آخر الاخبار

المليشيات تدشن حملة هدم واسعة لعشرات المنازل في صنعاء _ المواطنون يستغيثون ومصادر محلية تؤكد:المليشيات هدمت حتى اللحظة نحو 43 منزلاً وسوتها بالأرض بعد توقعات الراصد الهولندي.. زلازل تضرب 3 دول في يوم واحد قيادي مؤتمري يفسد فرحة الحوثيين بشأن انسحاب بعض السفن الغربية من البحر الأحمر - تصعيد عسكري قادم ضد وكلاء طهران وقيادي حوثي يتوسل واشنطن بالتراجع واتساب تختبر خاصية جديدة دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت هيئة كبار العلماء السعودية تعلن فتوى جديدة بخصوص الحج والتصاريح الموت يفجع الديوان الملكي السعودي بسبب الفسق والفجور .. حكم قضائي بسجن الفنانة حليمة بولند عامين وغرامه مالية باهظة.. تفاصيل مسؤول عربي يحذر من تحديات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي أمام العرب والعالم دورة متقدمة في الأمن الرقمي لـ15 صحفية ومدافعة عن حقوق الإنسان بمأرب تقيمها منظمة صدى فورين بوليسي الأمريكية: هل تعاقب واشنطن قوات الدعم السريع السودانية؟

في تقاسيم وجوه العجائز تقرأ قصة معاناة و أطفال لم تعد المدرسة من أحلامهم

الأربعاء 28 إبريل-نيسان 2010 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - سامية الأغبري
عدد القراءات 10044

في الطريق من محافظة لحج إلى عدن وعلى جنبات تلك الطريق يرى المسافر صورة من صور البؤس والحرمان والمعاناة التي يعيشها أبناء تلك المناطق النائية, يرى شبه عشش متناثرة يسكنها مواطنون في حين هي لاتليق حتى بحيوانات فكيف بالإنسان الذي كرمه الله وأهانه الحاكم والفاسدين الذين يقتاتون من دماء الفقراء ويمتصون عرقهم وكدهم.

هناك على جنبات الطريق وتحت أشعة الشمس الحارقة وبرد شتاء لايرحم يستقبلك أطفال بأجساد نحيلة ووجوه شاحبة إرتسمت عليها ملامح البؤس والأسى وابتسامة طفولة بريئة تخفى وراءها معاناة وحمل ثقيل مبكر لأطفال قتلت أحلامهم .. أطفال حفاة ,شبه عراة .. بملابس رثة وعجائز يعشن الذل اليومي دون احترام أو مراعاة لكبر سنهن., يقفون ينتظرون سيارة عابرة يمدون أيديهم على أمل الحصول على بضع ريالات يشترون بها "دبة ماء" 10 لتر يصل سعرها أحياناً من50 ريال إلى 250 ريال,.و"الوايت " الماء يصل سعره إلى 16,000 ستة عشر ألف ريال.الماء الذي تحتاجه الكائنات من أجل الحياه غير متوفر وان وجد فيباع بمبالغ خيالية.

هكذا يبدأ أطفال تلك المناطق يومهم الطويل والمضني, أطفال لم تعد صفوف الدراسة وحقيبة المدرسة .. لم يعد القلم والدفتر ضمن أحلامهم , ولم يعد التخطيط لحصول على حذاء يحمي أقدامهم الصغيرة من أشواك الطرقات وحجارتها من أحلامهم وكذا البحث عن ملابس يغطون بهم أجسادهم ليست من أولوياتهم فقط يحلمون بكسرة خبز تسد رمقهم وشربة ماء تروي عطشهم.

نعم في الوجوه الشاحبة لاؤلائك الأطفال يرى العابر من تلك الطريق مستقبل هذا الوطن.. مستقبل مجهول كمستقبل أطفاله, وفي تقاسيم وجوه العجائز هناك يقرأ حكاية ألآم , وواقع مر ومعاناة تزداد مع تقدمهن بالعمر.

حقيقة ان أي منجز من منجزات الثورة والوحدة لم يصل الى هناك, لا مشاريع مياه ولا كهرباء ولامدراس ولا مستشفيات ولا حتى بيوت, والبيوت حتى لا نستطيع القول أنها عشه كبقية العشش هي اسوأ من الخيام والعشش, هو منزل أتى صاحبه بأربعة عصي وثبتها في الارض ومن فوقها بطانية او أكياس بلاستيكية علها تقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف.

لكنها في الواقع لا تقيهم شيء لاالبرد ولا الحر ولا الأمطار التي تجرفها احيانا كثيرة, يستغرب المرء كيف لهؤلاء ان يعيشوا بهكذا وضع!

مناطق تفتقر لأدنى مقومات الحياة ,والمنجز الوحيد في احدى القرى القريبة من مخيم خرز مدرسة خالية من الطلاب والكراسي والمدرسين والنوافذ ! مبنى فقط يطلق عليه مدرسة.

صور التقطها الناشطان والمحاميان عبد الرحمن برمان واحمد عرمان, اللذين شدا الرحال الى مخيم خرز للاطلاع على أوضاع اللاجئين في المعسكرات باعتبارهما يمثلان منظمة حقوقية لكنهما صدما حين وجدا ان أوضاع اللاجئين هناك أفضل بكثير مقارنة بأوضاع المواطنيين اليمنيين , الذين بدات أوضاعهم مزرية واسوأ بكثير من أوضاع من يسكنون المخيمات, اليمنيون لم يجدوا حتى تلك الخيم والعشش.

المعاناة.حداً لم ير تلك الحالات البائسة ..المعاناة .. ذلك الفقر.. على طريق لحج- عدن؟معاناة منذ سنين طويلة وواقع مزر ومترد يتحدث عن فشل الدولة , وعن ظلمها , معاناة يمر بها ربما يوميا المئات من الناس في ذهابهم وإيابهم, فكيف لم ينتبهوا إن هؤلاء المنسيين هم بشر يستحقون العيش بكرامة ولهم الحق في المسكن والمأكل وتعليم أبنائهم لهم حق في الصحة , وفي مشاريع الدولة التي تتغنى بتحقيقها.

أين هي المنظمات الحقوقية من هذه الحالات ومن هذا الظلم؟ أين منظمات المعنية بحقوق النساء و الأطفال؟ أليس هؤلاء بشر ألا يستحقون النظر إليهم بعين الرحمة , من تلك المنظمات , ومنحهم حقهم من قبل الدولة؟

هو نداء لكل المنظمات والجمعيات لكل من يدافع عن كرامة الإنسان هؤلاء إخوة لنا .. بشر يعيشون على هامش الحياة وبدل من الصراخ والتنديد والشجب وهبر الملايين باسم الدفاع عن الحقوق في صالات فنادق خمسة نجوم مغلقة .. اخرجوا إلى الشارع ..انزلوا إلى تلك المناطق التي لم تصل إليها مشاريع السلطة ولا المنظمات والجمعيات الخيرية.

وسؤال إلى النظام الحاكم أليس القابعون في عشش هم مواطنين؟ أليست تلك المناطق يمنية؟ فلما مشاريعكم لم تصل أليها.

*بداية معسكر خراز للاجئين

*بناء يفترض انه مدرسة.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن