حذرت صحيفة الاندبندنت البريطانية من عواقب التطورات في اليمن, والذي قد يأتي يوم تعظ فيه الولايات المتحدة وبريطانيا أصابع الندم بسبب تدخلهما في شئونها, في حين أكد السفير البريطاني في صنعاء أن المؤتمر الذي دعا له رئيس الوزراء البريطاني سيعقد في الـ28 من يناير الجاري بمشاركة 43 دولة.

وأضاف مقال للكاتب باتريك كوكبيرن أن إنشاء فرقة لمكافحة الإرهاب من أفراد أمن يمنين مدربين على يد قوات أجنبية سيكون سلاحا ذا حدين، فيما تعمل الحكومة اليمنية على تصوير أعدائها الكثر سواء أكانوا من المسلحين الشيعة أو الانفصاليين في الجنوب على أنهم حلفاء للقاعدة, حد تعبيره.

وأوضح كوكبيرن أن إغلاق السفارة الأمريكية, التي وصفها بالحصن الشنيع, يؤكد مدى ضعف هذه المنشآت في زمن الانتحاريين, مشيرا إلى أن غرض حمايتها بكل السبل، كما في بغداد، يحولها إلى جيب أجنبي محصن ينظر إليه أهل المنطقة باستياء ويصبح رمزا للنوايا الامبريالية.

ويفسر في مقاله الذي أتى تحت عنوان "هذا الحصن الشنيع دليل على أن الولايات المتحدة لا تتوقع الحب"، أن التصميم المعماري للسفارة هو ثمرة مراجعات أمنية ترى في السفارات خنادق من الاسمنت المسلح أنشئت لتصمد في وجه هجمات في أرض معادية لا كمركز لتعزيز النوايا الحسنة تجاه الولايات المتحدة, حد تعبيره.

وقال الكاتب إن من السهل الإحساس بمدى قلق وزارة الخارجية الأمريكية إزاء أمن السفارة، ويعدد سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها في السابق، موضحا أن المبنى حين زاره قبل أعوام بدا كئيبا للإقامة فيه ويستحيل تقريبا العمل فيه.

43 دولة ستدعم اليمن في مواجهة الإرهاب

إلى ذلك قال السفير البريطاني بصنعاء تيم تورلو، انه يجري حاليا التحضير لعقد مؤتمر دولي لمساعدة اليمن في مواجهة التحديات التي بات يمثلها الإرهاب وتنظيم القاعد بمشاركة 43 دولة في الـ 28 من الشهر الجاري في العاصمة البريطانية لندن, والذي كان قد دعا له رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون.

ونقلت وكالة أنباء سبأ عن السفير تورلو قوله اليوم الاثنين إن أجندة المؤتمر ستتضمن أربعة أهداف تتمثل في حشد الدعم لمساعدة اليمن في المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية... نافيا صحة ما تردد عن أنها ستركز على التعاطي مع التحديات التي تواجهها اليمن من منظور أمني وعسكري .

وأوضح أن الحكومة البريطانية تنطلق في رؤيتها لطبيعة التحديات التي تواجه اليمن من منظور أمني واقتصادي, مشيرا إلى أهمية دعم اليمن اقتصاديا لمساعدة الحكومة اليمنية على مواجهة التحديات الأمنية والتنموية وانه لا يمكن الفصل بين الارتباط العضوي بين الاقتصاد والأمن, مؤكدا على أن المؤتمر الدولي المرتقب لحشد الدعم لمساعدة اليمن سيكون تظاهرة مماثلة لمؤتمر لندن للمانحين الذي عقد في لندن منتصف شهر نوفمبر من العام 2006م, وستشارك به كافة الدول التى شاركت في المؤتمر الدولي الخاص بدعم أفغانستان,

وفيما يتعلق بإغلاق السفارة البريطانية في صنعاء أكد السفير البريطاني أن إغلاقها لا يزيد عن كونه أجراء احترازي فرضته اعتبارات أمنية مؤقتة وطارئة, موضحا انه سيتم إعادة فتح السفارة قريبا, حد تعبيره.

وكانت الحكومة على لسان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم إسماعيل الأرحبي الذي التقى السفير البريطاني اليوم ، قد اعتبرت أن المؤتمر الدولي فرصة لاطلاع مجتمع المانحين على طبيعة التحديات التي وصفتها بـ"الكبرى" والتي تواجهها اليمن على الصعيد الاقتصادي والتنموي, مشيرا إلى أهمية مبادرة الدول المانحة بوضع اليمن على قائمة الدول الأولى بالرعاية والحصول على المساعدات في أطار برنامج دعم طويل المدي لمساعدة اليمن على التغلب ومواجهة التحديات التي تواجهها, طبقا لما أوردته وكالة أنباء سبأ.