وزير الإعلام: الحرب أخذت منحى خطيرا بفعل أياد أجنبية

الخميس 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس:
عدد القراءات 9956

اتهم حسن اللوزي أياد خبيثة بالتدخل في الشؤون اليمنية الداخلية، مؤكدا أن فتنة الحوثيين أخذت منحًى خطيراً عندما حاولت عناصر التمرد والتخريب توسيع نطاق عدوانها إلى المساس بالسيادة الوطنية للسعودية والاعتداء على منطقة جازان وقراها.

وكشف وزير الإعلام في حوار مع صحيفة (الحياة) أن هناك ترتيبات وإعداد سري خطير بالاستعانة بالخبرات الخارجية تؤكد المساس بالسيادة الوطنية ثم المساس بالوحدة الوطنية اليمنية.

واتهم الحوثيين بأنهم عناصر مأجورة تستهدف خلق بؤرة لنفوذ خارج نطاق سيادة الدولة في محافظة صعدة، مجددا اتهامه لحوزات ومرجعيات في إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية. 

كما كشف الوزير اللوزي أن القوات الحكومية اليمنية تمكنت من الكشف عن استخدام الحوثيين للأطفال في تهريب الأسلحة وتهريب أنواع من الصواعق المتفجرة.

وقال بأنها ضبطت 16 طفلا, أُفرج عن بعضهم, كانوا يرتدون الصواعق التي تعمل على إشعال المتفجرات والألغام وغيرها من الوسائل التي يستخدمها الحوثيون, بالإضافة إلى أدوات تستخدم في العمليات العسكرية.

نص الحوار..

هل كانت زيارتكم الأخيرة إلى السعودية لمناقشة الاعتداءات المسلحة في جنوب السعودية وشمال اليمن؟

هذه الزيارة تأتي امتداداً للتواصل بين وزارة الثقافة والإعلام في البلدين والحوارات التي تجري بين الحين والآخر مع أخي (وزير الإعلام السعودي) الدكتور عبدالعزيز خوجة. وكان لنا لقاء موسع أشبه ما يكون باللقاءات الفكرية مع قياديي الإعلام ورؤساء الصحف والمؤسسات الإعلامية في البلدين.

وتهدف الزيارة إلى ترقية التواصل الإعلامي من أجل تطوير العمل بين البلدين، وتم التوقيع على محضر في تطوير العمل الإعلامي وتحديد آليات التواصل اليومي والأسبوعي.

ما الأهداف التي تقف خلف اعتداء جماعة مسلحة يمنية على القرى السعودية الواقعة على الشريط الحدودي؟

لا شك أنها عملية اعتداء على الشؤون الداخلية في البلدين وفتنة أشعلتها أيادٍ خبيثة وعميلة في اليمن، وهذه الفتنة أخذت منحًى خطيراً عندما حاولت عناصر التمرد والتخريب توسيع نطاق عدوانها إلى المساس بالسيادة الوطنية للمملكة والاعتداء على منطقة جازان وقراها. إن لمثل هذا العمل الإجرامي أهدافاً أرادت (الجماعة المسلحة) أن تحوّل القضايا الداخلية إلى قضايا ذات طابع دولي باعتبار أنها مسلوبة الإرادة تُملَى عليها أعمالها الإجرامية. يوجد تنسيق شامل بين البلدين في المجالات الأمنية والسياسية والإعلامية كافة.

هل هناك جهات خارجية تسعى إلى تفكيك الوحدة اليمنية من خلال دعمها لجماعات التمرد مادياً ولوجستياً؟

هذه الجماعات تستهدف خلق بؤرة لنفوذ خارج نطاق سيادة الدولة في محافظة صعدة، وما نكتشفه اليوم من ترتيبات وإعداد سري خطير بالاستعانة بالخبرات الخارجية يؤكد هذا التوجه بمعنى المساس بالسيادة الوطنية ثم المساس بالوحدة الوطنية اليمنية.

ومبدأ «فَرِّقْ تَسُدْ» الاستعماري يستخدم أساليب أخرى لإثارة النعرات والتعصبات المختلفة التي نرفضها، واليوم نعتبر المعركة التي تسير في طريق الحسم النهائي ما هي إلى معركة تجاه متمردين يمارسون العصيان المسلح ويرتكبون كل يوم جرائم تستهدف حياة المواطن اليمني والمنشآت العامة والخاصة، وبث الإرهاب والخوف والهلع تجاه المحافظة وتعطيل حركة التنمية وإعطاء صورة مفزعة لمحافظة صعدة ولليمن، وبالتالي تفاقم الأضرار التي تعاني منها اليمن وتوقف حركة النمو والتطوير وتخوف المستثمرين من ممارسة تطلعاتهم في شركة استثمارية داخل اليمن.

أهداف الجرائم التي تمارسها عناصر التمرد على الصعيد الداخلي واضحة وهي الخروج عن الشريعة والدستور، وتشويه صورة النظام على الصعيد الخارجي.

