من يملك ضوء الشمس؟… مشروع فضائي مجنون يثير رعب العلماء ويهدد ليل الأرض

السبت 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2025 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس -وكالات
عدد القراءات 2046

في خطوة وُصفت بأنها “جنونية ومروّعة”، أعلنت شركة أميركية ناشئة عن مشروع غير مسبوق يهدف إلى بيع ضوء الشمس من الفضاء، ما أثار موجة عارمة من الجدل والخوف في الأوساط العلمية حول العالم.

المشروع، الذي تتبناه شركة Reflect Orbital الكاليفورنية، يسعى إلى إطلاق آلاف المرايا الفضائية العملاقة لعكس أشعة الشمس نحو الأرض بعد غروبها، بهدف إضاءة المدن والحقول ليلًا، وتمديد ساعات الطاقة الشمسية، وتقليل الحاجة للإنارة الصناعية.

ووفقاً لخطة الشركة، سيتم إرسال أول قمر تجريبي يحمل اسم “EARENDIL-1” مطلع عام 2026، على أن يتبعه إطلاق أكثر من 4 آلاف مرآة بحجم ملعب تنس بحلول عام 2030.

وتبلغ مساحة كل مرآة نحو 325 مترًا مربعًا، قادرة على إنارة مساحة قطرها خمسة كيلومترات، بسطوع يعادل أربعة أضعاف ضوء القمر الكامل.

لكن رغم الوعود “المشرقة”، فإن العلماء يرون أن الفكرة “كارثية بيئيًا وفلكيًا”، لأنها ستؤدي إلى تلوث ضوئي دائم وتدمير الرؤية الفلكية، بل وقد تُربك حركة الطيران وتؤثر في النظم البيئية وسلوك الحيوانات.

الخبيرة البريطانية فيونا تومسون وصفت الفكرة بأنها “معيبة منذ البداية”، مشيرة إلى أن التجارب السابقة – مثل مشروع روسيا الفاشل “زناميا” في التسعينيات – أثبتت أن التحكم في المرايا المدارية أمر شبه مستحيل.

أما العالمة الكندية سامانثا لولر فذهبت أبعد من ذلك، ووصفت المشروع بأنه “رعب حقيقي يهدد سماء الليل”، محذّرة من أن “قرارًا واحدًا من شركة صغيرة قد يغيّر مشهد السماء للأبد”.

وحذّر نائب مدير الجمعية الفلكية الملكية روبرت ماسي من أن المشروع “يحوّل التلوث الضوئي إلى تجارة”، مما قد يُحدث “سابقة خطيرة” في استغلال السماء لأغراض تجارية بحتة.

ويؤكد خبراء الطاقة أن الضوء المنعكس سيكون أضعف بآلاف المرات من ضوء النهار، ولن يوفر أي فائدة حقيقية لتوليد الطاقة، فضلًا عن التكلفة الهائلة لإطلاق وتشغيل آلاف المرايا.

أما الخطر الأكبر، فهو احتمال تحطم المرايا نتيجة اصطدامها بالحطام الفضائي، مما قد يحولها إلى كرات من الضوء العشوائي تتوهج في السماء وتسبب فوضى بصرية غير مسبوقة.

ورغم الجدل، تمضي الشركة قدمًا في مشروعها، مؤكدة أنها ستجري تقييمًا بيئيًا بعد الإطلاق التجريبي — خطوة اعتبرها العلماء “متأخرة جدًا”، لأن الأضرار قد تبدأ قبل أن تكتمل التجارب.

وتختتم العالمة لولر بعبارة تختصر الموقف:

> “يكفي قرار واحد من وكالة واحدة لتغيير سماء الليل لكل إنسان على الأرض… وهذا هو الرعب الحقيقي.

” هل سنستيقظ يومًا على ليلٍ بلا ظلام؟