نجل أول رؤساء الجنوب يستبعد حدوث الانفصال ويؤكد أن الفيدرالية مقدمة لتفتيت اليمن

الإثنين 26 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 05 مساءً / مأرب برس:
عدد القراءات 15857

قال نجيب قحطان الشعبي إن "الجنوب العربي" تسمية استعمارية أوجدها الاستعمار البريطاني, وأطلقها على مناطق جنوب اليمن المحتل وذلك لنفي الهوية اليمنية عنها، مؤكدا أن تلك التسمية قد دفنت منذ أكثر من أربعين عاماً عندما تحقق الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر 1967.

وهاجم مرشح الرئاسة في انتخابات الرئاسة عام 1999م من أسماهم بـ"نظام الحكم اليساري الطفولي" الذي نشأ في 22 يونيو1969 (يوم الانقلاب على أبيه الرئيس قحطان الشعبي آنذاك) بأنه حوّل تسمية "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" إلى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" تكريساً منه للانفصال القائم بين شطري اليمن, حسب وصفه, فلم تعد الدولة في جنوب اليمن تمثل في نظر اليسار الطفولي منطقة جنوب اليمن فقط بل صارت تمثل اليمن كلها جنوباً وشمالاً, حسبما أضاف.

وشن الشعبي, في حوار مع صحيفة أخبار عدن, انتقادا ضد "البعض الذي يتوهم بأن الطريق إلى الانفصال هو رفع شعار الجنوب العربي! والحقيقة هي أن رفع هذا الشعار لا يؤدي إلا لشيء واحد وهو جعل من يرفعه بلا هوية وطنية".

واستبعد نجل أول رئيس لجنوب الوطن بعد رحيل الاستعمار البريطاني في 1967م أن يؤدي ذلك إلى انفصال الجنوب عن الشمال "حتى لو أن الجنوب لم يكن يوماً ما ذو هوية يمنية فإن هذا لا يؤدي إلى سحب المشروعية عن الوحدة اليمنية التي قامت في 22 مايو 1990 فالوحدة لم تكتسب مشروعيتها من كون الجنوب ذا هوية يمنية بل من خلال اتفاقيات وقعها ممثلو السلطتين القائمتين في عدن وصنعاء واعترفت بها كثير من دول العالم ومنظماتها العالمية والإقليمية".

ووجه حديثه لمن وصفهم بالانفصاليين ممن يرفعون شعار الجنوب العربي, "كونوا انفصاليين فلا أحد يستطيع أن يمنعكم أن تكونوا انفصاليين لكن احتفظوا بهويتكم اليمنية" متسائلا: من ذا الذي يتشرف بأن يكون بلا هوية وطنية؟.

ووصف نجيب قحطان الشعبي أن من يطالب بتحقيق الفيدرالية الآن في اليمن هو انفصالي في حقيقته, معتبرا إياها تدرجا إلى الانفصال, إذ الانفصال عن دولة اتحادية أسهل بالطبع من الانفصال عن دولة اندماجية أو ما يعرف بالدولة الموحدة.

وقال "إذا ما قسمت اليمن فيدرالياً إلى 4 أو5 ولايات مثلما يطالب البعض فإن هذا سيؤدي لاحقاً إلى تفتيت اليمن إلى 4 أو 5 دول مستقلة".

وذكّر الشعبي بزيارة الرئيس علي عبد الله صالح إلى عدن في نوفمبر 1989م حين طالب قيادتها السياسية بتحقيق اتحاد فيدرالي بين شطري اليمن, لكن علي سالم البيض- الرجل الأول بعدن, ورفاقه الجهابذة, حسب وصفه, في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي كانت حساباتهم غلط حين أصروا على الوحدة الاندماجية الكاملة بين الشطرين باعتبارها ستتيح لهم فرض سيطرتهم وآليتهم على الشمال, لكن انقلب السحر على الساحر, على حد تعبيره.

وطالب ممن يريدون الفيدرالية ألا يلوموا الرئيس صالح عندما يرفض ذلك ولكن عليهم أن يلوموا البيض والعطاس ورفاقهما الذين أرادوها اندماجية, وفقا لما قاله.

نص الحوار..

ما تعليقكم على الأصوات التي تردد اسم الجنوب العربي؟

هذه تسمية استعمارية أوجدها الاستعمار البريطاني وأطلقها على مناطق جنوب اليمن المحتل وذلك لنفي الهوية اليمنية عنها، وقد دفنت تلك التسمية منذ أكثر من أربعين عاماً عندما تحقق الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر 1967 الذي فيه قامت في جنوب اليمن أو ما كان يعرف بالجنوب العربي دولة يمنية الهوية هي "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" التي قام نظام الحكم اليساري "الطفولي" الذي نشأ في الجنوب في 22 يونيو 1969بتغيير تسميتها إلى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" تكريساً منه للانفصال القائم بين شطري اليمن فلم تعد الدولة في جنوب اليمن تمثل في نظر اليسار الطفولي منطقة جنوب اليمن فقط بل صارت تمثل اليمن كلها جنوباً وشمالاً.. وعلى أية حال فإنهم لم يلغوا الهوية اليمنية عن الدولة. لكن مؤخراً عادت تسمية الجنوب العربي تبرز وذلك على لسان جزء من المعارضة السياسية وتحديداً المسماة بالمعارضة الجنوبية وفي ضمنها ما يعرف بالحراك الجنوبي الذي ينادي بالعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990 أي انفصال الجنوب عن الشمال.

وللأسف فإن البعض يتوهم بأن الطريق إلى الانفصال هو رفع شعار الجنوب العربي! والحقيقة هي أن رفع هذا الشعار لا يؤدي إلا لشيء واحد وهو جعل من يرفعه بلا هوية وطنية، ولكن من المحال أن يؤدي ذلك إلى انفصال الجنوب عن الشمال أي انه حتى لو أن الجنوب لم يكن يوماً ما ذو هوية يمنية فإن هذا لا يؤدي إلى سحب المشروعية عن الوحدة اليمنية التي قامت في 22 مايو 1990 فالوحدة لم تكتسب مشروعيتها من كون الجنوب ذا هوية يمنية بل من خلال اتفاقيات وقعها ممثلو السلطتين القائمتين في عدن وصنعاء واعترفت بها كثير من دول العالم ومنظماتها العالمية والإقليمية.

وأقول للأخوة "الانفصاليين" ممن يرفعون شعار الجنوب العربي كونوا انفصاليين فلا أحد يستطيع أن يمنعكم أن تكونوا انفصاليين لكن احتفظوا بهويتكم اليمنية, فمن ذا الذي يتشرف بأن يكون بلا هوية وطنية؟

وما قولكم فيما يطرح حول ما يسمى بحكومة اتحادية؟

هذا الشعار يقصد به التراجع عن الوحدة الاندماجية إلى نظام الاتحاد الفيدرالي كالمعمول به في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والهند وألمانيا وروسيا الاتحادية وغيرها من الدول، فيكون لكل ولاية في الاتحاد حكومتها ومجلسها النيابي ودستورها وقوانينها، فيما تكون هناك حكومة مركزية واحدة في عاصمة الاتحاد تضم بعض الوزارات المتفق عليها وتضم بالتأكيد وزارتي الدفاع والخارجية اللتين لا توجدان في حكومات الولايات، وهناك على المستوى المركزي في العاصمة الاتحادية مجلس نيابي يمثل شعب الاتحاد على أساس تقسيم الدولة إلى دوائر انتخابية متساوية من حيث عدد السكان لذلك تحظى الولايات الأكثر سكاناً بمقاعد أكثر, ويكون هناك مجلس أعيان أو شيوخ وهذا لا يمثل شعب الاتحاد بل يمثل ولايات الاتحاد لذلك يكون لكل ولاية عدد من المقاعد يساوي ما لغيرها من الولايات بغض النظر عن عدد سكان أية ولاية.. تلك أهم ملامح نظام الاتحاد الفيدرالي الذي يسمى أيضاً بالاتحاد المركزي، ولا يحق لولايات الاتحاد الانفصال عنه إلا إذا نص دستور الاتحاد على هذا الحق.. والواقع أن لهذا النظام مزايا عدة أهمها أنه يتيح لشعب كل ولاية أن يحكم نفسه بحرية مطلقة في عدد كبير من الجوانب كشؤون الصحة والتعليم والشرطة، ومن مزاياه أيضا أنه يؤدي إلى التنافس بين ولايات الاتحاد بما يؤدي بالتالي إلى تطورها في ظل اتحاد ورئيس واحد للدولة وسلطات مركزية وأخرى محلية.

