لماذا قدم الرئيس الصالح التنازلات للمعارضة وتتناسى هموم البسطاء من أبناء الشعب

الأربعاء 02 فبراير-شباط 2011 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 7773
 

يرى عدد من المحللين السياسيين أن خطاب الرئيس علي عبد الله صالح اليوم يعد واحدا من أهم واصدق خطاباته السياسية طيلة سنواته الرئاسية التي تجاوزت ثلاثين عاما , نظرا لما حملته من جدية في الدفع باحتقان الشارع اليمني وغليانه المتأجج كل يوم إلى بر الأمان , ومحاولا في ذات الوقت تفادي سيناريوهات تعصف بالمنطقة العربية بعنف ودون رحمة .

ملامح الجدية من الرئيس بدأت بنوعية الحضور المكثف لنخب السياسية في تلك القاعة وكأنهم شهود على أقواله أو ودليل على صدق وعودة التي طالما تراجعت مسافات إلى الخلف خاصة في السنوات الخمس الماضية .

كلمة الرئيس اليوم وبحضور مجاميع من قيادات الدولة في مجلس النواب والشورى الذي حظي بمقاطعة كلية من أحزاب المعارضة إضافة إلى حضور نائبة ورئيس حكومته ورئيس مجلس القضاء الأعلى وأعضاء الحكومة وعدد من العلماء والقيادات العسكرية والأمنية .

تحدث الرئيس اليوم وبلسان المتنازل وكما قال عن نفسه " سأقدم تنازلات وتنازلات لمصلحة هذه الأمة لأن مصلحة الوطن هي فوق مصالحنا الذاتية كأشخاص أو كأفراد أو كأحزاب أو كمجموعات أو كهيئات " .

لكن الشارع اليمني يدرك أن كثيرا من تلك التنازلات التي تحدث عنها فخامته كانت محل رفض شخصي من قبله قبل أسابيع , خاصة فيما يتعلق بعمل لجنة الرباعية التي هي المرتكز الرئيسي لعلاقة المعارضة والحزب الحاكم في اليمن .

وقد أُتهم ممثلا المؤتمر الشعبي العام في اللجنة الرباعية ( عبدربه هادي منصور – وعبد الكريم الإرياني ) بعد أن قدما تصورهما للرئيس مصحوبا بتأييد من قيادات المعارضة بأنهما قادا انقلابا ضد التعديلات وضد الرئيس وضد المؤتمر الشعبي العام , لأنه في حينها أنطلق الرجلان من موقع المصلحة العليا للوطن وليس مصلحة حزب أو شخص بعينة .

اليوم ظهر الرئيس وهو يقدم عدد من التنازلات لأحزاب اللقاء المشترك وقيادات المعارضة , لكن كل تلك التنازلات كما أسماها الرئيس كانت هي مطالب ألأمس من قبل المعارضة , لكن يبدو أن ثورة الياسمين في تونس وثورة الغضب في مصر أعادت مقاييس العمل الديمقراطي في اليمن إلى مجراه الحقيقي بعيدا عن حسابات جبروت الحزب الحاكم والتفرد بكل مقومات الدولة لصالح جهة ما .

 ومع ذلك  يبدو أن الرئيس حضر وفي أولوياته العاجلة هو إرضاء المعارضة لدخولها في حوار جاد لتفادي انجرار اليمن إلى أحداث العنف التي جرت ومازالت تجري في كل من تونس ومصر .

 لكن الرئيس نسى أن من قاد تلك الثورات التي مازال لهيب جحيمها متقدا لم تكن المعارضة ولا قيادتها وإنما قادها الجوعي والعاطلين والمظلومين والمقهورين في تلك البلدان .

كان الشارع اليمني يتطلع إلى ما طرحة فخامة الرئيس اليوم أن يقدم لمسة إنسانية لشعبة الذي يعد واحد من أفقر بلدان العالم وأبنائه يتبوءوا أعلى نسبة بطالة على مستوى الشرق ألأوسط أن يوجه الحكومة في إلغاء عدد من الجرع التي أجادت حكومة مجور في إسقاطها على الشارع اليمني , إضافة إلى أمال الشارع أن يقدم تحسينات في لقمة العيش للمواطن . .

الرئيس مطالب في هذه الفترة بالنظر إلى هموم الشارع اليمني أكثر من أي وقت مضى, وعلية إعادة النظر في قرارات الحكومة خاصة المتعلقة بالجوانب ألاقتصاديه , لأن الشارع اليوم يبحث عن تخفيض أسعار السلع الأساسية من السكر والقمح ودبة الغاز والبترول .

 الجوعي والعاطلون لا يفكرون في اللجنة الرباعية أو الخماسية , ولا يهمهم تركيب العداد أو قلعه أو فصلة أو تصليحه بقدر ما يهمهم قوت يومهم وتأمين ضروريات عيشهم .

ما قدمه الرئيس اليوم من حلول في جوانب الضمان الاجتماعي أو الاكتتاب حلول جزئية ما زالت تحتاج إلى وقت وإن حظيت بالإسقاط والتنفيذ على أرض الواقع فإنها " لا تسمن ولا تغني من جوع " لأن راتب حالة الضمان لا يكفي قيمة كيس قمح ..

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن