كشفت مصادر مقرَّبة من "رئاسة" سلطة رام الله, أن مصر عدَّلت مسودة ورقة المصالحة الفلسطينية أكثر من مرة بعد تهديدات أمريكية بعرقلة جهودها إذا استجابت لمطالب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عدم تضمين الورقة شروط "اللجنة الرباعية".

وذكرت المصادر الفلسطينية, في تصريحاتٍ صحفيةٍ نُشرت اليوم الثلاثاء (20-10) في صحيفة "القدس"؛ أن القاهرة غيَّرت الوثيقة الأخيرة التي سلَّمتها "حماس" منتصف الشهر الماضي، بعدما قدَّم المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل رسالة احتجاج من الخارجية الأمريكية على الورقة المصرية.

وقالت المصادر: "إن القاهرة استجابت للطلب الأمريكي، واعتبرت -دون الرجوع إلى "حماس" والفصائل الأخرى- الورقة السابقة والمكوَّنة من ثماني صفحات ملغاة، وأعدَّت ورقة تقارب 25 صفحة، بها نقاط جديدة لم تطرح، أو طرحت وتم رفضها من "حماس" وآخرين".

وبيَّنت المصادر أن ميتشل أبلغ مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان أن الإدارة الأمريكية ستعرقل أي جهد لا يدفع "حماس" إلى الاعتراف والالتزام بشروط "الرباعية" وواشنطن؛ وذلك في لقاءٍ جمعهما في القاهرة في العاشر من الشهر الجاري.

ونقلت المصادر عن ميتشل قوله لسليمان ولوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط: "إن على القاهرة عدم مسايرة "حماس"، وإنها بذلك تعطل الجهود الأمريكية المبذولة من قِبَل الرئيس باراك أوباما لاستئناف المفاوضات".

وطلب ميتشل من القاهرة -حسب المصادر ذاتها- أن تقدم على مزيد من الإجراءات التي من شأنها إجبار "حماس" على التخلي عن المقاومة المسلحة والانضمام إلى تحالف فلسطيني من أجل التسوية مع الكيان الصهيوني.

وقالت المصادر إن ميتشل استمع في رام الله من رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس تحريضًا على القاهرة، معتبرًا أن الورقة التي قدَّمتها مصر إلى حركة "فتح" كلها شروط "حماس" ومجحفة ومذلة لحركته والسلطة، حسب قوله.