«السماء لا تمطر سلاحاً»... ما مصادر نشاط المتمردين ولا سيما في الفترة الأخيرة؟

هناك أيادٍ خارجية خبيثة تتدخل في الشؤون اليمنية الداخلية، وتحاول التدخل أيضاً في شؤون المملكة وكثير من البلدان العربية، وهناك قوى متطرفة ذات أهداف لا أخلاقية، لأنها تتربص في ميادين العمل السياسي ضد السياسات العقلانية المتزنة التي تسير في الاتجاه الحكيم، واستهداف نماذجها الإيجابية كما هي في المملكة واليمن وبعض البلدان العربية الأخرى.

ويعني ذلك أنها قوى خبيثة لا بد من أنها تعمل على تنسيق استعماري تريد من خلاله أن تثبت أمراً واقعاً، على مستوى خريطة الوطن العربي، وتعمل على المزيد من تمزيقه والزج به في حروب وفتن.

هذه القوى هي المستفيد الأول وتمارس الدعم والتخطيط والإرشاد والتوجيه، إضافة إلى وسائل العون المادية واللوجستية لكل العناصر المتورطة في العمل معها، لخلق بؤر الفتن والاختلاف والتمزق في خريطة الوطن العربي.

كيف تقوّمون النتائج التي حققها الجيش اليمني في الحرب الداخلية مع المتمردين؟

القوات المسلحة اليمنية والأمن يؤديان مسؤوليات دستورية وقانونية في مواجهة عصابات التمرد والتخريب، واليوم هناك أساليب مدروسة غير مستعجلة مفادها القيام بالعمليات التي تعتمد على التحديد الدقيق للأهداف والصبر والتحمل في عمل الجيوش المعاصرة في مواجهة تحديات خطيرة، وهي عصابات التخريب والتمرد التي تأخذ من أسلوب حرب العصابات والحروب المباغتة والضرب والهرب، والأعمال الكيدية الجبانة التي تتربص حتى بالمصلين وهم آمنون بين يدي رب العالمين، والتغرير بالأطفال والزج بهم في أعمال إجرامية.

هل ضبطتم أطفالاً يمنيين يحملون السلاح مع المتمردين؟

تم الكشف عن استخدام جماعات التمرد للأطفال في تهريب الأسلحة وتهريب أنواع من الصواعق المتفجرة، وضبط عدد منهم يرتدون الصواعق وأدوات تستخدم في العمليات العسكرية، وهي صواعق خاصة تعمل على إشعال المتفجرات والألغام وغيرها من الوسائل التي يستخدمها المتمردون.

كم عددهم؟

جرى القبض على 16 طفلاً، وتم الإفراج عن بعضهم.

هل يواجه الجيش اليمني صعوبات في قتال الجماعات المتمردة، ولا سيما أنهم يتخفون بين المدنيين؟

توجد أساليب دقيقة يستخدمها الجيش اليمني في درس الأهداف خلال عمليات الهجوم في كثير من المواقع، وذلك للحرص على سلامة أرواح المواطنين اليمنيين والمنشآت التي يتمركزون فيها، ولا سيما منازل المواطنين واستخدامهم مرافق عامهم وقيامهم بتدميرها نكاية بالدولة والشعب اليمني.

هناك من يسعى إلى بث النعرات القبلية بين أبناء المجتمع اليمني؟

فشلت جميع المحاولات التي سعت إلى محاولة بث النعرات القبلية في المجتمع اليمني التي تمت بسوء الذمم والخبث من أجل تحويل الوصف الدقيق لما تقوم به عناصر التمرد في صعدة. هذه عناصر مجرمة في القوانين الدولية، لأنها عناصر خارجة عن النظام والقانون ضد شريعة النظام وتمارس العصيان المسلح في أي بلد كان، ومثل هذه الجماعات المتمردة يجب على المجتمع الدولي بكل قواه أن يقف ضدها، فضلاً عن أن لكل دولة حقّها الكامل في التصدي لمثل هذه الأعمال التي تمس السلام الاجتماعي والأمني إلى جانب الاستقرار في بلدانها.

وبالتالي جاء التأييد لما تتخذه الدولة في كثير من البيانات أن من حق اليمن أن يعمل على تثبيت أمنه واستقراره وحماية السلام الاجتماعي.

هل عناصر التمرد التي ذكرتها جميعها يمنية أم توجد أطراف عربية تشارك معهم العصيان المسلح داخل اليمن؟

عناصر التمرد يمنية وستدركون أن هناك مخططات لهؤلاء العملاء المأجورين الذين يحاولون زعزعة أمن اليمن واستقراره.

إلى أين وصلت التحقيقات اليمنية مع عناصر التمرد الذين يقبض عليهم؟ وهل كشفتم الجهات الخارجية التي تدعمها؟

هناك حوزات ومرجعيات في إيران متورطة في التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، كما هي متورطة في التدخل في شؤون كثير من الدول العربية، ولها مآرب سياسية وأطماع خاصة للأسف الشديد في الوطن العربي.

وماذا عملتم؟

خاطبنا الحكومة الإيرانية بالوثائق وأوضحنا لهم أن هذا العمل هو تدخل في الشؤون اليمنية، ويجب كف عمل هذه الحوزات والمرجعيات عن التورط والتغرير بالمواطنين اليمنيين في محاولة كسبهم إلى اتجاهات معينة وجعلهم أعداء لبلادهم.

كما بيّنا ألمنا الشديد لما تمارسه وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية من صحافة وتلفزيون وإذاعة من اعتداءات على اليمن.