اليمنيون في ميتشقن الأمريكية يحتفلون بذكرى الوحدة اليمنية وصور الرئيس تغيب عنها

الإثنين 24 مايو 2010 الساعة 09 مساءً / مأرب برس – عبد الملك المثيل – خاص
عدد القراءات 4235


أحيت الجالية اليمنية الأمريكية في ولاية ميتشقن (ديترويت) ،الذكرى العشرين لأعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، على قاعة المركز الثقافي اليمني الأمريكي ، وسط حشد جماهيري كبير توافد منذ وقت مبكر الى قاعة الفعالية ، تلبية لدعوة اللجنة المنظمة والراعية للحدث ، والمنبثقة عن العديد من المؤسسات والأحزاب المعارضة والشخصيات المستقلة ،والتي رأت بعد مشاورات ونقاشات واسعة استمرت خلال الشهرين الماضيين إحياء ذكرى الوحدة بصورة جديدة ومختلفة عن المألوف مراعاة للظروف التي يمر بها الوطن اليمني وانعكاس أحداثه على الجالية بصورة مثلت تحديا كبيرا أمام اللجنة المنظمة التي سعت الى الحفاظ على روح المحبة والأخوة بين أبناء اليمن في المهجر الأمريكي ،عبر الوقوف بمصداقية وشفافية على الوحدة اليمنية خلال عشرين عاما من عمرها ،وما الأسباب التي أدت الى انتكاسة عظمتها في النفوس وكيف يمكن للقطاع الإغترابي أن يلعب دورا هاما وحيويا في استعادة الوحدة وإعادة مشروعها العظيم إلى الطريق الصحيح.

كما خلت الفعالية من المظاهر المألوفة في الإحتفالات كصور الرئيس والمدح والإشادة بالزعماء والأسماء أو الإسائة والتخوين لأي معارض أو إسم آخر

وركزت في مجملها على " تقديس الوطن اليمني ومشروع وحدته الوطني القائم على الاسس والمبادئ الوحدوية الحقيقية ، وفي الحفل ألقت اللجنة المنظمة كلمة ألقاها عنها الناشط جبر غلّاب " أنه يشعر بالفخر وهو يرى علم الجمهورية اليمنية يرتفع بفخر واعتزاز على سارية العلم في مدينة عدن الغالية ،لتكتسح الفرحة ملايين اليمنيين والعرب وشرفاء العالم ابتهاجا بتحقيق حلم الآباء والأجداد.

.

وأشار إلى " أن السنوات التي تلت يوم إعلان الجمهورية اليمنية شهدت انتكاسة خطيرة للوحدة من خلال الإغتيالات ونكث عهود ومواثيق الوحدة وكذلك حرب 94م ومن ثم الممارسة البشعة من السلطة بعدها والمتمثلة في النهب والبسط والإقصاء والتنكر لشركاء الوحدة والمشروع الوطني واحتكار السلطة لكل شيء في البلاد دون أن تعي خطورة ممارساتها التي أدت الى انفلات أمني خطير في كل المحافظات وحروب ومواجهات عسكرية في العديد منها ، وسيطرة الفساد وانتشاره في مفاصل الوطن ليفرز الحال معيشة قاسية للشعب اليمني .

وأكد في سياق كلمته أن أخطر ما يواجه اليمن اليوم هو تحوله إلى كيانات متناحرة وذلك هو التحدي الكبير والذي يقف ساخرا من مئات الفعاليات التي يقيمها اليمنيون في وطنهم الأم أو مواطن اغترابهم,وختم غلّاب كلمته بدعوة المهاجرين الى تبني مواقف فعالة داعيا الى تشكيل لجنة متابعة من الوسط الإغترابي تعمل على المشاركة في انقاذ اليمن والمساهمة في بنائه.

وفي الحفل القيت قصيدتان لللشاعرين الكبيرين محمد الزهيري (أبو بلال) والناشط السياسي المعروف الشاعر/علي بالعيد المكلاني (أبو ظافر).

تلا ذلك كلمة المؤسسات اليمنية التي القاها الناشط صالح المنصوب (المريسي) قائلا( إن في الأعياد والمناسبات المهمة يقوم الناس بتبادل التهاني والتبريكات ويؤجلون خلافاتهم لأن المناسبات والأعياد محطات تجديد ومراجعة ومشاعر حب وألفة وينابيع ود وأخوة يكبر الناس فيها الى مستوى فيض الإخاء والوفاء والتسامح) منبها في كلمته بأن المناسبات تمثل مدخلا عظيما وبابا واسعا لأصلاح العلاقات وتمتين الروابط ,وذلك ما يحدث في دول العالم مستثنيا اليمن التي يحدث فيها العكس تماما.

وأضاف (أن الوحدة اليمنية لا ينبغي أن تكون شعارا يرفع ويستخدم لخدمة مصالح فردية أو فئوية أو مناطقية ، بل يجب أن تتجسد كواقع يحفظ للوطن سيادته واستقلاله وللمواطن حقوقه وكرامته

كما ألقى الشاعرسالم السوجري قصيدة تطرق في قصيدته ايضا لواقع الجالية وما يجب عليها القيام به لتقديم دور منتظر في الوطن والمهجر ،.

أعقب تلك القصيدة كلمة ألقاها الكاتب الصحفي /عبدالملك المثيل ،مشيرا في بدايتها الى رؤية اللجنة المنظمة وحرصها على تقديم ثقافة جديدة تقوم على مناقشة القضايا الوطنية بشفافية ومصداقية ،معبرا عن سعادته بالوقوف أمام الحشد الكبير للحديث عن أعظم منجز تحقق لشعبنا في تاريخه المعاصر وهو منجز 22مايو 1990م ،قيام دولة الجمهورية اليمنية قائلا (إن الوحدة بين أبناء الشعب الواحد تمثل في حد ذاتها مصيرا مشتركا ورباطا مقدسا ومشروعا عظيما ،يستمد شرعيته وأسس بقائه من عقيدتنا التي حملت تكليفا إلاهيا واضحا للفرد والجماعة كما دل قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ،واضاف المثيل أن الحديث عن الوحدة والأخوة والمصير المشترك بين اي شعب او جماعة يفرض علينا الإستشهاد بأعظم واجل أخوة عرفها تاريخ البشرية ،ممثلا في درس المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والذي شهد ذوبان كتلتين بشريتين في كتلة واحدة على اسس العقيدة والخير والمحبة والصدق والكرامة والمساواة ،لتؤدي تلك الرابطة الأخوية إلى تحول عجلة التاريخ بأكملها منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا.

المثيل ذكّر الحاضرين بالمشاعر التي انتابت شعبنا عند تحقيق الوحدة يوم أن اعتقد وآمن أنه امام نصر يماني جديد ،سيغير من واقع حياتنا المطحونة بفعل تداعيات مرحلة التشطير ولكن وبكل اسف ومرارة ها نحن كشعب نعيش ذكرى الوحدة وقلوبنا تعتصر ألما للحال الذي وصلنا إليه بفعل الممارسات الكارثية للسلطة القائمة والتي دمرت مفهوم الوحدة ومعانيها وسرقتها من عقل وقلب وتاريخ شعبنا اليمني الصابر، وقزمت ذلك المشروع وحولته إلى مشروع عائلي صغير لا يمكن قبوله او بقائه.

كما إختتمت الفعاليه بكلمة للإستاذ/محمد الوصابي حيث تطرق فيها " لضرورة تبني الجالية لمواقف وطنية كبيرة وعظيمة ترتقي من خلالها لمستوى المسؤولية مؤكدا مرور وحدة الوطن بنكبة شديدة في مستوى أدائها.

  
إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة يمنيون في المهجر