وعلى الرغم من أن الفيدرالية ليست انفصالية إلا أني أعتقد أن من يطالب بتحقيقها الآن في اليمن هو انفصالي في حقيقته لكنه يتقنع بالوحدوية فهو يعجز عن فصل الجنوب عن الشمال دفعة واحدة فاهتدى إلى أن يتدرج في الانفصال فيطالب بالفيدرالية وهذه ليست انفصالية كما أسلفنا من قبل، لكنه بعد ذلك سيحاول تحقيق الانفصال.. فالانفصال عن دولة اتحادية أسهل بالطبع من الانفصال عن دولة اندماجية أو ما يعرف بالدولة الموحدة. وإذا ما قسمت اليمن فيدرالياً إلى 4 أو5 ولايات مثلما يطالب البعض فإن هذا سيؤدي لاحقاً إلى تفتيت اليمن إلى 4 أو 5 دول مستقلة.

وبالمناسبة فإن الأخ الرئيس علي عبد الله صالح عندما زار عدن في نوفمبر 1989م طالب قيادتها السياسية بتحقيق اتحاد فيدرالي بين شطري اليمن لكن علي سالم البيض الرجل الأول بعدن ورفاقه الجهابذة في المكتب السياسي للحزب الإشتراكي كانت حساباتهم غلط رفضوا وأصروا على الوحدة الاندماجية الكاملة بين الشطرين باعتبارها ستتيح لهم فرض سيطرتهم وآليتهم على الشمال لكن انقلب السحر على الساحر، فعلى من يطالبون الآن بالفيدرالية ألا يلوموا الرئيس عندما يرفض ذلك ولكن عليهم أن يلوموا البيض والعطاس ورفاقهما الذين أرادوها اندماجية.

ومن الخطأ أن يظن البعض بأن الفيدرالية تحقق بالضرورة تقدم المجتمع وسعادة مواطنيه أكثر مما تحققه الاندماجية.. وكمثال نقدم حالة فرنسا الموحدة مقارنة بالهند الفيدرالية, فالمسألة نسبية, ولذلك فإنه أيضا ليست الديمقراطية شرطاً لازماً لتقدم المجتمع اقتصاديا مثلما ادعى الأخ عبد الرحمن البيضاني مراراً في كتاباته، فسنغافورة والصين الشعبية ليستا دولتين ديمقراطيتين ومع ذلك فهما متقدمتين اقتصاديا أكثر بكثير من سيرلانكا والمكسيك وباكستان وبنجلاديش ذوات الأنظمة الديمقراطية.

هل لدعوات الجنوب العربي والحكومة الاتحادية استجابة لدى الشعب ومناضليه؟

كل دعوة سياسية أو اجتماعية تجد استجابة لدى بعض فئات أو أفراد أي شعب، وهكذا الحال في بلادنا وهذا أمر منطقي، فمن غير المعقول أن يجمع شعب تعداده بالملايين على رأي واحد، والشعب اليمني, وتحديداً في الجنوب, ومناضلوه لا يخرجون على سنة الحياة من الاختلاف في الرأي والمواقف لذلك ستجد بينهم الانفصالي مثلما ستجد بينهم المتمسك ببقاء الوحدة اليمنية.

لكن لم يعد يحق للدولة أن تعاقب أو تغضب أو تلوم أحداً عندما يتبنى شعار الجنوب العربي أو الحكومة الاتحادية طالما أن الدولة بنفسها ممثلة في قيادة محافظة عدن ورئاسة جامعة عدن قد قامت منذ سنوات بتكريم رجل الانفصالية الضيقة الأكبر وهو محمد علي لقمان فأطلقت اسمه على شارع رئيسي بحي كريتر بعدن! كما أطلقت اسمه على القاعة الكبرى بجامعة عدن! بينما هو وابنه علي كانا لا يؤمنان بالوحدة اليمنية ولا بوحدة الجنوب ولا حتى بالجنوب العربي وإنما كانا يؤمنان ويدعوان أثناء الاحتلال البريطاني وتحديداً في حقبتي الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين إلى منح مدينة عدن حكماً ذاتياً على طريق منحها استقلالاً ليقام فيها دولة عدنية، والأكثر من ذلك هو أنهما كانا يتبنيان فكرة القومية العدنية، وكتاباتهما الصحفية لا تزال موجودة تشهد على صدق ما قلناه كما أن كتاب "عدن تطلب الحكم الذاتي" لمحمد علي لقمان موجود، إذا فلا يحق للدولة أن تعاقب أو تغضب أو تلوم من ينادي بالجنوب العربي فهو أكثر وحدوية من محمد لقمان إنه على الأقل يؤمن بوحدة الجنوب.

