كلمة الحوثيين في دورة اللجنة لتحضيرية للحوار الوطني

الأربعاء 02 يونيو-حزيران 2010 الساعة 09 مساءً / مارب برس - صنعاء
عدد القراءات 8009

الأخوة / رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية للحوار الوطني المحترمون

 الأخوة والأخوات الضيوف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أيها الأخوة والأخوات نظراً للظروف الأمنية المعروفة لم يتهيأ إرسال وفد مشارك في الاجتماع ولذلك نعتذر إليكم ، فهذا بحد ذاته جزء من الوضع العام في البلد نتيجة للممارسات الخاطئة والسياسات الفاشلة والتعاطي اللا مسئول مع كل قضايا ومشاكل البلد من جانب السلطة الظالمة .

ونشارككم اجتماعكم بهذه الرسالة على أمل أن نشارككم وكل الأحرار من أبناء الشعب في العمل سوياً جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف بحكمة ومسئولية لإنقاذ بلدنا الحبيب من صميم الاستبداد والظلم وغول الفساد الشامل ووضع حد لمعاناة شعبنا العزيز المظلوم الذي تفاقمت معاناته في كل مجال من مجالات الحياة .

إن شعبنا العزيز الذي ينشد الحياة الكريمة القائمة على أساس العدالة والمواطنة المتساوية والحرية الحقيقية ورغد العيش والاستفادة من موارده الاقتصادية وتحقيق الأمن له وليس منه فهو ليس مصدر خطر ، مع إعطاءه الحق والفرصة فيما هو معني به من شئون الحياة عامة في أن يقرر وأن يتخذ الموقف وفق ثوابته المثلى .

إن شعبنا العزيز يستحق كل ذلك وأن حرمانه منه لهو ظلم وطغيان وامتهان ولكن السلطة الظالمة الفاسدة النفعية حرمته من كل ذلك وأضافت إلى ذلك أمراً يساويه سوءا إن لم يكن أسوأ وهو إهدار سيادة البلد وكرامته وجعلت من البلد ومن سيادته سلعة رخيصة تعرضها في المزادات الدولية التي يقال عنها مؤتمرات دولية بل إنها تعمل على تقديم الشعب اليمني إلى دول إقليمية ودولية بأنه مصدر خطر وتستجدي الدعم الأجنبي بدعوى حماية الأجنبي من شعبها الخَطِر فلم تكتف بسياساتها العدائية تجاه الشعب بل استعدت الخارج في متاجرة بالسيادة والأمن والدم .

وأمام هذا الواقع الكارثي والوضع المأساوي فإن الجميع يتحمل المسئولية في السعي الجاد والتوجه الصادق بإخلاص لله وللشعب المستضعف المظلوم للتغيير من واقع الظلم إلى العدل ومن المحسوبية والتمييز إلى العدالة والمساواة ومن الاستبداد إلى الشورى الحقيقة والمؤسسات والقوانين العادلة ومن النفعية إلى الخدمة ومن الخوف والحرب والقتل والمتاجرة بالدماء إلى الأمن والسلام والاستقرار ومن سيادة مهدرة وشعب مستباح إلى بلد وشعب محترم ومكرم له سيادة وله احترامه في بره وبحرة وجوه وقبل ذلك إنسانه .

إننا ومن خلال الاتفاق التاريخي معكم الذي انزعجت السلطة وأكثرت من الصراخ والعويل والضجيج واللوم عليكم ولكم ، نؤكد أنا معكم في خدمة شعبنا وفي طليعة أحرارة الغيورين عليه ونقدم في هذه الرسالة بعض المقترحات التي نرى لها أهميتها لتحقيق الأهداف المنشودة .

1- العمل على توسيع دائرة التحرك الشعبي للتغيير ليشمل كل المستويات وليستشعر الجميع مسئوليتهم في ذلك ليعم كل أبناء الشعب وليس فقط السياسيين من أبناء الشعب بل يشمل التحرك من كل مواقع الحياة الثقافية والاجتماعية وغيرها ليتحرك الجميع ضمن خطوات عملية واضحة ومدروسة تكون حكيمة ومنظمة وفاعلة وقوية للخروج من الأسلوب المتبع في المناورة والمراوحة وتقديم رجل وتأخير أخرى إلى الطريقة الصحيحة في فرض واقع التغيير وإلا فالبديل هو استحكام الظلم والمزيد من الدفع بالبلد في النفق المظلم الذي حذر منه الشيخ الراحل / عبد الله بن حسين الأحمر رحمة الله .

