما أن التدهور الأمني كذلك ساهم في توقف الإنتاج من المصانع المحلية وكذلك توقف عدد من الأنشطة التجارية داخل البلد .

وحول الحلول التي يقومون بها أكد المهلى بان الغرفة الصناعية بالعاصمة خاطبت شركة النفط اليمنية لتوفير المحروقات، لكن لا جدوى لذلك ،متوقعا بأن استمرار الأزمة التي تمر بها اليمن حاليا يعني توقف الاقتصاد الحقيقي نهائيا وسيتم تسريح باقي الموظفين وستشهد البلاد عجزاً كبيرا في تغطية احتياجات المواطنين بالإضافة إلى أن المصنعين يتكبدون خسائر فادحة وهذا يعني عزوفهم عن التصنيع في حال استمرت الأزمة.

وقال مصطفى نصر رئيس مركز الإعلام الاقتصادي اليمني إن " الوضع الذي تعيشه عدد من المصانع وما وصلت إليه يعد مؤسفا ومقلقا للغاية حيث توقفت العشرات من المصانع بسبب انعدام المحروقات"، موضحا أن توقف المصانع يأتي في إطار توقف كثير من القطاعات الاقتصادية الهامة جراء الأزمة التي تعيشها اليمن منذ أشهر.

وأضاف نصر قائلا " كنا نتمنى أن يكون هناك وضعا خاصا للمصانع الإنتاجية في اليمن حيث يسمح لهم باستيراد المحروقات من الخارج إلا أن قوانين البلد مضيقة ولم تسمح لهم بذلك وهذا يعني قبولهم بالأمر الواقع وتوقيف مصانعهم بسبب انعدام تلك المحروقات."

وحذر نصر من الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تشهده اليمن، مؤكدا بان مئات الأسر دخلت فعليا مرحلة الجوع بسبب انعدام أو ارتفاع الأسعار على معظم المواد الغذائية الأساسية سواء المصنعة محليا أو المستوردة.

وطلب نصر الجهات الحكومية المسئولة بسرعة ترتيب وضع المشتقات النفطية على مصانع البلاد وعدم حصارهم ومنعهم من الاستيراد كأقل الحلول الممكنة لتفادي الدخول الكبير للشعب في مرحلة الجوع.

وارتفعت أسعار المواد المصنعة محليا بسبب توقف عدد من المصانع عن الإنتاج واشتكى مواطنون وتجار من ارتفاع الأسعار لعدد من المنتجات المحلية وانعدامها في أوقات كثيرة .

ويقول التاجر محمد السلطان صاحب محل بيع مواد غذائية بان ارتفاع جنوني لأسعار المواد المنتجة محليا خاصة خلال الأيام الأخيرة، لافتا إلى أنه اختفت عدد من المواد والمتطلبات الخاصة بالمستهلكين من أسواق الجملة ولسنا قادرين حاليا على توفير متطلبات المستهلكين بالشكل المناسب.

ويرى المواطن عيسى عبد الله محمد، رب أسرة من مدينة تعز جنوب اليمن بان معاناة كبيرة يعيشونها بسبب ارتفاع الأسعار خاصة للمواد المصنعة محليا، مشيرا إلى أن عددا من الاحتياجات تنعدم في أوقات كثيرة وان المحلات التجارية لا توفرها وغادر البلاد مؤخرا عدد من المستثمرين العاملين في قطاع الصناعة.

وقالت أحلام القدسي، مسئولة الإعلام في الهيئة العامة للاستثمار في اليمن بأن التدهور الأمني الحاصل حاليا بسبب الأزمة السياسية أدى إلى مغادرة عدد من المستثمرين في مجال التصنيع وغيرها من المجالات الأخرى، وأشارت إلى أن توقف المصانع عن الإنتاج يعني زيادة الكلفة على اليمن حاليا ومستقبلا.

وأكدت القدسي بأن انعدام المحروقات يعد واحدا من المعوقات الرئيسية لتوقف المصانع ومغادرة المستثمرين وقد عاد بآثار سلبية كبيرة على المستثمر وعلى البلد حيث تعطلت عدد من المشروعات الاستثمارية الصناعية ويتوقع أن تعطب المعدات وتوقف العمالة وهذا يعني الدخول في مرحلة الخطر.