إنني أضحك كلما مررت في كريتر باللوحة التي تحمل عبارة "شارع محمد علي لقمان المحامي" وأقول لنفسي لماذا تغضب الدولة ممن يطالبون بانفصال الجنوب، بينما هي بنفسها قامت بتكريم من كان يروج للقومية العدنية ويطالب بالدولة العدنية، فما هذا التناقض وما هذه الانتقائية؟

كيف ترون وأنتم من أسرة مناضلة كبيرة واحدية الثورة اليمنية؟

شعار واحدية الثورة اليمنية الذي برز بعد تحقيق الوحدة اليمنية في 1990م تثبت الحقائق الموثقة أن أول من رفعه هو المناضل قحطان محمد الشعبي وذلك منذ ما قبل 14 أكتوبر 1963 وقبل 26 سبتمبر 1962، ولم يكن هو أول من دعا لذلك فحسب بل كان الوحيد، وقد طرحه في القاهرة في مارس 1961على عدد من السياسيين اليمنيين من أبناء ما كان يعرف حينئذ بالمملكة المتوكلية اليمنية والذين اضطرتهم الظروف السياسية إلى الاستقرار بالقاهرة وكان بينهم الأساتذة: أحمد محمد نعمان, محمد محمود الزبيري, محسن العيني,محمد أحمد نعمان, حسن السحولي وأحمد المعلمي، فقد قدم لهم قحطان دراسة عن واقع الأحوال في جنوب وشمال اليمن واقترح في الدراسة إقامة جبهة قومية لتعمل على مستوى الشمال والجنوب، فتقضي على الحكم الأمامي المتخلف في الشمال وتقيم بدلاً عنه حكم جمهوري تقدمي، ثم بعد ذلك تعمل الجبهة القومية على تحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني، وللاسف رفض السياسيون المذكورون مقترح قحطان معتبرين أن قضية الجنوب تختلف عن قضية الشمال.

وفي 20 مايو 1962 أي قبل 26 سبتمبر بأكثر من أربعة أشهر صدر لقحطان الشعبي كتابه الشهير "الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن" وكرر فيه الدعوة لإقامة الجبهة القومية على مستوى اليمن كلها شمالاً وجنوباً، ونشر في الكتاب الدراسة التي قدمها للسياسيين اليمنيين المذكورين ويقترح فيها ايجاد جبهة قومية على مستوى اليمن لتعمل على تغيير النظامين السياسيين القائمين.

وبعد نحو 4 أشهر من نشر كتابه المذكور تحرك الجيش في الشمال في 26 سبتمبر 1962 وأقام نظام حكم جمهوري, ومن يطالع كتاب الشعبي سيجد أن أهداف ثورة 26 سبتمبر 1962 مستقاة من كتابه وبعضها منقول بالنص.

وبعد قيام 26سبتمبر 1962 كان على الشعبي أن يعمل على تأسيس الجبهة القومية على مستوى الجنوب المحتل فقط، وهو ماحدث في1963م، فصرنا أمام ثورتين لا ثورة واحدة.. والبعض يظن مع الأسف أن الحديث عن واحدية الثورة اليمنية يعزز الوحدة اليمنية القائمة حالياً وهذا ظن ليس له أي أساس من الصحة بل أن العكس هو ما يحدث فالحديث عن واحدية الثورة اليمنية الآن قد جعل الكثير يشككون بأن المقصود هو إلغاء ثورة 14 أكتوبر، ولذلك أنا لست مع من يقول الآن بواحدية الثورة اليمنية، فنحن أمام ثورتين ولو كان لدينا خمس أو ست ثورات يمنية فلنعترف بها فما المانع أن يكون لدينا أكثر من ثورة.. إن ترسيخ الوحدة اليمنية لا يكون برفع شعار واحدية الثورة وإنما بتحقيق العدالة والمساواة ومكافحة الفساد واحداث تنمية اقتصادية وخدمات تعليمية وصحية حقيقية وراقية,وغير ذلك مما يطلبه المواطن.

المؤامرات التي تريد تمزيق الوطن والانقلاب على الثورة والوحدة كيف يمكن مواجهتها ومسؤولية من ذلك؟

بلاشك أن المسئول الأول عن مواجهة ذلك وبخاصة محاولات الانفصال هو القيادة السياسية يليها الأشخاص الذين يحتلون الوظائف السياسية والعسكرية الكبرى وبالذات من أبناء جنوب الوطن فبينهم نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء وضباط ذوو رتب ووظائف عالية في القوات المسلحة والأمن، وهؤلاء الجنوبيون بالذات تقع عليهم مسؤولية مواجهة المخاطر المذكورة في سؤالك وذلك لأنهم أولاً تقع أكثر التحركات الانفصالية في مناطقهم كأبين ولحج والشعيب وشبوة وثانياً لأنهم أكثر أبناء الجنوب استفادة من المزايا والإمكانات المالية للدولة ويتقاضون ملايين الريالات سنوياً وبعضهم لديه ميزانيات بالملايين يتصرف فيها كنثريات، ناهيك عن السفريات لسبب حقيقي وتارة أخرى لمجرد التنزه وصرف بدلات السفر، فهؤلاء أكثرهم يريد مغالطة الدولة والرئيس فيدخلون في الفائدة ويخرجون من الخسارة إنها منتهى الانتهازية إذ يجب أن يكون شغلهم الشاغل هو محاربة النزعات الانفصالية في الجنوب وليس مجرد تحقيق مكاسب ذاتية سياسية ومالية وعموماً فقد كشف الحراك الجنوبي بأن أولئك المسؤولين ليس لهم تأثير في مناطقهم..ومن جهة أخرى لماذا لا يذهب الوزراء من أبناء جنوب الوطن وشماله هم وأبناؤهم لخطوط المواجهة في صعدة وحرف سفيان؟ لماذا نجد أكثر الوزراء من الجنوب لم تصدر عنهم مجرد إدانة لما يحدث في الجنوب؟ وأؤكد لك أنه لو وقع انفصال الجنوب فسنجد هؤلاء المسؤولين من أبناء الجنوب قد تركوا صنعاء وشدوا الرحال إلى عدن!

التحالف الحاصل بين المدعو طارق الفضلي وجماعة التمرد الحوثي ودعاة الانفصال.. لماذا وهل يوجد قواسم مشتركة بينهم؟

لا أعلم بوجود تحالف بين الأخ طارق الفضلي وجماعة التمرد الحوثي، لكن ما هو واضح هو التحالف بينه وبين دعاة الانفصال والسبب في ذلك هو أن كليهما صار يدعو لانفصال الجنوب عن الجمهورية اليمنية وهذا السبب وحده كاف لأن يتحالفا.. والقواسم المشتركة بينهما موجودة فأولاً كلهم جنوبيون وثانياً كلهم ضد قيادة الدولة بصنعاء، وثالثاً كلهم يدعون لانفصال الجنوب. مثل هذه التحالفات أمر عادي جداً وتحدث في كل دول الدنيا فلا عداوة دائما بين الخصوم السياسيين، وعدو الأمس يصبح صديق اليوم عندما تستدعي مصلحة الطرفين ذلك.

أين يأتي دور المناضلين وأبنائهم وأنت واحد منهم في التصدي لأعداء الوطن؟

أنا لا دور لي في ذلك فليس لدي وظيفة ولا حتى درجة وظيفية لائقة, وحتى لا يظن أحد انني ألفت نظر الدولة لتصحيح وضعي فإني أقول بأنه منذ سنين لم يعد لدي الرغبة في الحصول على ذلك، ويشهد الله على أنه لو عرضت علي رئاسة الحكومة فسأرفض لأكثر من سبب، ولذلك نترك مهمة التصدي لأعداء الوطن للإخوة الجنوبيين الأشاوس ذوي الوظائف الكبيرة في الدولة ولتكن هذه على الأقل ضريبة ما يستفيدونه من وجودهم في تلك الوظائف.