 

2- تعميم الوعي بين أبناء الشعب وكشف وفضح زيف السلطة عبر نشاط إعلامي وثقافي واسع ومكثف يخاطب الجميع ويصل إلى الجميع ويشمل كل الأساليب التوعوية وبجميع مستويات الخطاب التي توضح الحقيقة للجميع من أبناء الشعب حسب مستوياتهم الثقافية ، وهذا لمواجهة التضليل الإعلامي الذي تمارسه السلطة ويشمل النشاط الإعلامي والثقافي وترسيخ الشعور بالمسئولية وترسيخ الثقة بالنفس والثقة بالقدرة على التغيير وترسيخ ضرورة التغيير وخطورة استمرار الوضع على ما هو عليه وكشف مؤامرات السلطة وليعرف كل مواطن يمني أهميته الكبيرة وموقعه المهم فالكل مهمون ولمواقفهم أهمية كبيرة والكل متضرر من الوضع القائم.

3- بعد المرحلة التي تشهد حملة توعوية نشطة منظمة مكثفة ينتج عنها التحرك الشعبي العام بطريقة سلمية من قطاعات الشعب وأبناء المجتمع , فالتحرك الجماهيري هو الكفيل بتحقيق التغيير وكلما توسعت دائرته وتناسق تنظيمه كلما كان له فاعلية أكثر والسلطة تخشى الجماهير أكثر مما تخشى القادة السياسيين والجماهير بحاجة إلى من يأخذ بأيديها من موقعها وليس بعيدا عنها ولهذا نوجه النصح إلى كل القادة السياسيين إلى أن يكونوا أكثر قربا ومعايشة ومخاطبة للجماهير وان يكونوا هم أيضا قدوة في التضحية والجدية والجرأة بما يعزز الثقة والالتحام والتكاتف بين أبناء الشعب قادة ورموزا وجماهير.

4- من المهم جدا العمل الدؤوب لتوعية إخوتنا في القوات المسلحة والأمن بمخاطر مساعي النظام إلى فصلهم عن شعبهم وأمتهم وتحويلهم إلى أداة بيده يمارس بها الظلم والقهر والتسلط والاستبداد , وأنا على ثقة انه في حال حدوث التحرك الشعبي الواسع بالقدر اللازم وتوفر الثقة لدى الشرفاء في الجيش والأمن بان الأمور متجهة إلى التغيير فإنهم سيكونون في مقدمة الصفوف مع جماهير الشعب لأنهم كما الشعب نفسه ضحية وتضررهم بنفس القدر إن لم يكن أكثر .

هذه بعض المقترحات التي نقدمها وحاضرون لان يكون لنا دور فاعل في تطبيقها على ارض الواقع بعد التشاور للتحرك في عمل منسق ومنظم .

ونصل إلى محطة هامة وهي موضوع العدوان الذي تمارسه السلطة بين الحين والآخر على بعض محافظات الشمال فمن الواضح أن السلطة المفلسة على الصعيد السياسي والفاقدة للرشد لا تولي اهتماما بما يكفل الحل الجذري للمشكلة ولا تتحمل التزام السلوك الحضاري في معالجة المشاكل التي خلقتها هي بالأساس ولذلك هي واقفة عن اتخاذ الخطوات اللازمة من جانبها تجاه أبناء الشعب اليمني في المحافظات المتضررة من عدوانها ولا زالت حتى الآن متحفظة على السجناء بالرغم من القرار المعلن في خطاب 22 مايو ، كما لا يوجد أي خطوات ملموسة في إعمار ما دمرته الحرب .

هذا يعني أنه من الضروري تنسيق الجهود لمنع السلطة من تكرار العدوان الذي استهدفت به عموم الناس وكان ضحيته من الأطفال فقط أكثر من ثلاثمائة طفل وكذلك الضغط على السلطة للإفراج عن المعتقلين طبقاً لإعلان 22 مايو والكف عن أسلوبها القائم على استخدام العنف ولا شيء غير العنف تجاه قضايا وهموم ومشاكل أغرقت بها الشعب اليمني في شماله ووسطه وجنوبه .

ونؤكد على ضرورة التشاور لصياغة رؤية مشتركة بخصوص هذا الموضوع عبر لجان مشتركة .

والله الهادي إلى سواء السبيل .

والسلام على شعبنا اليمني العزيز المظلوم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

 صالح أحمد هبره

ممثل السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن