خبراء عسكريون وسياسيون يحذرون من تدويل الأزمة اليمنية ومن شرعنة التدخل العسكري فيها

السبت 23 يناير-كانون الثاني 2010 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - متابعات:
عدد القراءات 8718

بدت الأزمة التي تعيشها اليمن على نحو أكبر دوليا, وأضحت تثير المخاوف من مسألة تدوليها, وإضافتها إلى الدول العربية والإسلامية التي ترزح تحت وطأة الاحتلالات الأمريكية, وتحت وطأة انعدام الدولة وشيوع الفوضى.

من القاهرة, أبدى خبراء عسكريون وسياسيون تخوفهم من مؤتمر لندن الذي سيعقد الأربعاء القادم في العاصمة البريطانية لندن, محذرين من شرعنة التدخل الخارجي في اليمن, ومن الأطماع الغربية التي تهدف إلى التواجد العسكري المباشر في اليمن وفي بحر العرب وخليج عدن, مؤكدين حاجة اليمن إلى الدعم اللوجستي لتجاوز الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها.

وأشار الخبراء في تخوفهم إلى تجربة العراق وأفغانستان, منوهين إلى أن الحالة اليمنية تحتاج إلى حلول مختلفة شككوا فى توفرها لدى الراعين لمؤتمر لندن, طبقا لما نقلته جريدة المدينة السعودية اليوم السبت.

ونقل عن الخبراء العسكريين والسياسيين قولهم إن اليمن تحتاج أولا إلى دعم مادي ولوجستى اقتصادي وليس مساعدات على مواجهة الإرهاب على طريقة جورج بوش الابن.

التدخل العسكري سيحدث تأثيرا عكسيا

حيث رأى الدكتور حسن ابو طالب- نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية انه يجب النظر بنوع من الحذر لمؤتمر لندن القادم حول اليمن "وإن كان من الضروري أن نسلم بتشابك وتعقيد الأزمة اليمنية التي لازمتها حالات من الصمت والترقب إلى أن تفجرت أزمة الحوثيين ودخلت اليمن في حرب مباشرة لمواجهة التمرد بأبعاده المختلفة سواء في مواجهة الحوثيين او مواجهة التمرد الجنوبي ورغبة بعض الجنوبيين في الانفصال او سواء ما يتعلق بتنامي وجود القاعدة في اليمن واستعمال ارض اليمن لتدريب عناصر من التنظيم كما ظهر مؤخراً".

وحذر أبو طالب من التدخل العسكري الذي قال إنه سيحدث تأثير عكسي كما حدث في كل من أفغانستان والعراق, مشيرا إلى أنه من الضروري أن يضع الجميع في عين الاعتبار ما يمكن ان يسفر عنه اي قرار دولي بالتدخل العسكري في اليمن او دعم اليمن عسكريا, مقترحا أن تكون هناك أجندة مقترحة تتجنب اخطاء الماضي من إمكانية التدخل العسكري المباشر الذي ينتج عنه نتائج سلبية وضحايا من المواطنين الأهليين ما يؤدي إلى تزايد حجم الكوارث, مما ينتج نتائج عكسية.

طائرة ديترويت هي المحرك الأساسي لمؤتمر لندن

وقال أبو طالب إن التدخل الدولي يكون معنيا في الأساس بمصالح الدول الكبرى, مبينا أن التصريحات التي أطلقت مؤخرا في أعقاب محاولة تفجير طائرة تجارية أمريكية تقوم برحلة بين امستردام وديترويت الشهر الماضي واعتراف الشاب النيجيري عمر الفاروق الذي قام بالمحاولة بأنه تدرب على يد القاعدة في اليمن لتنفيذ هذا الاعتداء الفاشل الذي تبناه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومقره في اليمن, هي المحرك الأساسي للدعوة البريطانية حيث استشعرت الدول الكبرى بمخاطر تنامي تنظيم القاعدة في اليمن ومن ثم جاءت الدعوة إلى المؤتمر.

وأضاف أن اليمن تحتاج إلى دعم مادي ولوجيستي لمواجهة الأزمة المالية التي تواجهها والضائقة الاقتصادية المترتبة على ارتفاع نفقات المواجهات العسكرية الداخلية بالإضافة إلى ضرورة البحث عن سبل مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تستوطنها.

قلق من تدويل المواجهات مع الحوثيين والقاعدة

إلى ذلك حذر الدكتور محمد رأفت عثمان- أستاذ التاريخ والمتخصص في الشأن الآسيوي من أن الوضع المتشابك في اليمن يستوجب البحث عن حل حبذا لو كان هذا الحل ينطلق من الداخل العربي والإسلامي.

وقال عثمان "إذا كان مؤتمر لندن محاولة دولية لاحتواء الأزمة اليمنية فإن الدول الغربية معنية في الأساس بمواجهة الإرهاب والمخاطر التي قد تواجهها بعد استفحال تنظيم القاعدة في اليمن وتحرك الحوثيين ضد الحكومة اليمنية ومن ثم فإن الحلول الغربية أو الدولية ستكون قاصرة إذا اعتمدت التدخل العسكري".

وأضاف أن مبعث القلق هو أن "تدويل" المواجهات، التي تشهدها اليمن الآن، سواء ضد "الحوثيين" أو "القاعدة"، قد يزيد الأوضاع تعقيداً، مؤكدا حاجة اليمن إلى الدعم والإسناد.

وحذر من أن يفتح مؤتمر لندن المزمع عقده هذا الأسبوع بالتزامن مع مؤتمر مماثل بشأن أفغانستان في العاصمة البريطانية ذاتها، أبواباً جديدة لمزيد من التدخل في شؤون اليمن, منوها إلى أن المطلوب من مؤتمر لندن بالدرجة الأولى هو الدعم الاقتصادي العاجل، وذلك لأن الأوضاع الاقتصادية المتردية سواء في اليمن أو في غيرها هي البيئة التي ينتعش فيها التشدد والإرهاب.

أطماع غربية بالتواجد العسكري في اليمن

وفي السياق, حذر اللواء محمد نبيل فؤاد- خبير الإرهاب الدولي في الأمم المتحدة مما يسميه بـ"صناعة الإرهاب لإتاحة مشروعية التدخل الأجنبي في الشأن العربي والإسلامي" مؤكدا أن المطلوب من مؤتمر لندن هو موقف منطقي يستمع في الأساس إلى الرؤى العربية للحل وليس لفرض الحلول على اليمن.

وأشار إلى أن هناك أطماعا غربية هدفها الاستراتيجي الجوهري هو التواجد العسكري المباشر في اليمن وفي بحر العرب وخليج عدن.