معاناة مئات المواطنين وتحولهم إلى عاطلين بعد قرار نقل الأسواق من داخل مدينة تعز الى خارجها

الثلاثاء 16 فبراير-شباط 2010 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - استطلاع وتصوير - جبر صبر
عدد القراءات 10922
 
 

إلى ما قبل عام كان المئات من المواطنين بمدينة تعز يعيشون على حرف مهنية وأعمال يدوية توفر لهم فرص عمل ويعيلون منها أسرهم ومصدر رزقهم الوحيد،إلى أن جاء ما وصفوه بالقرار المشئوم من قبل قيادة المحافظة وسرحهم من أعمالهم ومحلاتهم وقذف بهم الى رصيف البطالة المكتظ بآلاف المواطنين.

في هذا التقرير نتناول "بقية القصة" لمعاناة مئات المواطنين بتعز سبق وأن تناولتها "المصدر" قبل عام كامل عقب قرار قيادة المحافظة قضى بنقل أكثر من 17 سوقاً الى خارج المدينة.

فقد كان المواطنون يعتمدون في مصدر دخلهم الوحيد داخل المدينة على العمل بالقرب من تلك الأسواق في محلات تجارية وخدمية مختلفة(مطاعم،مراكز اتصالات، دكاكين وغيرها).

ففي زيارتنا الأولى لهم عقب صدور قرار نقل الاسواق ببضعة أيام ،كان هؤلاء المواطنين قد عبروا عن استنكارهم واستياءهم الشديد من ذلك القرار الذي حول حياتهم الى معسرين وعاطلين عن العمل،وفي ذات الوقت كان البعض منهم لازال يعمل وسط ضئالة العمل وقلة إقبال الزبائن عليهم بعد نقل الرافد الكبير لهم وحركتهم في أعمالهم،وكانت بعض المحلات لازالت فاتحةً أبوابها "لطلبة الله".إلا أننا عند زيارتنا الأخيرة للأسواق التي تم إغلاقها الخميس الماضي وجدنا محلات كثيرة قد أغلقت أبوابها ونزح عمالها وهجرها أصحابها،عدا محلات قليلة خاوية على عروشها من الزبائن إلا من أصحابها رازحين أمام أبوابها بانتظار الزبون يأتي".

فبجوار سوق ديلوكس الذي أغلق وجدنا عدة مح لات موصدة الأبواب بعد ان كانت تكتظ بالزبائن وحركة دؤوبه قبل قرار إغلاقها.

فأمام محل حلويات كان يجلس الشاب/خليل عبد الله محمد بانتظار أن يدخل المحل زبون يقول: أصبح العمل لدينا شبه معدوم حتى أننا لانستطيع ان نوفر احتياجاتنا الأساسية وحق إيجار المحل،فبعد ان كنا نشتغل باليوم ب40- 50 الف ريال باليوم أصبح لايتجاوز شغلنا بألفين ريال باليوم".

محل الحلويات المحل الوحيد الذي وجدنا لازال مفتوحاً بذات ناصية الشارع فيما عدد من المحلات بجواره "اتصالات ومطاعم" أقفلت بعد نقل السوق وتحول اصحابها وعمالها الى بطاله حسب "خليل".

مطعم سرح 11 عامل بدايةً ثم أغلق ورحل صاحبه:

بالقرب من ذات السوق عند زيارتنا الأولى كان هناك مطعم كبير لازال يعمل بالرغم من تسريح 11 عامل من عماله بعد إغلاق ذات السوق،إلا اننا وفي زيارتنا الأخيرة وجدناه قد أغلق وهجره صاحبه بعد تراكم الإيجارات عليه والديون،لعدم وجود الزبائن".

نقل الأسواق التي وصفها المواطنين بالكارثة التي حلت بالمئات منهم وأسرهم لم يتم إيجاد البديل لم تهجروا قسراً من محلاتهم وأعمالهم وكذا العاملين في الاسواق كما لم ت وفر لهم فرص عمل قبل وبعد اتخاذ القرار من قيادة المحافظة.

صاحب مطعم: 2 من عمالي أصبحوا مجانين لعدم وجود عمل

بل زاد ذلك من معاناتهم تراكم الديون على أصحاب المحلات فيما تحول العاملين الى عاطلين عن العمل.

