الولايات المتحدة تحيي الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر

السبت 11 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 03 مساءً / مأرب برس- متابعات:
عدد القراءات 6124
تحيي الولايات المتحدة اليوم السبت الذكرى المأسوية التاسعة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول بمراسم رسمية تقام في موقع مركزي التجارة العالميين اللذين دمرا في تلك الهجمات ويشارك في تلك المراسم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وعمدة نيويورك مايكل بلومبرغ، في حين يشارك الرئيس أوباما في مراسم مماثلة تقام في البنتاغون.
وتأتي هذه الذكرى السنوية في ظل جدل ساخن وتوتر تشهده البلاد بسبب إعلان القس الأميركي تيري جونز ما سماه اليوم العالمي لإحراق القرآن، وعن نيته إحراق نسخ من المصحف الشريف بالتزامن مع هذه الذكرى.
كما تشهد الولايات المتحدة جدلا آخر بسبب مشروع لبناء مركز إسلامي ومسجد قرب المكان الذي ضربته هجمات 2001 في مدينة نيويورك، وهو المشروع الذي يعتبره معارضون استفزازا لضحايا هذه الهجمات، وتشجيعا لما يسمونه الإرهاب.
وسيشهد موقع الأحداث في المدينة أيضا مظاهرتين، إحداهما مؤيدة لبناء المركز الإسلامي والثانية مناهضة له، وذلك بعد أن تظاهر نحو ألفي شخص يوم أمس قرب المكان المقرر فيه بناء المركز، وعبروا عن تأييدهم لبنائه وقالوا إن الذين يعارضونه يسعون إلى "شيطنة الإسلام".
وفي كلمة عشية هذه الذكرى أكد الرئيس باراك أوباما أن الولايات المتحدة ليست في حرب ضد الإسلام وإنما هي في حرب مع تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية التي هاجمت البلاد ومازالت تتآمر لإيذائها.
واعتبر الرئيس أوباما في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض أن قتل زعيم القاعدة أولوية أميركية. وأوضح أوباما قائلا: "أعداؤنا هم القاعدة وحلفاؤها الذين يحاولون قتلنا، وقد قتلوا العديد من المسلمين أكثر من أي أناس آخرين على الأرض".
ودعا الرئيس أوباما الأميركيين إلى عدم الدخول في مواجهات والتحلي بالتسامح الديني، وقال تعليقاً على الجدل الذي أثاره تهديد قس إنجيلي في ولاية فلوريدا بحرق نسخ من القرآن: "لا يوجد أدنى شك، بأنه عندما يبذل فرد كل ما لديه من جهد ليتصرف بشكل استفزازي بسبل نعلم بأنها قد تثير حفيظة أكثر من مليار مسلم حول العالم في وقت يتواجد عدد كبير من قواتنا في دول إسلامية، فإن ذلك يخلق مشكلة بالفعل. لذا فقد زاد هذا الأمر من صعوبة حياة جنودنا في الخارج".
وأضاف الرئيس أوباما: "رغم أن الحادثة تتعلق بشخص واحد في فلوريدا إلا أن قلقي ينصب على ضمان عدم وجود أشخاص آخرين في البلاد يعتقدون أن هذه طريقة لجلب الانتباه ولكنها طريقة لتعريض القوات التي تضحي من أجلنا للخطر ونحن لا نتهاون مع ذلك".
وحول موضوع بناء مسجد قرب الموقع الذي حدثت فيه هجمات سبتمبر/ أيلول عام 2001 في نيويورك، أعرب الرئيس اوباما عن تأييده لبناء المركز، وقال: "إذا كان بإمكانكم بناء كنيسة في الموقع، وبناء كنيس يهودي في الموقع، وبناء معبد هندوسي في الموقع، فيجب أن تكونوا قادرين على بناء مسجد في الموقع".
من جهة أخرى ذكر تقرير -صدر يوم أمس عشية الذكرى التاسعة للهجمات- أن الولايات المتحدة تواجه موجة متزايدة من "الإرهاب الداخلي" وأنه تتم "أمركة القاعدة".
وحذر التقرير, الذي أعده مسؤولون سابقون في اللجنة التي كانت كلفت بدراسة أحداث 11 سبتمبر, طبقا لـ"الجزيرة نت", من خطر "دفع المسلمين في الولايات المتحدة إلى التطرف" من قبل القاعدة في إستراتيجية جديدة.
ويقول التقرير –الواقع في 43 صفحة- إن "التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة يختلف عن ما كان عليه الأمر قبل تسع سنوات"، وأضاف أن أميركا تختلف قليلا عن أوروبا لأن لديها مشكل إرهاب داخلي متنام يتورط فيه مهاجرون وكذلك مسلمون أميركيون أصليون وآخرون اعتنقوا الإسلام.
وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة به في كل من الصومال وأفغانستان والعراق جهزت ما سماها "بنية تحتية جنينية" للتجنيد في الولايات المتحدة.
*الصورة لأحداث سبتمبر, من "الأرشيف"- الفرنسية.