احتشد عشرات الآلاف من شباب وقبائل محافظة حجة في ساحة الحرية بميدان حوره لاداء صلاة جمعة "الرحيل".

ودعا خطيب الجمعة الشيخ عبده الهجيني الرئيس صالح إلى فهم ما يدور في الشارع اليمني من مطالب التغيير دون اللعب بأموال الشعب واستخدامها لحشد مؤيدين ومناصرين ، مخاطبا إياه بقوله " يا سيادة الرئيس عليك أن تفهم أن الشباب الذين خرجوا للمطالبة برحيلك ليسوا أولئك الذين توزع عليهم مليارات الريالات متى ما أردت أن تحريكهم ..عليك يا سيادة الرئيس أن تثبت لهذا الشعب أنك شجاع بإعلان تنحيك عن السلطة وان كل الأوراق التي يمكن لك أن تستخدمها في المرحلة الراهنة ليست ذات جدوى، مؤكداً "ان ملايين الشباب المعتصمين في ميادين الحرية الذين خرجوا من قراره أنفسهم ومضى عليهم أكثر من شهر يلتحفون السماء ويفترشون الأرض لن ولا يمكن أن يغادروا تلك الساحات إلا بعد رحيلك لكن الذي يظهر انك لم تفهم مطالب الشباب بعد" وأكد خطيب الجمعة أن أية مبادرات أو حوارات أو حلول لن تقبل أبدا ولن تجد لها أذنا لدى شباب الاعتصامات في الجمهورية ما عدا أمر "الرحيل ".

وعبر المعتصمون عن فرحتهم لتلك الجموع الغفيرة التي حضرت اليوم لإعلان انضمامها إلى المعتصمين ، داعين في نفس الوقت من لم يلتحقوا بساحات التغيير ان يلتحقوا بتلك الساحات التي يحتشد فيها الملايين للمطالبة برحيل النظام.

قانون الطوارئ

وأكد المعتصمون أن إقدام السلطة على إقرار القانون بتلك الصورة الهزيلة والمشوهة يعد جريمة بشعة ، وممارسة مكشوفة ، خاصة وأنها جاءت بعد العديد من الجرائم التي ارتكبها النظام وكذلك الانتهاكات الموثقة ضد المعتصمين من قبل الأمن وعصابات البلطجة التابعة للنظام.

 وأكد شباب اعتصام حجة في بيان لهم أن العمل بهذا القانون باطل وملغي بقيام دولة الوحدة ودستورها ، محملين نواب الحزب الحاكم الذين حضروا التصويت عليه تبعات هذا القانون الباطل .مناشدين المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام توثيق من صوت من النواب على هذا القرار باعتبارهم شركاء للنظام في أي جرائم قادمة .

 وأشاد البيان بقرارات مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الارووبي الداعمة لثورة الشباب والانحياز لخياراته والتي تؤكد بجلاء أن ثورة الشباب في اليمن قد اكتسبت تأييدا إقليميا ودوليا وأحقية مطالب الشباب المشروعة وسحب الغطاء عن النظام ومواليه .

وأدان البيان العمل الإجرامي الذي أقدمت عليه السلطة بإغلاق مكتب الجزيرة في اليمن وسحب تراخيص مراسليها بهدف "إخفاء الجرائم التي تنوي السلطة ارتكابها" ، مؤكدين بان هذا العمل لا يعبر عن موقف الشعب اليمني العظيم وأن هذا العمل المفضوح لن يحجب شمس الحقيقة .

 كما شرع شباب اعتصام حجة في رفع قائمة سوداء بنواب المحافظة ممن صوتوا على قانون الطوارئ كونهم شاركوا في جرائم النظام ضد الشعب ، مؤكدين بانهم سيقاضونهم مستقبلا كونهم لم ينحازوا إلى جانب الشعب وإنما انحازوا لصالح مصالحهم الضيقة.

الى جانب ذلك اكد أمين عام لجنة الحوار بالمحافظة إبراهيم الشامي بان الكلمة التي وصفها بـ"التحريضية" التي ألقاها الرئيس في ميدان السبعين لن تخدمه وإنما تسيء إليه وتضاف إلى سجلاته وانجازاته ، مشيرا الى ان الأحرى به ان يعلن تنحيه عن السلطة حقنا للدماء لا أن يحرضهم على المواجهات مع شباب الاعتصامات.

 وفي اتصاله بشباب اعتصام محافظة حجة أكد نائب رئيس كتلة الإصلاح بمجلس النواب الأستاذ زيد الشامي ان إعلان حالة الطوارئ وما قام به مجلس النواب من محاولات تقنين الطوارئ إجراءات باطلة لأن الدستور ينص على انه لا يتم الإعلان عنها الا وفقا للقانون – حد قوله – مشيرا إلا انه لا يوجد قانون للطوارئ حتى اليوم.

واعتبر الشامي تلك الاجراءات محاولة لتغطية جرائم السلطة الدامية التي وقعت الجمعة الماضية ، مخاطبا الشباب في حجة "لقد خرجتم لانتزاع حقوقكم من النظام الذي سلبها لسنين عديدة ، فواصلوا السير نحو الهدف المنشود ، لأن من حقكم وأبناء الشعب اليمني أن تتمتعوا وتعيشوا بكرامة وأن تأكلوا من خيرات الوطن التي عمل المفسدون على نهبها والعبث بها ،فاصمدوا يا شباب حجة مع كافة اخوانكم في المحافظات حتى تتحقق كل مطالبكم ويعيش الشعب في سلام وحرية وأمن واستقرار".