فهذا عبد الله العزعزي صاحب مطعم بالقرب من سوق ديلوكس يقول: انه يعاني بعد إغلاق السوق فقد تراكمت عليه الديون حتى وصلت اكثر من مليون ريال إيجارات المطعم،يضيف وهو يحلف بالله" والله بعنا البقر والغنم وكل ما لدينا حتى نغطي الديون".

ويؤكد العزعزي" ان 15 عامل كان يعمل لديه في المطعم فقام بتسريحهم مضطراً بعد إغلاق السوق وضئالة العمل وبقي يعمل هو ونجله فقط، مؤكداً بذات الوقت " ان اثنين من عماله اصبحوا "مجانين" بعد تعطلهم ولم يجدوا أي عمل".

ويضيف في حديثه لـ" المصدر" مدينة تعز كلها تأثرت واشتلت حركتها بسبب نقل الاسواق وبجوارها عشرات المحلات، حتى انك تدخل الشوارع وكأنك في رمضان "رقدوا المدينة الى ابعد حدود".

وفي وسط السوق وجدنا محلاً لبيع الشعير الذي بقي مفتوحاً والى جواره عدة محلات مغلقة،وفي ذات المجل كان شاباً واقفاً كما يقول: حتى يأتي اليه زبون ولم يأتي ،حتى انه لم يستطيع البيع بمقابل أجرته،بل وصل به الأمر عند شرائنا منه لايملك "صرف"500 ريال.

وفي محل فواكه وجدنا شاب جالساً ويديه على خديه وعند وصولنا اليه سألناه عن العمل؟: فأجاب الشاب/ محمد الزبيدي" زي ما أنت شايف العمل بارد وما فيش حتى زبون نجلس الساعات حتى يأتينا الزبون،ويواصل" ما ندخله لايكفي للقمة العيش ومن قبل كنا نشتغل بأكثر من 20 ألف باليوم مع وجود السوق".

مالك سوق ديلوكس:القرار الحق بي أضرار كبيرة

من جهته اعتبر مالك سوق ديلوكس – مهيوب ابراهيم الزغروري " ما قامت به قيادة المحافظة من اتخاذ قرار بأنه مجحف وقد ألحق به أضراراً كبيره وكبده مبالغ طائلة في تجهيز السوق بكامل البنية الاساسية، وشراء الساحة وتسويرها كلفه ذلك 40 مليون ريال ،إضافة الى قيامه بعمل مظلة حديثه للسوق كلفته اكثر من 50 مليون ريال ،وكذا انشاء مسجد السوق ومرفقاته وعمل الانارات من جميع الاتجاهات".

واكد الزغروري في حديثه لـ"المصدر" ان لديه ترخيص بذلك من مكتب الاشغال بتعز،إضافةً الى عقد اتفاق بينه والمجلس المحلي بمديرية القاهرة بتاريخ 2005م (زود ا لصحيفة بنسخة من ذلك وبقية الوثائق) بتسديد الرسوم المفروضة عليه،وكذا سندات قبض، مما يؤكد ان السوق مرخص له".

واشار الى انه رفع دعوى قضائية لدى المحكمة التجارية الابتدائية ضد المجلس المحلي صندوق النظافة والتحسين بمديرية القاهرة لمنعها ممارسة نشاطه الأساسي في السوق التابع له.

سوق عصيفرة: خالي من الخدمات الأساسية

وفي حين كان محافظ محافظة تعز قد أكد في تصريح سابق لـ"المصدر" ان القرار صائب وإيجابي إذ خفف من ازدحام المدينة من خلال نقل 17 سوقاً داخل المدينة الى خارجها في سوق واحد. لكن المواطنين اعتبروه مجحف بحقهم وزاد من معاناتهم.

سوق عصيفره الذي احتوى كل الأسواق لاتوجد به الخدمات الأساسية كما كانت عليه الأسواق السابقة" مصلى،حمامات،سقيفة".رغم أن حمود الصوفي محافظ تعز كان قد أكد لنا بوقت سابق انه سيتم العمل على توفير تلك الخدمات في السوق،لكن وبعد مرور عام على تأكيده ذلك لازال السوق وعند زيارتنا الأخيرة على ماهو عليه خالياً من ذات الخدمات.

*صحيفة المصدر