قال القيادي المعارض الدكتور محمد عبد الملك المتوكل- رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك, إن خطاب الرئيس علي عبد الله صالح الذي وجهه اليوم الأربعاء في اجتماع لمجلسي التواب والشورى, سيتم الرد عليه رسميا من قبل قيادة اللقاء المشترك إذا ما وصل إليها الخطاب بشكل رسمي.

وشدد المتوكل في تصريح لـ"مأرب برس" أن المعارضة اليمنية ستنزل غدا إلى الشارع للالتحام بالجماهير, منوها إلى أنه لا علاقة لحوار المعارضة بالحزب الحاكم بالنزول إلى الشارع " الخطأ الذي يقع فيه المشترك أنه يقوم بالحوار ويترك الناس".

وكان الرئيس صالح قد قال إنه لا ينوي الترشح لفترة رئاسية جديدة بعد أن تنتهي فترة رئاسته الحالية في عام 2013م, كما تعهد بعدم تسليم نحله مقاليد الحكم, مضيفا في كلمة له ألقاها اليوم الأربعاء أمام أعضاء مجلسي النواب والشورى "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء". وقال: "لن أكابر وسأقدم التنازلات تلو التنازلات من أجل المصلحة الوطنية"، مؤكدا "سأقول لبيك" لما يتم التوصل إليه عبر الحوار مع المعارضة, داعيا أحزاب اللقاء المشترك إلى العودة للحوار وإلغاء المظاهرات المقررة يوم غدا, كما دعا في السياق ذاته اللجنة الرباعية إلى مواصلة أعمالها وتجميد النقاشات حول التعديلات الدستورية حتى يتم التوافق عليه، وفتح باب التسجيل لمن بلغوا السن القانونية وتأجيل الانتخابات النيابية المقررة في ابريل المقبل.

وأبدى المتوكل المولود في محافظة حجة عام 1942 ويرأس حاليا المجلس الأعلى للقاء المشترك , استغرابه من ربط أي حوار بعملية إيقاف النشاطات والفعاليات وتنمية الحس الشعبي, مشيرا إلى أن ذلك يعني عدم ثقة.

وقال: "عادة في العمل السياسي يتاح لك أن تحاور كما يتاح لك أن تقوم بفعاليات وندوات", لافتا إلى أن "المؤتمر (الحزب الحاكم) يهدد بالجيش دائما ويعتمد على الجيش, ونحن قوتنا الموازية له هي الشارع".

وأضاف رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك : "أنت عندما تحاور وتترك الناس هذا يؤدي إلى انعدام في التوازن", مضيفا أن على "المؤتمر أن لا يربط بين الحوار والمظاهرات, فالحوار شيء والمظاهرات شيء آخر", مشيرا إلى أن "مشكلة المؤتمر عدم الشفافية".

واتهم المتوكل الحزب الحكام في اليمن بإيهام الناس من أن المشترك يعمل صفقات, مجددا أن لا علاقة بين خطاب الرئيس وبين فعاليات المشترك التي ستخرج غدا, وتساءل: "ما الذي يمنع أن نقوم بحوار ونحتك بالناس ونرتبط بهم من خلال مسيرات ومهرجانات؟".

وفي رده على إلقاء الرئيس للكرة في ملعب المشترك من خلال قبوله بعدم التمديد والتوريث وتأجيل الانتخابات, واتهامه للمشترك بأنه يسعى لإشاعة الفوضى في اليمن, قال المتوكل: "من سيعترض الشارع ومسيراته السلمية هم الذين يثيرون الفتن ويعملون الفوضى".

وأضاف الدكتور المتوكل: "الرئيس قال على الناس أن يحموا أنفسهم, فيحمون أنفسهم من ماذا؟ هل هناك بلطجية من مصر وصلوا إلينا, وماذا يعني أن مهرجاناتهم مسموح بها, هم حلال ونحن حرام؟", مشيرا إلى أن ذلك "يعنى أنك تعتبر أن البلد حقك لملك في أن يعمل حزبك ما يشاء فيما الآخرون محرم عليهم ذلك, وهذا ما يبعث عن عدم الثقة".

ووجه المتوكل كلامه للحزب الحاكم "عليك أن تتعاون مع الآخر كشريك في الوطن", وحول خطاب الرئيس صالح عن وعده بعدم الترشح للرئاسة في العام 2013, قال المتوكل إن المشترك سيرد على الخطاب رسميا, أما عن رأيه الشخصي فـ"المؤمن إذا قال صدق وإذا قيل له صدّق".

وأضاف: "ليس مطلوب منا أن نرفض ما جاء في خطاب الرئيس ولكن ذلك مرتبط بعدة خطوات", متسائلا: "هل الانتخابات القادمة ستكون نزيهة وحرة, وهل سينتخب الناس بإرادتهم.. إذا تم ذلك فسيدل على صدق نية".

وقال معلقا على سؤال لـ"مأرب برس" ما إذا كان الرئيس جاد في إيجاد إصلاحات "هذا سنعرفه من خلال الأيام القادمة, ولكن ما يثير الشك هو توجيه الخطاب للناس بأن يحافظوا على ممتلكتهم وكأنه يثير الخوف والرهبة لديهم, بينما قمنا بعدد من الفعاليات والمسيرات وكانت سلمية ونضالنا سليمة".

وعما يجري في مصر قال المتوكل: "الرئيس مبارك أراد الكل فترك الكل.. زور الانتخابات لكي تتم انتخابات رئاسية يفوز بها هو أو نجله, وأقصى كل الآخرين, ما أدى إلى خروج الثورة المصرية التي نراها اليوم".