تقرير لرويترز: ضعف الحكومة وتفشي الفساد والمحسوبية أعاق المستثمرين باليمن

الثلاثاء 16 فبراير-شباط 2010 الساعة 07 مساءً / مأرب برس-عدن- متابعة خاصة:
عدد القراءات 5379

أكد تقرير لوكالة رويترز للأنباء أن بعض المستثمرين في اليمن يواجهون مشاكل "تتمثل في ضعف سلطة الحكومة ببعض المناطق وتفشي الفساد والمحسوبية، وفي حين يعاني اليمن من فقر مدقع ويخوض صراعات عنيفة ويحارب تنظيم القاعدة الذي يتواجد فيه مقر تنظيم قاعدة جزيرة العرب".

مشيرا إلى أن اليمن "ليس هو المكان الذي يرد على الخاطر عند الحديث عن فرصة استثمارية جذابه، إذ يقول دبلوماسيون أن غالبا ما توزع الوظائف الكبيرة على أساس الولاء وليس الكفاءة مما يتسبب في وجود عقبات تقف حائلا أمام عملهم".

وبينما قال معد التقرير "أولف ليسينج" :"لا تلوح في الأفق سوى إشارات ضئيلة على وجود نشاط اقتصادي جديد،" فقد أشار إلى أ"ن اليمن ربما يتحول الى قصة نجاح اقتصادي يوفر المزيد من الوظائف لشبابه البالغ عددهم 23 مليون الذي من المقرر أن يتضاعف في غضون عشرين عاما".

لافتاً إلى أن المستثمرين في اليمن يجدون "أن الأموال متوفرة لمشروعات البنية التحتية وغيرها، وعلى الرغم من ضعف موارد اليمن".

وأكد التقرير الذي نشرته وكالة رويترز اليوم الثلاثاء- "أن المانحين تعهدوا بدفع مبلغ 4.7 مليار دولار عام 2006 لكن معظم هذا المبلغ لم ينفق بعد".

ونقل التقرير عن دبلوماسي قال أنه يعمل لدى منظمة دولية في صنعاء قوله "تتأخر العديد من المشروعات لانك لن تجد ما يكفي من الموارد والكفاءات في الوزارات،، وتضطر في أغلب الأحيان الى تعيين طاقم عمل أجنبي لانجاز أي مشروع."

وأشار التقرير إلى "أن العديد من سكان جنوب اليمن يشعرون انهم كانوا أفضل حالا قبل ضم دولتهم الاشتراكية السابقة إلى الشمال عام 1990م، وبعد أن خسر الجنوب حربا من أجل الانفصال بعد ذلك بأربع سنوات، حيث أنهم ومن ذلك الحين يشكون من حصول الشماليين على معظم الوظائف والموارد"- حسب التقرير.

وأضاف "وعلى الرغم من أن اليمن هو واحد من الدول القليلة في العالم التي لا توجد فيها مطاعم مكدونالدز وبيرجر كينج الا انه يحاول على الأقل جذب المستثمرين الأجانب إلى منطقة التجارة الحرة في عدن حيث يقع مصنع الصلب الذي يعمل فيه سينغ".

ونقل التقرير عن عبد الجليل الشعيبي رئيس المنطقة الحرة بعدن قوله :"ان المنطقة تقدم منذ سنوات إعفاءات ضريبية على الأرباح ولا تفرض قيودا على الملكية وتوفر أراضي رخيصة للمستثمرين الذين التزموا حتى الان بنحو 800 مليون دولار، وأن المنطقة تتقدم بسرعة لكن ليس بالسرعة الكافية".

وقال الشعيبي:" ان العمالة اليمنية رخيصة وان الفكرة هي اثارة اهتمام اليمنيين ببلدهم ليطوروه فيحذو اخرون حذوهم".

وأكد معد التقرير "أن في ميناء عدن- الذي قال أنه كان واحدا من أكبر الموانيء في العالم- "يوجد جزء كبير من صناعة النفط والغاز في اليمن لكن الكتل السكنية الكئيبة وشوارع المدينة التي تنتشر فيها الحفر تشهد على سنوات من الإهمال ولم تطرأ تغييرات كبيرة على مبنى سلطة ميناء عدن بلافتاته المكتوبة باللغة الانجليزية وسلمه الخشبي منذ الحكم البريطاني لليمن الذي انتهى عام 1967 ومهد الطريق بعده لجمهورية يمنية يدعمها ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي" -حسب ما أروده كاتب التقرير.

وكشف التقرير عن "أن اليمن يجري محادثات مع مستثمرين لتحديث منشأة تكرير البترول العتيقة في عدن التي بنيت أيام الحكم البريطاني ودمرتها الحرب الأهلية في اليمن عام 1994م ، لكن خبراء يقولون أن هذا عمل شاقاً يتطلب مليارات الدولارات". وفي حين أشار الشعيبي- رئيس المنطقة الحرة إلى بدء الأعمال التحضيرية لبناء مستثمرين سعوديين منشأة لتكرير السكر"، غير أن خططا أخرى في المنطقة الحرة بعدن- قال معد التقرير- "أن من المستبعد أن ترى النور من بينها بناء مطار جديد، بعد أن أصبح مبنى المطار الموجود حاليا يشهد عددا محدودا فقط من رحلات الطيران اليومية".

اليمن يعاني من فقر مدقع ويقع فيه مقر تنظيم القاعدة بجزيرة العرب

وأضاف تقرير وكالة رويترز "أن اليمن بلد يخوض صراعات عنيفة ويحارب تنظيم القاعدة ويعاني من فقر مدقع ليس هو المكان الذي يرد على الخاطر عند الحديث عن فرصة استثمارية جذابة". غير أن معد التقرير ألمح في مانقله عن المستثمر الهندي "رافيندر سينغ" "تغزله في مزايا إقامة المشروعات في اليمن الذي قال "أن الأنظار الكثيرة لم تكن توجه اليه إلا بعد ان أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يقع مقره باليمن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة أمريكية يوم 25 ديسمبر كانون الأول".

حيث أبدى "سينغ" الذي أنشأ مصنعا للصلب في ميناء عدن عام 2005م إعجابه وإندهاشه من قدرات ومهارات العمالة اليمنية التي قال "أنا مندهش من مهارة القوى العاملة في اليمن وإلتزامها،، لقد عملت في الهند لأكثر من 30 عاما وفي عدة أماكن لكنني لم أقابل قوى عاملة تتمتع بالتزام اليمنيين."

ورغم الإشادة الواضحة لسينغ - الذي يغطي إنتاج مصنعه من الصلب البالغ 100 ألف طن سنويا، سدس الطلب اليمني- بالعاملين اليمنين لديه وقوله أنهم أذكياء و"لهم عقول بكر" يمكن تدريبها بسهولة". إلا أن "أولف ليسينج"- معد التقرير وصف إشادته بأنها قد تكون غير متوقعة في بلد قال "أن وكالات تابعة للأمم المتحدة تقدر أن نسبة المتعلمين بين البالغين فيه لا تتعدى 54 % وأن 55 % فقط من الأطفال يذهبون إلى المدارس، بينما غالبية اليمنيين يقضون أكثر من نصف اليوم يمضغون نبات القات المخدر الذي يشبه مادة الامفيتامين".

ومع ذلك يعتقد "سينغ"- حسب التقرير-" أن اليمن مستعد الان لتحقيق طفرة في النمو الصناعي وهي رؤية تختلف مع مناخ اقتصادي كئيب بالنظر الى تراجع انتاج النفط اليمني وتناقص إمدادات المياه فيه.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة