تواصل قوات الأمن محاصرة حي السعادة في مدينة عدن وسط عجز تام عن اقتحامه ، بعد أسبوع من تجدد التوتر في الحي عقب إعلان النائب العام عبدالله العلفي رفض إحالة القضية المقدمة من أسرة المجني عليه أحمد درويش – أحد أبناء الحي - إلى المحكمة بحجة عدم وجود دليل مادي يثبت واقعة القتل كجريمة جنائية نتيجة للتعذيب المفضي للموت ، رغم أن تقريراً طبياً رسمياً اتهم رجال الأمن بتعذيب الدرويش ما تسبب في نزيف داخلي وخارجي أدى إلى وفاته .

بشكل يومي يتخوف مواطنو المحافظة من تجدد الاشتباكات بين الأمن ومواطني حي السعادة الذين يصرون على محاكمة من يتهمونهم بقتل الدرويش الذي توفي في اليوم الثاني لاعتقاله في سجن البحث الجنائي في يونيو من العام الماضي ورفضت أسرته تسلم جثته حتى الآن ولا زالت مودعة في ثلاجة مستشفى الجمهورية بعدن .

في نوفمبر الماضي وقبيل افتتاح بطولة ( خليجي 20 ) سلم أمن عدن المتهم الرئيسي في قضية الدرويش الجندي مصطفى الحوري للنيابة العامة بالإضافة إلى ثلاثة جنود آخرين كانوا مناوبين ليلة اعتقال الدرويش ، في موقف اعتبره كثيرون مراوغة أمنية لتهدئة الأوضاع مع انطلاق فعاليات خليجي 20 واستمرت النيابة في التحقيق مع الحوري إلى أن جاء إعلان النائب العام برفض القضية .

ظهر أمس الاول السبت شيع أهالي مدينة كريتر جثمان الشاب والطالب الجامعي لؤي طه .. كان لؤي - الذي يدرس في المستوى الرابع بكلية الهندسة بجامعة عدن - يعمل مساء الجمعة على سيارة الأجرة الخاصة به لإيصال أحد الركاب في خورمكسر حيث أصابته رصاصة ناتجة عن اشتباكات مسلحين مع قوات الامن في كل من حي السعادة وحي السلام بخورمكسر وقد تسلمت أسرة لؤي – 27 عاماً – جثمان ابنها وشيعته في اليوم التالي .

كان لؤي أحد ضحايا الاشتباكات العنيفة التي بدأت في العاشرة من مساء الجمعة بين الامن ومسلحي حي السعادة في حين أصيب شخصين في كل من حي السلام وحي السعادة جراء الاشتباكات .

وقبله بيوم كان أحد أفراد حراسة منزل نائب رئيس الجمهورية قد أصيب لدى تبادل إطلاق النار بين قوات الامن ومجاميع من مسلحي حي السعادة بخورمكسر بعد قيام الأمن بمنعهم من إحراق الإطارات في شارع كورنيش قحطان الشعبي الذي يقع بالقرب من منزل نائب الرئيس ، في حين أصيب جنديان مساء الأربعاء لدى محاولة قوات الأمن اقتحام حي السعادة بعدن ، في حين كانت مديرية خورمكسر قد شهدت الثلاثاء والأربعاء مظاهرات ومواجهات ليلية عقب سماع عرقلة محاكمة المتهمين .

الداخل إلى حي السعادة هذه الأيام سيجد متارس رملية منتشرة في الحي في حين يبدو مواطنو الحي على أتم الاستعداد لأي مواجهة مع قوات الامن التي توقن بصعوبة اقتحام الحي بسبب الممانعة القوية ، وتكتفي القوات الأمنية يومياً بمحاصرة الحي وجميع مداخله ومخارجه وإذا ما تجددت الاشتباكات يكون للعسكر فيها نصيب من الجرحى ، في حين يستبعد مراقبون أي تهدئة للتوتر في هذا الحي قبل التوصل لحل بشأن قضية الدرويش .